طباعة هذه الصفحة

أكدت أنها سيدة في مواقفها

أحزاب المعارضة: خط فاصل بين النشاط وعمل هيئة التشاور

فريال بوشوية

 

وضعت أحزاب المعارضة خلال آخر اجتماع لهيئة التشاور والمتابعة، النقاط على الحروف بتأكيدها، أن المشاركة في الانتخابات التشريعية من عدمها، شأن داخلي للتشكيلات السياسية يتعلق بـ «سيادتها»، ولا كلمة للهيئة بخصوصها، أمر منطقي لاسيما وأن أغلب الأحزاب المتخندقة في المعارضة أكدت رسميا دخول المعترك الانتخابي.

بإعلان الأحزاب المنضوية تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة، الفصل بين نشاطها الجماعي والمنفرد كأحزاب قائمة بذاتها، تكون قد أكدت أن الإطار التشاوري الذي كرسته من خلال الهيئة، لا يلتقي ونشاطها الحزبي؛ موقف تؤكده المشاركة المكثفة للأحزاب في التشريعيات المرتقبة في غضون ماي المقبل على الأرجح.
التمييز بين العمل الحزبي، لاسيما عشية استحقاق انتخابي بحجم التشريعيات، والعمل في إطار الهيئة يؤكد حرص قيادات التشكيلات على وضع خطوط فاصلة، تؤكد استقلاليتها من جهة، وإن كانت منضوية تحت لواء هيئة، إلا أن ذلك لا يلزمها في مواقفها، على غرار المشاركة في الانتخابات من عدمها.
يحمل هذا التوضيح أهمية بالغة، لاسيما بعد بروز تحالفات جمعت أساسا المنشقين عن بيوت الأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامي، ما جعل الكثيرين يؤكدون أنها ليست تحالفات بقدر ما هي توحد مجددا، مثلما هو الشأن بالنسبة لحزبي حركة العدالة والتنمية وكذا النهضة والبناء، إلى جانب التئام جبهة التغيير بقيادة عبد المجيد مناصرة، مع حركة مجتمع السلم، في حين فضل زميلهم عن نفس التشكيلة رئيس تجمع أمل الجزائر - تاج - عمار غول، أن يكون طلاقه مع الحركة الأم طلاقا تاما.
كما أن الحرص على تأكيد قيادات مختلف التشكيلات السياسية أن نشاطها الحزبي يبقى مستقلا عن أي شكل من أشكال التحالف، يفسر نوعا ما عزوف الكثير منها عن إقامة تحالفات، مفضلة أن تكون ـ إن وجدت ـ بعد الانتخابات؛ خيار يطرح عادة بالنسبة للأحزاب الكبرى، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني «الأفلان»، والتجمع الوطني الديمقراطي «الأرندي»، اللذين تطرق أبوابهما غداة الاستحقاقات الانتخابية من أجل تشكيلها.
الأحزاب حريصة على عدم إلغاء صفتها، وهي الرسالة التي مررها رئيس حركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني، في آخر لقاء جمعه بممثلي وسائل الإعلام، ردا على سؤال حول إمكانية تحالف الحركة مع تشكيلات أخرى، من خلال التأكيد أن الأمر يتعلق باندماجات فقط، حزبه غير معني بها. وذهب إلى أبعد من ذلك بقوله، إن «الحركة حزب جاد ومسؤول، له إطاراته، وله هياكله، وله رؤية سياسية يشتغل عليها».