طباعة هذه الصفحة

بعد تأخر مشروع محطة التعبئة

ندرة حادة في قارورات غاز البوتان ببومرداس

بومرداس: ز . - كمال

عادت أزمة تذبذب عملية توزيع قارورات غاز البوتان لتضرب مجددا ولاية بومرداس وبالأخص المنطقة الشرقية منها، حيث تشهد محطات نفطال طوابير طويلة للمواطنين الذين ينتظرون لساعات منذ صباح الباكر علّهم يتمكنون من اقتناء قارورة، ينافسهم في ذلك مربو الدواجن الذين وجدوا أنفسهم يلهثون في كل الاتجاهات لإنقاذ نشاطهم من الخسائر الفادحة..

عبر العديد من المواطنين القاطنين بالقرى والمناطق النائية بالخصوص التي لا تزال تفتقد للربط بشبكة الغاز الطبيعي في اتصالهم مع “الشعب”، عن تذمرهم الكبير بسبب نقص التموين بقارورات الغاز وانعدامه بشكل تام في القرى الجبلية التي لا تصلها شاحنات التوزيع لمؤسسات نفطال، حيث دخل هؤلاء في حالة هستيرية من الخوف خاصة بعد الإعلان عن استمرار الاضطراب الجوي لأيام وإحتمال سقوط كميات معتبرة من الثلوج قد تزيد من حجم المعاناة في ظل غياب كلي للاحتياطات وحتى التطمينات من طرف السلطات الولائية ومؤسسة نفطال وبالتالي تكرار تجربة سنة 2012 القاسية التي تزال في أذهان السكان.
كما عبر الموزعون الخواص المكلفون بتمويل هذه المناطق المعزولة عن سخطهم الكبير من ندرة هذه المادة الحيوية بمحطة التوزيع لبرج منايل وصعوبة الحصول على شحنة واحدة أحيانا ليوم كامل وعلق البعض منهم لـ “الشعب” بالقول: “لقد وصلت حالة الفوضى التي تشهدها المحطة إلى حد حرمان الموزعين الخواص من حصتهم اليومية المعهودة على غرار باقي أيام السنة، ووصلت الوضعية بالبعض منهم إلى المبيت داخل الشاحنات أمام المدخل الرئيسي على أمل الفوز بحصة في حدود منتصف النهار من اليوم الموالي، وآخرون يقضون يوما كاملا من الرابعة صباحا إلى الليل في الطوابير، في وقت يعيش فيه المواطنون والزبائن بالقرى على الأعصاب، هم كذلك، في انتظار قدوم الشاحنة التي قد لا تصل ويتم توزيعها في الطريق..
في الحقيقة هي ليست المرة الأولى التي تتكرر فيها مثل هذه الظاهرة مع دخول فصل الشتاء بولاية بومرداس التي تفتقد إلى حد اليوم لمحطة تعبئة تعفيها إشكالية التبعية المطلقة للعاصمة، إلى درجة أن المواطن ألف هذا المشكل لكنه في كل مرة يعود ليعيش نفس المعاناة رغم التطمينات المقدمة من طرف مؤسسة نفطال والسلطات الولائية بالعمل على تجاوز الأزمة نهائيا بتسجيل مشروع انجاز محطة للتعبئة بطاقة إنتاج تصل إلى 20 ألف قارورة يوميا، تم الشروع في انجازه مباشرة بعد أزمة 2012،  لكنه لحد الآن لم ير النور، وكان محل معاينة مؤخرا من قبل والي الولاية الذي طمأن بالإسراع في تجسيده، مثلما طمأن، بعده أيضا، الرئيس المدير العام لنفطال من عين الدفلى باتخاذ كل الاحتياطات لمواجهة الظرف الحالي بتخصيص احتياطي يصل إلى 1.5 مليون قارورة على مستوى 48 ولاية، لكن الواقع في بومرداس تجسده مظاهر الطوابير وتحول رحلة البحث عن قارورة إلى شغل شاغل للمواطنين القاطنين بالمناطق النائية التي تنتظر ربطها بشبكة الغاز منذ سنوات.