طباعة هذه الصفحة

بابا عمي: قانون الجمارك يكرس ترقية المهمة الاقتصادية والأمنية للجمارك

فريال بوشوية

أكد وزير المالية حاجي بابا عمي، اليوم، أن مراجعة قانون الجمارك تهدف إلى التفتح على العالمية من خلال تبني مقاييس دولية بترقية المهمة الاقتصادية والأمنية للجمارك، مع مراعاة تكييفها مع الواقع لحماية الاقتصاد الوطني، من جهتهم نواب المجلس الشعبي الوطني ثمنوا الإضافة التي يقدمها التعديل الأول من نوعه منذ 18 سنة، لكنهم شددوا على ضرورة تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للعاملين في القطاع، ومعالجة التهرب الجمركي، وتبييض الأموال، والتضخيم في فواتير الاستيراد.
حرص المسؤول الأول على قطاع المالية، لدى عرضه اليوم، مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 79ـ07، المؤرخ في 31 جويلية 1979 المتضمن مراجعة قانون الجمارك، أمام ممثلي الشعب بالغرفة البرلمانية السفلى، أن الأهداف المتوخاة من القانون تتجلى من خلال، "ترقية مهام إدارة الجمارك من حيث ترقية المهمة الاقتصادية، بما يضمن الشفافية والحياد، موازاة مع وضع الآليات لدعم تنافسية المؤسسات".
والى ذلك تكرس تعديلات قانون الجمارك، "العمل بالتعاون مع الإدارات والهيئات الأخرى، لمكافحة التهريب وتبييض الأموال، والجريمة العابرة للحدود، وتصدير واستيراد بضائع، تمس بالأمن الوطني والمواد الكيماوية، والمشعة والنووية وكذا الأسلحة والمتفجرات"، فانه "يكرس حق اطلاع الجمارك على المعلومات التي تهم نشاطها"، ويندرج في إطار "إبرام اتفاقيات التعاون مع المتعاملين في سلسلة الإمداد مع المجموعة الدولية، والذين يمارسون نشاطهم في الجزائر لتحسين الممارسة الجمركية".
ولم يغفل القانون "دعم الأحكام المتعلقة بأخلاقيات المهنة، والتزامات تكرس واجب التحفظ والحفاظ على السر المهني"، وتحسين نوعية الإجراءات الجمركية وتكريس ما ورد في الاتفاقيات الدولية، ودعك أحكام الرقابة ومكافحة الغش، وإمكانية اكتتاب التصريح لدى الجمارك الكترونيا، وإعادة تفعيل الأنظمة الجمركية باعتبارها ركيزة للتطور الاقتصادي.
مشروع التعديلات المقترحة في قانون الجمارك، تتمحور أساسا حول ترقية المهمة الاقتصادية والأمنية للجمارك، وإعادة هيكلة آليات المراقبة بما يكفل تحليل المخاطر وتحسين فعالية عمليات الفحص والمراقبة، كما يهدف إلى إعادة تنظيم وسائل الطعن بخصوص المنازعات المتعلقة بالصنف التعريفي  والمنشأ والقيمة المصرح بها لدى الجمارك، وذلك باللجوء إلى لجنة وطنية للطعن تكون مستقلة ومحايدة، وإعادة هيكلة المنازعات الجمركية.
لجنة المالية والميزانية أكدت في تقريرها التمهيدي، أن المتطلبات الاقتصادية والأمنية  فرضت مراجعة وتكييف قانون الجمارك، وتنظيمه على مستوى الحدود الوطنية والموانئ والمطارات وأطر التنسيق بين إدارة الجمارك وباقي هيئات الدولة لاسيما قيادة الدرك الوطني، والمديرية العام للأمن الوطني، كما أنه يتماشى وتطور النشاط الاقتصادي للمتعاملين الاقتصاديين.

تحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية للجمركيين ضرورة
من جهتهم النواب وخلال النقاش ثمنوا تعديل قانون الجمارك، الذي بات ضرورة وفق ما أكدوا في مداخلاتهم، وأجمعوا على ضرورة تحسين الأوضاع الاجتماعية والمهنية للعاملين في سلك الجمارك، لاسيما وأن المغريات كبيرة يقابلها أجر زهيد، وأفاد النائب نور الدين كيحل عن جبهة التحرير الوطني في السياق، أن القانون "يحمي الاقتصاد الوطني من جريمة غسيل الأموال، كما يتضمن الآليات الكفيلة بحماية الاقتصاد الوطني، ويعول عليه في مكافحة كافة أنواع الغش والقواعد المنافية للمنافسة، مؤكدا أن تحسين الأوضاع المهنية والاجتماعية للجمركيين، من خلال تحسين الأجور ومنحهم السكنات، على اعتبار أنه مهم جدا لمقاومة المغريات.
كما شدد النائب كيحل، على ضرورة إيجاد حل لمشكل الحاويات التي تقبع بالموانئ، لاسيما وأن الدولة تدفع تكاليف نقلها إلى مؤسسات أجنبية، عبد القادر بلعربي عن تكتل الجزائر الخضراء، أكد بدوره أن قانون الجمارك الذي يعود إلى العام 1979 لا يواكب التغييرات الحاصلة ولم يعد فعالا ، ومن شأنه وضع حد لعدة ظاهر سلبية بينها تضخيم الفواتير، وانتقد تحديد قيمة السيارة التي يجلبها المغتربون في حال عودتهم النهائية إلى أرض الوطن، بـ 200 مليون سنتيم، لافتا إلى أن المعايير المشترطة في السيارة تتجاوز هذا المبلغ.
وتطرق النائب الطاهر ميسوم إلى عدم تكوين عدد كافي، بدليل عدم تخرج دفعات منذ العام 2013 ، وأكد النائب عبد الرحمان بن فرحات عن تكتل الجزائر الخضراء ضرورة تقييم القانون الساري المفعول، لتحديد النقائص على أساسه، مؤكدا أن التعديل أصبا لزاما على الدولة تحيين التشريع، وبدوره نعمان لعور عن نفس التشكيلة، اعتبر مشروع القانون إضافة ايجابية لكن ذلك لم يمنعه من التساؤل إن كان يعالج المشاكل المطروحة من تهريب وتهريب للعملة وتضخيم الفواتير، مشيرا إلى أن قيمة التصريحات الكاذبة فاقت خلال السبعة أشهر الأولى من هذه السنة 3 آلاف مليار سنتيم.