طباعة هذه الصفحة

قُرًى كَاِفَرة .. !!

عبد الحميد شْكِيَّلْ / عنابة

لا أكترثُ بحبِّكِ ..
هذا الذي صَيَّرني ..
أتهادى على بُسُطِ الريحِ ..
متأبِّطًا يُنْبُوعهُ الضَّاري ..
في سيْرِه المتعجِّلِ ..
إلى مضاربِ قُرًى كافرةٍ ..
أيُّهذا المـــــــــــــُتشبِّثُ بجلبابِ الدَّهْشةِ ..
متحصِّنةً .. بحُداةِ اللَّهفةِ ..
مَوَّارةً في غُررِ الحرمانْ ..
خُذْ خفقةَ الظِّلِ مُدورةً ..
خُذْ جذوةَ الطَّلِ مُزنرةً ..
خُذْ ما تَدلَّى من جمرِ الغوايةِ ..
الطريقُ الذي في نشازِ الهباءِ .. !
يُوجهُني :
شروقًا ..
أو فروقًا ..
أو نفوقًا ..
لكنَّني ..
سأظلُ في خطِ سيرٍ نجيعْ .. !
يقولُ : الصَّبابةُ ..
ما تخفَّى خلفَ شِبْهٍ يهيمُ ..
له لغطُ القصائدِ ..
وَهْيَ تُهرولُ إلى محوٍ عديمْ ..
يَحُفُّهُ خَبَبُ السَّفائنِ ..
آن انتظامِهَا في نسْجِ كلامٍ لاغطٍ ..
له ذُعْرُ طيرٍ ..
هَوَى في سديــمِ
الجهاتِ الضَّليعةِ ..
تُحدِّدُهُ السَّنابلُ ..
وَهْيَ تسْحَلُ نجمتَهَا الضَّدِيدَةَ ..
سَهْوًا ..
أو شَدْوًا ..
أو زَهْوًا ..
أيتها الدَّعيَّةُ ..
حَيرني شَكْلُكِ ..
الذي أراهُ بروقَا ..
يُربِكُ هَدْأَةَ الظِّلِ ..
يَحْتَسِيني..
شغفاً من ينابيعِ النَّباهَةِ ..
كيف أُخَضْخِضُ حصانةَ كُفِرٍ ..
يلوحُ أعاصيرَ من عينيكِ اللاَّفِحَتَيْنِ ..
وَهْيَ تَدِبُّ إلى ملاذٍ غَشيمْ ..
أَوْجعني لغْوُهُ الذي في التَّراتُبِ ..
شَكِّي الذي تقولهُ الصَّباحاتُ ..
النَّبْرُ المتغضِّنُ ..
سِيرةُ قرًى كَاِفَرةٍ في سَطْوِهَا الطَّاعِنِ ..
له النَّدَامَةُ ..
الصوت المُرَجَّى ..
 في أقاليمِ الغبارْ..
يَشْطرُني اللَّمْعُ ..
صاعدًا من عنتِ الضِّدِّ ..
أيتها الجريئةُ بالهجْرِ..
نحرتْني جهاتُ الصراحةِ ..
أنحازُ إلى لذاذاتكِ الناهدَة ..
أنتِ الخبيرةُ .. الشَّاهدةُ .. !
تلسعُني النَّارُ..
الجمرُ الذي في الشُّواظْ ..
زبانيةُ الهتكِ الغِلاظْ ..
غيرَ مكْترثٍ بالزَّمْهَرِيرِ ..
يَرُشُّني بالدُّوارِ الذي في أعالي الشَّرَرْ ..
يَتوزَّعُني في أصْقَاِع المَنَاطِدِ ..
مُرُوجًا.. أو سُرُوجًا ..
أو خُرُوجًا ..
يهُشُّ على نساءِ النَّوَّارْ ..
وهُنَّ يتقاطرْنَ على جُثَّتِي :
مَزارًا .. ونَارْ.. !
 فاضحٌ  حُبُّك ِ..
لكنني أتَرقَّبُهُ على ضفافِ عُمْرٍ ..
دَفْقًا من الشَّدِّ ..
أو رتْقًا من الهَدِّ ..
يُصوِّبُنِي إلى عطرِ نارْ ..
غيْرَ مُكترثٍ بتأويلِ نَصٍّ ..
يقولُ به فُقهاءُ النَّطيحةِ .. !
وهُمْ يذهبونَ إلى جهةٍ في الحُؤُولْ ..
لا تقولُ .. إذ ْتقُول .. !!

بونة : 16 جانفي 2016