طباعة هذه الصفحة

انتقد التيارات الدخيلة على الجزائر

مجلس توجيهي وطني تشترك فيه جميع القنوات لتفادي الانزلاقات

فريال بوشوية

اقترح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، استحداث «مجلس توجيهي وطني» تشترك فيه جميع القنوات، يحول دون تحول منابرها إلى أبواق تروج لغير المرجعية الدينية الوطنية، مشددا على أهمية المرجعية الجزائرية. وعاب في السياق إغفال علماء جزائريين، على غرار الشيخ عبد الحميد بن باديس وعبد الرحمان الثعالبي.

طغى الحديث عن دور الإعلام عموما والسمعي البصري على وجه التحديد، وكذا تكريس المرجعية الدينية الكفيلة بتعزيز الوحدة الوطنية، إلى جانب التيارات الأجنبية على الجزائر، على النقاش الذي أعقب ندوة «الشعب» التي نشطها، أمس، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، في طبعة جديدة تناولت «المرجعية الدينية للجزائر ودورها في الحفاظ على الوحدة الوطنية ومكافحة العنف والتطرف».
في سياق حديثه عن الإعلام، حذر من المحتوى المروج في القنوات الذي يميل إلى الشعوذة أكثر منه إلى غرس المرجعية الدينية، مستدلا بحصص تفسير الأحلام والعلاج، التي تكرس ـ وفق ما أكد ـ الرجوع إلى الوراء، كل ذلك على حساب الموضوعية، التي وردت بكلمة «صدق» في القرآن الكريم. كما أكد من جهة أخرى على ضرورة أن يكون للمسجد «صوت واحد».
ولام وزير الشؤون الدينية السابق، على الأستاذات اللواتي يتم استضافتهن في مختلف الحصص، الاعتماد على غير المرجعية الدينية الوطنية، في معالجة المسائل الدينية. وإن نوّه بدورهن ومستواهن العالي الذي يؤهلهن للخوض في القضايا المتعلقة بالدين، إلا أنه أكد أن الاعتماد على المرجعية الوطنية يكون الأنسب، لافتا إلى أن الملاحظة بخصوصهن لا تنقص من إخلاصهن، وخلص إلى القول «لابد من توجيه».
وفي معرض رده على سؤال يخص التيار السلفي، قال بوعبد الله غلام الله إنه «تيار أجنبي سلط على الجزائر»، مشيرا إلى دعوة شيخ السلفيين، قبل أسبوعين، إلى الحرب بالسلاح ضد تيار إسلامي آخر ممثلا في الإخوان المسلمين، أي أنه أباح دماء المسلمين، في الوقت الذي ينبغي فيه محاربة اليهود. وقال بشأن التيار، إنه «خارج عن الملة»، لأنه يدعو إلى أن يقاتل المسلمون بعضهم.
في سياق آخر، طرح الدكتور عبد الرحمان دراجي، بروفيسور في العرف السياسي والعلاقات الدولية، بجامعة بريطانية، انشغالا يخص تأخر الجزائر في غرس مرجعية مؤسساتية وهل تكفي المرجعية لمواجهة المخاطر ورفع التحديات، أم أنه ينبغي «أسلمة وجزأرة المعرفة». ردّ غلام الله كان واضحا، إذا كانت «الثورة وشعلتها كانت الحصن المنيع بالأمس»، فإنه ووفق ما يقتضيه التطور لابد من الانتقال إلى وسائل أخرى لتقوية الشخصية الوطنية من خلال صيغة تناسب العصر والوقت.
في السياق، عاد إلى الخلفية التاريخية لبروز تيارات تشكل اليوم أكبر التهديدات للمسلمين. ونبّه إلى أنها تعود إلى القرن السابع عشر، حاكت خيوطها ونسجتها بريطانيا، وفلسفتها في ذلك التأثير في الآخرين وتفتيت المجتمع الإسلامي من خلال جعل الإسلام مكروها، لأنهم يخافونه. ومرد ذلك، أنه عندما يبعث المسيح لن تكون هناك إلا ديانة واحدة، وهي اليهودية. في هذا السياق، تندرج محاولاتهم للقضاء على الإسلام من خلال إخراج المسلمين من دينهم، مشددا على ضرورة الانتباه للمسألة.
أما بخصوص التصدي لها «فهو أمر مرتبط بتفعيل الطاقة الإعلامية وتكمن قوتنا في القرآن الكريم».