طباعة هذه الصفحة

الملتقى الولائي الأول حول المرجعية الوطنية بسكيكدة

تشكيل مرجعية فقهية للحسم في مسائل دينية محل جدل

سكيكدة: خالد العيفة

محاربة الفكر التكفيري والتطرّف والمذهب الغريب عن المجتمع

دعا المشاركون بالملتقى الولائي حول  موضوع “المرجعية الدينية والولاء للدين والوطن” الى تشكيل أسس فقهية على شكل مجمع علمي، يتم من خلاله مناقشة المسائل والنوازل والقضايا العامة التي تعمّ بها البلوى، مرافعين بتفعيل هيئات الإفتاء المتمثل في المجالس العلمية، وفق مرجعية موّحدة للتصدي لكل الأفكار الدخيلة، مع ضبط مفهوم المرجعية، انطلاقا من الاختيارات الفقهية العقائدية والثقافية والاجتماعية للمجتمع الجزائري.

 طالب المشاركون بتعزيز دور المرجعية الدينية في الحفاظ على النسيج المجتمعي والثقافي والديني للجزائر، ملحين على انشاء مرصد أو مركز لمواجهة الأفكار الوافدة والتيارات الهدّامة، مع العمل على ترقية الملتقى الى ملتقى وطني سنوي.
الملتقى الأول كان من المزمع ان يكون وطنيا، لكن الإمكانيات لم تسمح بهذا الحجم والمستوى، وجاء في سياق تأكيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، على المرجعية الوطنية في مواجهة الفكر التكفيري والتطرف. هذا ما قاله عليدرة عبد الحفيظ، مدير الملتقى الذي احتضنه قصر الثقافة والفنون: “ارتأينا ان تكون ولاية سكيكدة  خطوة أولى في هذا المسعى لتحضير ملتقى  وطني أشمل وأعم، خلال الأشهر القادمة بهدف نشر العلم والفقه الشرعي، وفق الضوابط العلمية المعتمدة، استنادا الى المرجعية الوطنية الجزائرية في وحدة الصف، ووحدة الشعب الجزائري، كذلك نهدف الى مسألة ترشيد الفتاوى الفقهية لمنع الاختلال الفكري، والاختلال السلوكي في المجتمع الجزائري”.
 أضاف عبد الحفيظ بأنه لا بد من التعريف بعلماء الجزائر التي لها مرجعيتها الدينية التي استهدفت في كثير من المرات.
عن سؤال لجريدة “الشعب “حول الربط بين الملتقى والاحداث الأخيرة بخصوص ظهور فكر الطائفة الاحمدية بسكيكدة، أوضح عبد الحفيظ عليدرة “نعمل على ابراز هذه المرجعية ولا يهمنا من خالفنا، وبالنسبة إلينا الاحمدية شيء عابر، وأعطيت للمسألة  حجما أكبر منها، إضافة الى معالجة إعلامية مجانبة للصواب، ولواقع غير موجود أصلا، مع انه هناك الكثير من الأفكار ترّوج في أوساط المجتمع بمختلف مشاربه، وربما هي أخطر مما حدث في الفترة الأخيرة، ولا تهمنا هذه المسائل بقدر اهتمامنا المنصب حول ابراز ما عندنا، بإبراز موروثنا الحضاري ومرجعيتنا الوطنية، وإبراز ان للجزائر قدم راسخة في العمل على وحدة الشعب والأمة”.
من جهته، أكد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية والأوقاف، جلول حاجيمي، بأن “المرجعية الدينية الوطنية هي الأساس المتين لأي دولة للحفاظ على استقرارها ولا يجب تجاوز المرجعية والقفز عليها، ومن الضروري بناء قاعدة سليمة للعيش في سلام وأمان، كما من الضروري عدم ترك الطوائف الضالة والمنحلة والخارجة عن الملّة، تزرع سمومها في المجتمع الجزائري”.
أوضح  في نفس السياق “بأنه من بين مطالب التنسيقية التي يمثلها هو الحفاظ على المرجعية الوطنية التي من خلالها سيتم الحفاظ على وحدة الأمة، مذكرا “ان المذهب المالكي هو مذهب السلف الصالح ويجب السير وفقه والحفاظ على منهجه”.
الملتقى الولائي عرف مداخلات من قبل أساتذة من مختلف ربوع الجزائر تطرقوا الى عديد المحاور، أهمها دور المرجعية الدينية الوطنية في المحافظة على هوية الأمة وعوامل ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية في مؤسسات الدولة.
هناك مداخلات عالجت الموضوع بدقة في ظل محاولات السعي لإدخال بعض المراجع الدينية الغريبة على المجتمع الجزائري خاصة ما ظهر مؤخرا بما يسمى بالطائفة الأحمدية الضالة وفقا لمنظمي هذه المبادرة، إضافة الى تنظيم جلسات علمية لمعالجة العديد من القضايا المتعلقة بموضوع المرجعية الوطنية.
 بالموازاة اختتمت القافلة الدينية التي انطلقت، منتصف ديسمبر الجاري، عبر مساجد الولاية والتي خصّصت للتذكير بشمائل وأخلاق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وتضمن برنامجها محاضرات شرحت خلق المصطفى ومواقفه في بيته ومع أصدقائه وفي وقت السلم والحرب وكذا علاقته بالله.
 كما هدفت هذه القافلة التي أطّرها أئمة إلى تبيان مدى يسر الدين الإسلامي وعقيدته السمحة لمختلف الشرائح المجتمعية والفئات العمرية التي تتوافد على المساجد.