طباعة هذه الصفحة

في ندوة نقاش بالسينماتيك من تنشيط مخرجين وسينمائيين

الفيلم الملتزم يعالج القضايا الإنسانية دون الابتعاد عن الترفيه

حبيبة غريب

من الممكن جدا للفيلم الملتزم أن يكون فيلما كبيرا وأن ينال اهتمام ورضا الجمهور، إذا ما توفرت الإمكانيات المادية اللازمة لإخراجه وإذا ما عرض في الوقت والمكان المناسب، فهو وأن لم يوفر حلا جذريا للمشكل أو الآفة أو الظاهرة التي يعالجها، فهو يقدم نقاط عديدة يمكن للمشاهد الارتكاز عياها في التخمين لإيجاد الحل الأمثل بنفسه” كانت هذه نقطة من بين النقاط التي شكلت أمس، موضوع المائدة المستديرة، الخاصة بالالتزام في السينما بين الدعوة والتحديات المستقبلية” والتي نظمت على هامش فعاليات مهرجان الجزائر الدولي للسينما المخصص في طبعته السابعة للفيلم الملتزم.

شدد المحاضرون “على ضرورة ابتعاد السينمائي والمخرج أو السيناريست للفيلم الملتزم على الجمود بالنسبة للواقع، فالعالم والتاريخ في حركية دائمة، والالتزام مطلوب في جهة ما أكثر من أخرى بحكم راهنية الأحداث فيها، فالسينما هي مغامرة فردية تستدعي من صاحبها الابتعاد عن التهويل والبلبلة إذا ما أراد خوض معترك الفيلم الملتزم”.
 وان يحمل الفيلم الملتزم قضايا إنسانية ويدافع عن المستضعفين ويدعو إلى تحقيق العدالة، فهو أيضا يتطرق في السنين الأخيرة إلى قضايا مصيرية بالنسبة لمعيشة الإنسان ومستقبله، كتلوث البيئة والاحتباس الحراري والمجاعة وغيرها...
 ومن الضروري أيضا، عدم الخلط بين الفيلم الملتزم والفيلم المناضل، مع العلم أن الأول يمكن أن يكون فليما كبيرا واسع الشهرة،، فقبل الالتزام فالسينما تصبو إلى الترفيه عن المشاهد، ولا بد للفيلم الملتزم أن يجلب الاهتمام في سياق الترفيه، حتى لا يمله المشاهد، فهو مطالب أن يحمل قصة شيقة تثير الفضول والإعجاب والانجذاب إليها قبل معالجته للمشكل المطروح.
و كان الهدف من الندوة التي نشطها بقاعة السنيماتيك، كل من المخرج والمدرس بهلول عبد الكريم، والمؤرخ السينمائي ميشال سيرسو والمخرج سيكو تراوري من بوركينا فاسو والكاتبة ميرنا سانتيكس كزابلانكاس، والأستاذ أحمد بجاوي، هو تسليط الضوء على أهمية الفيلم الملتزم في زعزعة أمور الأشياء ومواكبة الأحداث والدعوة إلى التفكير بها والتأريخ لبعضها فهو غالبا ما يدعو إلى القضايا الإنسانية بدون أن يخرج من طابع الترفيه.
و اجمع المشاركون في اللقاء على أن الفيلم ملتزما كان أولا في حاجة دوما إلى من يموله داعيين المخرجين الشباب إلى التمسك بأفكارهم الخاصة بإخراج الأفلام الملتزمة والاستعداد دوما لالتقاط الفرص السانحة التي تسمح لهم بتجسيد مشاريعهم على أرض الواقع “.
واختتم اللقاء بحصة لبيع بالإهداء لكل من كتاب أحمد بجاوي تحت عنوان “حرب الجزائر في السينما العالمية”، باللغتين العربية والفرنسية وكتاب عبد الكريم تازاروت، تحت عنوان “السينما الجزائرية”.