طباعة هذه الصفحة

تقاطعت في دعوة المواطنين إلى التصويت بكثافة

«العزوف» هاجس يؤرق الأحزاب

حياة / ك.

تقاطعت الأحزاب السياسية التي دخلت في حملة انتخابية مبكرا، في الدعوة إلى محاربة سياسة «التيئيس» التي أراد البعض أن يرسخها في الشعب الجزائري، والتي كانت سببا رئيسيا جعلته يعزف عن المشاركة في الانتخابات، مفضلا ترك الأمر كما هو، بعد أن فقد الثقة في التغيير.

  دعت مختلف الأحزاب سواء تلك التي لها وعاء انتخابي على غرار أحزاب الأغلبية في البرلمان الذي ستنقضي عهدته، أم تلك المنضوية تحت لواء المعارضة، إلى ضرورة محاربة سلوك العزوف الانتخابي، الذي ميز الاستحقاقات السابقة، والذي شكل مادة دسمة لدى البعض ليستعملها في التشكيك في العملية الانتخابية.
هذه المرة يبدو وعي الأحزاب بضرورة معالجة هذه المسألة، كبير و كبير جدا، وهناك اهتمام بالغ من طرفها، في البحث عن كيفية جلب اهتمام المواطن بأهمية الانتخابات التشريعية، التي يختار من خلالها من يمثله في المجلس الشعبي الوطني، ويحمل انشغالاته إلى الحكومة، من خلال الأسئلة وطلب تدخل وزراء مختلف القطاعات، للاستجابة إلى ما يتطلع إليه، ويؤكد أغلب رؤساء الأحزاب من مختلف التشكيلات على أن الانتخاب حلقة أساسية في المسار ككل.
 بالنسبة للأمين العام لحركة الإصلاح الوطني فيلالي غويني، فإنه دعا إلى التنسيق مع كل الشركاء السياسيين من أجل معالجة ومحاربة ما أسماه «ظاهرة اليأس والعزوف» عن المشاركة الشعبية في الاستحقاقات الإنتخابية، بعد أن اعتبره مقدمة لنجاح أي عملية سياسية ولما له من أثر كبير في بناء مؤسسات قوية وذات شرعية ومصداقية تحافظ عن الوطن ومكتسبات الشعب، وتساهم بحسبه في إستكمال المسار الديمقراطي.
كما دعت الأمينة العامة لحزب العمال في خرجاتها الأخيرة إلى ضرورة محاربة سياسة التيئيس التي يريد البعض غرسها في الجزائريين، لما لها من تأثير على عملية الانتخاب، من خلال العزوف الذي طبع الإستحقاقات السابقة، وهي تراهن على وعي الشعب الجزائري بالخطر الذي يحيط  بالبلاد على الصعيد الإقليمي.
أما رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، فإن الرهان الحقيقي لهذا الموعد الانتخابي يتمثل، بحسبه، في مدى قدرة الأحزاب السياسية، على إقناع المواطنين بالمشاركة بقوة لإحداث التغيير، عبر صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم من بين أفضل المترشحين، وهي الوسيلة الناجعة لمحاربة ظاهرة العزوف.
 بالنسبة لرئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة البديل جمال بن عبد السلام فإن العزوف الانتخابي يعد تصرف ينم عن عدم مبالاة تامة بوضعية البلد وعن المخاطر التي تواجهها وهذا أمر خطير، وهو ناجم عن سياسة التيئيس التي يريد البعض ترسيخها في ذهنه، ولمحاربة هذه الظاهرة نحتاج – بحسبه - إلى توجيه الشعب الجزائري أن ينخرط في العمل السياسي، وفي العمل الجمعوي في إطار قوانين الجمهورية.