طباعة هذه الصفحة

يجمـــــع مــــا يزيــــد عن 747 عـــدد لجريـــــدة “الشعــــب”

ميلود عمامرة: أسعى إلى إنشاء متحف لعرض الصحف القديمة

صونيا طبة

ميلود عمامرة، أستاذ مهتم بتاريخ الجزائر والحركة الوطنية، حبه الكبير لمهنة الصحافة دفعته إلى جمع أكثر من 10 آلاف عدد من جرائد وطنية ناطقة باللغة العربية والفرنسية ومجلات شهرية وأسبوعية قديمة تعود إلى فترة السبعينات والثمانينات وإلى غاية اليوم، وهو ما جعل طموحه ينمو ويتطور لكي يسعى إلى إنشاء متحف لعرض الصحف القديمة التاريخية والذي يأمل أن يرى النور قريبا.

وبمناسبة إحياء جريدة “الشعب” لذكرى تأسيسها بحضور وزير الاتصال حميد قرين ووزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال هدى إيمان فرعون ومجموعة من أبناء الجريدة، أبى عمامرة إلا أن يقاسم عمال الجريدة من صحفيين ومصورين وتقنيين فرحة الاحتفاء بمرور 54 سنة من النضال والكفاح في سبيل ضمان التغطية الوطنية والدولية لمختلف الأحداث وتأصيل الخط الوطني ونقل الحقائق بصفة موضوعية.
ساهم ميلود عمامرة الذي تنقل من ولاية تيبازة حاملا نسخ من أعداد أم الجرائد في إثراء معرض جريدة “الشعب” الذي تم فيه عرض أرشيف الصحيفة بمقرها الواقع بشارع الشهداء بمجموعة من النسخ التي احتفظ بها خلال فترة الثمانينات والتسعينات، ولم يتوان في عرضها بمناسبة احتفاء الجريدة العريقة بالذكرى ال 54 من تأسيسها حتى يظل هذا الأرشيف الغني وحده شاهدا على المراحل التي تعاقبت عليها الجريدة والأحداث الوطنية التي عاشتها الجزائر بداية من فجر الاستقلال عام 11 ديسمبر 1962 إلى غاية يومنا هذا.
بدأت رحلة الأستاذ عمامرة في البحث والاطلاع على تاريخ الجزائر والتكوين الثقافي في بداية السبعينات، حيث أرجع الفضل في الثروة المعرفية التي اكتسبها إلى الملحق الثقافي الذي كان ينشر في جريدة “الشعب “في السبعينات، والذي يحتوي على مواضيع أدبية وتاريخية هامة استهوته وجعلته يغرم بأم الجرائد، إلى أن قطع وعدا على نفسه باقتناء جميع أعدادها والحفاظ عليها ليجمع أكثر من 747 عدد خاص بجريدة “الشعب”.
وقال العضو السابق للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني إنه لا يعتبر نفسه غريبا أو دخيلا على الجريدة وإنما هو ابن “الشعب” كونه ساهم في كتابة مقالات عديدة بداية من 1989، حيث خصصت له مساحة في صفحة قضايا وآراء كل أسبوع لنشر مواضيع كان أولها سنة 1990 تحت عنوان “ستبقى جبهة التحرير الوطني “، مشيرا إلى أن إسهاماته في الجريدة كانت معظمها مقالات دراسية مرجعية تهدف إلى إقناع القارئ وتنوير الرأي العام.
وأكد محدثنا الذي ينتمي إلى أسرة ثورية أنه مر بأصعب تجربة في حياته أين اضطر إلى بيع مجموعة من الأعداد الخاصة بجريدة “الشعب” في فترة ما قبل 1985 رغم اعتراضه على فكرة التخلي على هذه النسخ الثمينة في بادئ الأمر إلا أن الأزمة المالية التي اعترضته جعلته يضحي بها مشيرا إلى أنه شعر بندم كبير بعد خسارة هذه النسخ، زيادة على 600 عدد تعرض للتلف بسبب الأمطار، لكن الاستاذ لم يستسلم ولم يتوقف عند هذا الحد بل واصل رحلته في جمع الأعداد والنسخ ابتداء من 1987 إلى غاية اليوم.
كما أشاد بالمجهودات التي يبذلها الصحفيون وعمال جريدة “الشعب” لضمان الاستمرارية في العطاء وخدمة المعلومة الموثوقة بالمصداقية التي تعوّد القارئ عليها في ظل المنافسة الشرسة التي تشهدها الساحة الإعلامية في الوقت الراهن، موضحا أن عميدة الصحافة لا تزال تهتم بالبحث والدراسة في مختلف القضايا الراهنة سواء الداخلية أو الدولية، ولا تختلف عن الصحف الأخرى من حيث الطرح ومعالجة المواضيع وإنما ميزتها الوحيدة تكمن في التزامها الدائم بالدفاع عن القضايا الوطنية وبرنامج الدولة ومصلحة البلد بكل موضوعية ومصداقية.