طباعة هذه الصفحة

صور من التضامن يصنعها الجيش

فنيدس بن بلة
21 جانفي 2017

عكس أصوات النشاز الصادرة عن أطراف وجهات تشكك في كل إنجاز وتروّج لحملة مشؤومة «كل ليس على ما يرام»، يخرج الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية المشتركة على القاعدة ويشكل الاستثناء لمواصلة رسم صور تليق بمقام جزائر الانتصارات والتحدي. الجزائر التي تجعل من الأزمة قوة انطلاق وخطوة إلى الأمام في معركة إثبات الوجود والتطور اعتمادا على استقلالية قرار وخيارات سيادية.
على وتر الانتصارات التي سجلها الفريق الوطني العسكري بمسقط في منافسات كأس العالم وتماديه في اعتلاء العرش رافعا الشأن الوطني إلى الأعلى، هناك في الجهة الأخرى من ربوع الوطن إرادة كبرى لمفارز الجيش في مواجهة بعزيمة العاصفة الثلجية المستمرة على أكثر من ولاية متسببة في شل حركة المرور وعزل سكان قرى ومشاتي نائية بأكملها.
وتظهر التقارير التي تصلنا في الدقيقة والثانية مدى احترافية وحدات الجيش في العمل ليل نهار وفق تقاسم وظيفي لا يعترف بالمستحيل. أظهرت التقارير الصورة التضامنية المرتسمة في كل ربوع الوطن الآمن مع السكان المعزولين المحاصرين. كيف جندت وحدات الجيش آلاتها الضخمة ومواردها البشرية في إعادة حركة المرور إلى سابق عهدها من الانسيابية. وكيف توصل المؤونة وما يحتاجه السكان في أبعد نقطة من ربوع الجزائر.
من بجاية وقسنطينة شمالا إلى أقصى الجنوب الغربي تأتي الصورة متناغمة متناسقة لمشهد تضامني تصنعه المؤسسة العسكرية التي تبرز قيمتها ودورها البنائي الإنمائي في مختلف الأحداث والطوارئ.
وليس هذا بمفاجأة لوحدات تجد امتدادها وانتماءها لشعب وضع ثقته فيها بلا تردد بعد أن وجدها إلى جانبه في أحلك الظروف وأصعب الأوقات ويرى فيها أنها أحد ركائز الجمهورية الجزائرية وصلب استقرارها ومتانة نهضتها.
نسرد هذا القول وصورة الأمس القريب في مخيلتنا تترآى لنا ناصعة شفافة. صورة يستحيل على أي واحد عاش العشرية السوداء نسيانها بأسرع ما يمكن وإزاحتها من الذاكرة الجماعية. فقد لعب الجيش الدور الريادي في إبطال المشروع الاغترابي وإبقاء الجزائر واقفة على رجليها تعالج تعقيداتها وتبحث عن مخرجات الاختلالات اعتمادا على أبنائها المخلصين وصناع قرارها ومخططي وجهتها الاستشرافية البعيدة والقريبة.
هذه الصورة التي صنعت وتصنع  عند كل ظرف صعب تمر به البلاد هي التي تتكرر اليوم في مختلف جهات الوطن، حيث هب الجيش باستنفار يقدم المساعدة والعون لمواطنين يعانون تحت حصار العاصفة الثلجية والتغييرات المناخية في موسم شتاء بارد أكثر من اللزوم مكرسا وظيفته الدستورية ومهامه الجمهورية التي تعلو ولا يعلى عليها.