طباعة هذه الصفحة

اطلقهــــــــا الروائـــــــي بـــــــن السايـــــــح عـــــــبر مواقـــــــع التواصـــــــل الاجتماعـــــــي

”أهدي كتابا لمن تحب” مبادرة تقريب القارئ من الكاتب

محمد مغلاوي

استجابـــــة واسعــــــة مـــــن رواد الانترنـــــت والعديـــــد مــــن الأدبـــــاء

انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة مبادرات شبابية لتشجيع المطالعة وقراءة الكتاب، أشهرها مبادرة “أهدي كتابا لمن تحب”، التي قام بها الروائي عبد المنعم بن السايح، بهدف التواصل بين القارئ والكاتب وإزالة الحدود بينهما وتقريب المسافات، حيث يتمّ من خلالها إهداء العمل الورقي للشخص الذي يرغب فيه ولم يستطع العثور عليه.

يتحدث الروائي عبد المنعم بن السايح عن مبادرته لـ«الشعب”، قائلا أن فكرة “أهدي كتابا لمن تحب” انطلقت من مشهد الفيلم التركي “أشواك البحر” في الجملة التي قالتها ميس بطلة الفيلم لحبيبها زيد حينما سألها: “كيف أرضي قلبك؟ فردت عليه “إذا أحببتني أهديني كتابا”.. فمن هذا المشهد بالتحديد انطلقت المبادرة حيث اجتمع بن السايح يوم 07 ديسمبر 2016، مع نخبة من الشباب في نادي “نبع الثقافة الأدبي” بحاسي مسعود، طارحا عليهم هذه المبادرة كفكرة في البدء، ثم تمّ تكوينها كمشروع، وفي الأخير أصبحت مبادرة شخصية بعد أن رفضها أعضاء النادي لأنها مبادرة مكلفة، لكنه عزم على تبنيها لأنها تحمل رسالة سامية.
وأضاف بن السايح أن فكرة المبادرة قائمة في الأصل على إعادة قيمة الكتاب، فلا أحد يستطيع إخفاء حقيقة أن القارئ العربي المعاصر وخاصة فئة الشباب أصبح مهتم بالكتاب والقراءة، والفضل يعود ـ حسب بن السايح  ـ إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي تُشهر الكتاب، وذلك عبر نشر مقتطفات منه لتحفيز المتلقي على شرائه، خاصة القراء الذين لا تصلهم الأعمال.
وذكر بن السايح أن من أهداف مبادرة “أهدي كتابا لمن تحب” القيام بإهداء العمل الورقي للشخص الذي يرغب فيه ولم يستطع العثور عليه، حتى وإن كانت تفصل بينهم مسافات وحدود، “وهذا ما حدث بيني وبين القارئ عثمان موسى العراقي فبعد اعتناقه المبادرة أهداني كتاب “قواعد العشق الأربعين” الذي عجزت على اقتنائه”. كما تهدف المبادرة أيضا إلى استمرارية نشر نسخة الكتاب من قارئ إلى ٱخر، حتى لا تسجن للأبد في سجن رفوف، ومن خلالها يطالع القارئ الكتاب، وعندما ينتهي من قراءته يهديه لشخص ٱخر لم يقرأه بعد.
وفي نفس السياق، أكد بن السايح أن المبادرة تهدف كذلك إلى تسليط الضوء على بعض الأعمال الراقية التي لم تحظ بالانتشار، “فنقتني الكثير من النسخ لنقوم بإهدائها للقراء بعد قرعة علنية عبر البث المباشر، وقد قمت مؤخرا بتوزيع 41 نسخة من روايتي الجديدة “بقايا أوجاع سماهر” على متابعي صفحتي بالفايسبوك، كما أهديت 10 أشخاص آخرين لأنهم ألحوا للحصول عليها وهذا من حقّهم لأن المبادرة تهدف لإهداء الكتاب لمن يحبه وتحبه، ولقد استجاب القارئ للمبادرة وأصبح يتنافس من أجل الحصول على الرواية، فجميل أن نجد من يتنافس على كتاب، فهي قمة الحضارة والوعي”، مشيرا إلى أنه طرح مبادرة “أهدي كتاب لمن تحبه” على الكثير من الكتاب والأدباء فوجد استحباب للفكرة، منهم الروائي العالمي واسيني الأعرج، الذي وعد في مبادرة منه أن يوقع على كتبه التي سيعرضها ويهديها باسم الفائزين، وقال بن السايح أنه من الرائع أن يصل شخص كتاب يرغب في قراءته مع توقيع الكاتب، هذا الفعل يقرب القارئ بالكاتب بعد أن اعتقد الكثير من الأدباء أنهم أصنام ليقوم القارئ بعبادتهم.
وأضاف بن السايح أن من الأدباء الذين رحبّوا بالمبادرة الروائي الشاب إدريس خليفة، فقد أعلن مؤخرا عن منافسة إهداء روايته “فتاة الباندا” وقرّر أن تكون المنافسة على أكثر من نسخة، كما رحبت بالفكرة الكاتبة سارة سليم “التي راسلتني على البريد الخاص من أجل تدعيمي وقررت إهداء نسخة كتاب”عليك اللهفة” لأحلام مستغانمي.
وذكر بن السايح، أنه انبثقت عن هذه المبادرة ثلاثة مشاريع: أولها في عام 2017 بعنوان “أهدي كتابا كل أسبوع لمن تحب”.. ثانيا “أهديك كتابي” حيث يقوم كاتب الكتاب بإهداء بعض النسخ مجانا لقرائه مثلما فعل بن السايح في رواية “بقايا أوجاع سماهر”، والروائي إدريس خليفة في روايته “فتاة الباندا”، أما ثالث المشاريع فكان “زكاة الكتاب” حيث تقوم بعض المكتبات بإهداء نسخ من كتب بهدف إهدائها للقراء، وكانت الانطلاقة من مكتبة الأمير بمدينة تقرت، وقد قام صاحب المكتبة بتسليم ثلاثة كتب قيمة ليتم إهدائها فيما بعد للقراء.
وعن مبادرته الشخصية، قال بن السايح أنه قام بإهداء 200 نسخة من أعماله، و50 كتابا من مختلف الأجناس ، في إنتظار دعم الكتاب والمكتبات، ودعم القارئ بنشر الهشتاغ “أهدي ـ كتاب ـ لمن ـ تحبه” عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
أما بخصوص المسابقة التي نظمها عبر حسابه على الفايسبوك، أكد أنها أسبوعية، على أن يتمّ الإعلان عن أسماء الفائزين بالكتب كل شهر عبر بث مباشر، مؤكدا في الختام أنه لا توجد هدية دائمة البقاء ومفرحة كالكتاب.