طباعة هذه الصفحة

تحـــت شعــــار “التواصــــل وحمايــــة المـــــوروث الوطنــــي”

بجايــــــــــــــة تحتفـــــــــــــل بـــــــــــــرأس السنـــــــــــــة الأمازيغيـــــــــــــة

بجاية: بن النوي توهامي

شهدت دار الثقافة ببجاية توافدا كبيرا للجمهور، بمناسبة الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية ٢٩٦٧، تميزت بتنظيم معارض ونشاطات ثرية، بمشاركة ولايات على غرار تيزي وزو، البويرة وبرج بوعريريج، بالإضافة إلى ممثلين عن تونس والمغرب.

الاحتفالات الرسمية للسنة الأمازيغية، المصادفة لـ12 جانفي من كل سنة، ترمز إلى مرور 2967 عام على انتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثالث فرعون مصر، وهو الاحتفال الذي يعبر عن تاريخ ورمزية ودلالات الجزائريين، وكذا رمزية في الذاكرة الجماعية التي تروي مجدا صنعه عظماء الأمازيغ، وتاريخا حافلا بالانجازات الخاصة ببناء الحضارة الأمازيغية.
وبالمناسبة، نظمت العديد من الجمعيات في مختلف مناطق الولاية، نشاطات ثرية للاحتفال من خلال معارض متنوعة بمشاركة أزيد من 40 عارضا، على غرار جمعية “أفنيق”، التي برمجت بدار الثقافة ببجاية نشاطات عديدة مخلدة للذكرى، سيما ما تعلق بالجانب التاريخي والتراثي، من خلال تنظيم معارض وأعمال وصور مخلدة للذكرى وندوات شعرية ومدائح التراث القبائلي والشعر الشعبي، وكذا إبراز العادات والتقاليد التي كان يقوم بها أجدادنا، كتحضير طبق الكسكسى بالدجاج لدى أغلبية العائلات.
الفرصة، بحسب المشاركين، متاحة أمام المواطنين للتعرف على التراث الأمازيغي المادي وغير المادي، في مختلف الأجنحة الخاصة بالألبسة التقليدية، صناعة الحلي الفضية والمرجانية، الأواني النحاسية والفخارية والأفرشة، فضلا عن الحلويات والأكلات الشعبية التقليدية التي تحضر عادة لهذه المناسبة.
في هذا الصدد، اقتربت “الشعب” من السيدة فضيلة، إحدى المشاركات في المعرض المنظم، التي قالت: «العائلات البجاوية لا تفوت الفرصة للاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2967، المصادفة لـ12 جانفي من كل سنة، حث تحضر ربات البيوت “إمنسي نيناير” ليلة 11 جانفي، وهو عبارة عن إعداد طبق تقليدي خاص بهذه المناسبة، يتمثل في الكسكسي بالدجاج، مع إضافة سبعة أنواع من الحبوب والخضر الجافة للمرق، تيمنا بسنة فلاحية ملؤها وفرة في الإنتاج وتفاؤل بالنجاح في شتى الميادين.
في صبيحة يوم العيد، تباشر النساء تحضير بعض الأكلات التقليدية، على غرار البغرير والخفاف لتناوله على مائدة القهوة صباحا ومساء، في حين يكون اجتماع أفراد العائلة حول مائدة الطعام في العشاء لتقاسم الطبق المعد وتبادل التهاني بحلول العام الجديد.
هي العادة التي يبرز من خلالها مدى تشبث البجاويين بموروثهم الثقافي والتقليدي المتوارث أبا عن جد منذ ما يربو عن ثلاثين قرنا، وهو تأكيد على تعلقهم بجذورهم ووفائهم لأجدادهم».
من جهته يقول الأستاذ إدير عربوش، لـ «الشعب»، “تذكر الروايات الشعبية أن الاحتفال بيناير يرمز إلى تعلق السكان المغرب العربي بالأرض والفلاحة، وهو يمثل بداية السنة الفلاحية ويكون يوم 12 جانفي. علما أن التقويم الأمازيغي يسبق التقويم الميلادي بحوالي 951 سنة.
ويذكر المؤرخون، أن هذه المناسبة تزامنت مع الانتصار الذي حققه الملك الأمازيغي شيشناق على الفرعون المصري رمسيس الثاني، في المعركة التي وصفت بالطاحنة. ولدى عودته إلى بلده منتصرا، أصدر أمرا باعتماد هذا التاريخ عيدا وطنيا لكافة الأمازيغ، حيث تنظم فيه الاحتفالات والأفراح كل سنة. وأشير أن طريقة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة تختلف من منطقة لأخرى، إلا أنها تتفق على تحضير أشهى الأطباق والمأكولات التي يتلذذ بها كل السكان”.