طباعة هذه الصفحة

رفضوا الانصياع للإضراب تحت مبررات واهية

التجـــــــار يجهضون مخطط دعاة الفتنـــــة

جلال بوطي

بولنوار لـ «الشعب»: بارونات البزنسة وراء الفوضى لتحقيق مآرب شخصية
لم يستجب تجار العاصمة، أمس، لدعوات المشاركة في إضراب وطني دعت إليه جهات مجهولة من 02 إلى 07 جانفي الجاري، بحسب ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي سابقا، تحت مبرر غلاء المعيشة، رافضين الانصياع لأصوات تسعى إلى بث الفوضى وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، حيث عرفت الأسواق بكل ولايات الوطن نشاطا عاديا، رفض خلالها التجار استغلالهم في قضايا مشبوهة، بحسب نقلته «الشعب» في جولة استطلاعية بالعاصمة.

ضرب تجار العاصمة دعوات الجهات المجهولة للدخول في إضراب وطني عرض الحائط، مفندين وقوع ذلك في المستقبل. ما عدا إمكانية اللجوء لرفع الأسعار بعد ارتفاع أسعار الوقود التي تعد عاملا في ذلك، كون تجار التجزئة يعملون وفقا لأسعار الشراء من تجار الجملة، الذين لم يرفعوا الأسعار بعد دخول قانون المالية حيز التطبيق ثلاثة أيام مضت.
في تصريح خص به «الشعب»، أمس، قال الحاج الطاهر بولنوار رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، إن أسواق الجملة والتجزئة بكل ولايات الوطن فتحت أبوابها بشكل عادي أمام المواطنين، رافضة الاستجابة لإشاعة الإضراب. مؤكدا أن التموين بالمواد الغذائية متواصل وبصورة عادية، باستثناء تجار بولايتي تيزي وزو والبويرة، أغلقوا محلاتهم بعد تلقيهم تهديدات، قال إنها مجهولة، بكسر واجهات محلاتهم.
وأضاف بولنوار، أن جميع أسواق الجملة والتجزئة عبر ولايات الوطن تمارس نشاطاتها بشكل عادي وتستمر في التموين بالسلع، موضحا أن  متوسّط أسعار السلع والبضائع لم يشهد تغييرا ملموسا ويبقى خاضعا لعاملي العرض والطلب، مع تفاوت بين الولايات يقارب 20 من المائة.
وأكد بولنوار، رفض التجار الانصياع لدعوات الإضراب بأن ما تم الترويج له كان مجرد إشاعة، بحسب رئيس جمعية التجار، الذي أشار إلى أن انتشار إشاعة الإضراب بتلك السرعة والاتساع، يؤكّد خللا في التموين والتخزين وغياب ثقافة الاستهلاك عند المواطن.
وبحسب بولنوار، فإن جهات مجهولة وصفها بـ «بارونات البزنسة السياسية»، تسعى لإذكاء الفتنة ونشر الرعب لتحقيق مآرب شخصية، مثمنا في نفس الوقت وقفة التجار على مستوى كل الولايات الرافضة لهذه الدعوات.
«الشعب»، وفي جولة استطلاعية ببعض بلديات العاصمة، حيث كانت وجهتنا الأولى بلدية باش جراح، كل المحلات مفتوحة بشكل عادي، سواء تلك المتواجدة في مجمعات كبرى أو المنفردة. الأمر نفسه انطبق على تجار الخضر والفواكه بالسوق البلدي الذي كان عامرا بالمواطنين بشكل عادي.
الوضع يكاد يكون نفسه ببلدية محمد بلوزداد، التي عرفت محلاتها حركة عادية منذ الساعات الأولى للصباح. وأنت تتجول في الشارع لا تلاحظ أي أمر قد يدل على وجود حركة احتجاجية، وكذلك بالسوق الجواري ببلدية السمار.
لدى تقربنا من بعض التجار للاستفسار عن علمهم بخبر الإضراب، تساءل بعضهم عن الجهة التي دعت إليه. في حين قلل آخرون من هذه الدعوات المغرضة التي ترمي، على حد تعبيرهم، «إلى الخراب والفساد» قائلين: «نحن لا يتحكم فينا الفايسبوك»، مشيرين إلى أن الدعوات تناقلتها شبكات التواصل وهم يستجيبون لها.
كما كانت جولتنا نحو بلديتي باب الزوار وسيدي امحمد اللتين شهدتا حركة عادية، لاسيما بشارع دبي بباب الزوار، الذي يعرف حركة كبيرة للزوار منذ بداية العطلة الشتوية، بحسب ما صرح به مواطنون لـ «الشعب»، حيث كانت حركة المرور عادية والمحلات مفتوحة إلى ساعات المساء.
وسجلت «الشعب» في تجولها بساحة الوئام المدني وبشارع حسيبة بن بوعلي حركة كثيفة للمواطنين، لاسيما القادمين من ولايات داخلية لقضاء العطلة بالعاصمة، قاصدين محلات شارع حسيبة التي تعرض تخفيضات للأسعار مع نهاية كل سنة، والإقبال على منتجات جديدة بمناسبة العام الجديد 2017 حيث فتحت كل المحلات بشكل عادي.
المواطنون بدورهم استحسنوا سلوك التجار الرافض للإضراب، مؤكدين شرعية ذلك، لكن في حال كانت الزيادات مبالغا فيها، مشيرين إلى عدم رضاهم عن الدعوات التي تصدر عن جهات يجهلون مصدرها، ما يؤكد سعيها إلى خلق فوضى وضرب الاستقرار الذي تشهده البلاد منذ سنوات عدة.
في حين عبر مواطنون عن رفضهم القاطع لهذه الدعوات وقال بعضهم: «نحن ضد هذه السلوكات... لا نريد سيناريو الاضطراب العربي في الجزائر»، بهذه العبارة راح مواطنون، تحدثت إليهم «الشعب»، إلى تذكر أيام الفوضى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، التي لم تجلب سوى الدمار والخراب، على حد قولهم، مخاطبين الشباب بالحذر من دعاة الفتنة في جزائر يشكل الأمن والاستقرار فيها مكسبا ثمينا لا يسمح لأحد النيل منه.