طباعة هذه الصفحة

تشيّع جنازته اليوم بمقبرة عين البيضاء:

مثقفون وإعلاميون بوهران متأثرون لوفاة ميلود شرفي

وهران: براهمية مسعودة

تشيّع جنازة الراحل، عضو مجلس الأمة والقيادي في حزب التجمع الوطني الديمقراطي، ميلود شرفي، اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2017، بمدينة وهران بعد صلاة الظهر، وشاءت الأقدار أن تتزامن الجنازة مع تاريخ نشأة الحزب في 21 فبراير 1997، وهو اليوم الذي  خيم  فيه الحزن على قلوب الإعلاميين والسياسيين والمثقفين وكل من عرف المرحوم شرفي الذي  سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الجزائر المعاصر وترك بصمة لن تمحوها السنون ولا الأيام، كما يؤكّد محدّثونا  من وهران في شهادات لـ»الشعب»
رجل دولة بامتياز
^ بن طرية حميد مستشار الأمين الولائي ل»الأرندي» بوهران، عبر عن حزنه لوفاة «صديقه» ميلود شرفي والذي اعتبره مثالا يحتذى به كمواطن عادي وشخصية بارزة، يشهد لها بحب الوطن والإخلاص له.  
ذكر في تصريح  ل»الشعب» أن المرحوم، يعد رجل المواقف وأحد رموز الوطن الشرفاء المدافعين عن قضايا الوطن والمواطن، المعروف بتدخلاته الرزينة وتعقيباته الذكية، حيث ظل ينادي باستقرار الوطن والوحدة والوطنية واحترام المواطن والعدالة الاجتماعية وغيرها من الأفكار حتى صار يلقّب بها.
وأضاف «كنت أعرفه جيدا وليس لدى كلمات لوصفه بها، فقد كان حب الوطن يجري في دمه، أينما حلّ وارتحل، تجده يدافع عن الجزائر وقضاياها، سار على درب والده الشهيد، متمسكا بالرزانة والثبات، وهو الذي عرف بالهدوء و قلة الكلام  والبعد عن الخصومة والتعصب».
وأكّد أنّ معرفته به قديمة ورسائله معه غير منقطعة منذ السبعينات، كان حينها يشغل منصب أستاذ  تاريخ وجغرافيا بإكمالية عبد المومن، المتواجدة بحي البدر إلى أن التحق بالإذاعة والتلفزيون سنة 1978، ليلتحق بالتجمع الوطني الديمقراطي وواصل مسيرته لمدّة تزيد عن 20 سنة بلا تعب ولا كلل».  
ثم تابع قائلا  «ذلك من صفات الإنسان المتعلم المثقف والواعي، ومن المواقف التي لا أنساها،  أن الأمين العام للأرندي، أحمد أويحيى، تنقل خلال رمضان 2016 رفقة الناطق الرسمي للتجمع، صديق شهاب إلى ولاية بومرداس، في إطار سلسلة اللقاءات التي يقوم بها الحزب، ليتفاجأوا بحضور المرحوم الحاج ميلود شرفي وكله عزم رغم مشقة الصيام والنشاط والجهد اليومي المعتاد».
ختم قائلا: وفاة ابنه، جعله يتحمس أكثر فأكثر للسياسة، بعدما كان يقضي وقته الأكبر بطاقاته واهتماماته معه، ليبرز دوره الكبير كرجل وطني ورجل دولة بامتياز، سيبقى اسمه حيا بينهم عميقا في السياسة والإعلام ولو أنه في آخر مقابلة معه بالمكتب الوطني حول مهامه كرئيس لسلطة ضبط القطاع السمعي-البصري، التي غادرها في جانفي 2016 أكد لي أنّه كان يضطر ملزما بعد تلقيه لشكاوي من المسؤولين، لإعطاء إنذارات لقنوات خاصة، مقرّا بخجله الشديد ومحاولاته لإرضاء الطرفين.

سجل حافل بالنضال المتواصل

قال عضو مجلس الأمة السابق عن حزب جبهة التحرير الوطني الطيب محياوي، تعليقا على وفاة صديقه ميلود شرفي، إنه رجل مخلص لوطنه، معروف بنضاله وخصاله الحميدة، ناهيك عن كونه اجتماعيا يحب الخير لنفسه وللآخرين».
أضاف السيناتور الطيب محيواي، الرئيس المدير العام لجريدة الأمة العربية: معرفتي بالرجل قديمة جدا، تعود إلى كوننا شبابا، مارسنا معا كرة القدم، بعدها تحول المرحوم إلى النشاط الإذاعي، أما أنا فولجت عالم التسيير، ومع ذلك لم تنقطع علاقتنا، بالرغم من أنّه كان ينتمي إلى حزب الأرندي وأنا إلى حزب الأفلان».
وتابع محياوي الذي بدا متأثرا للغاية «وفي الآونة الأخيرة لم أنقطع يوما عن زيارته في منزله، وكان آخر لقاء منذ يومين في المستشفى الجامعي 1 نوفمبر بوهران، أين كان يرقد فيه لتلقي العلاج، بعد صراع مع المرض».
ثم ختم قائلا: إن الراحل شرفي، خلّف سجلا حافلا من النضال المتواصل حتى نهاية عمره، وتقلد مناصب مهمة جدا وقام بأدوار كبيرة على مستوى الدولة فرحمة الله عليه وأسأل الله أن يتغمد الفقيد ويرحمنا بهذا المصاب الجلل».

...خبرة، ذكاء، ونظرة استشرافية

قال الرئيس، المدير العام لجريدة الوصل الجهوية بوهران، ماحي موسى سعيد عن الراحل «إنه « مثال للإخلاص والمثابرة في العمل والتفاني».
أضاف ماحي في تصريح ل»الشعب» متحدثا عن نفس الشخصية، «أنّه كان يمتلك بالإضافة إلى الخبرة والذكاء، بعد نظر ونظرة استشرافية، انطلاقا من حرصه الشديد على خدمة الوطن والدفاع عن أمن واستقرار الجزائر» تابع نفس المتحدث «ونحن حاليا نعيش بمرحلة جديدة من الانفتاح على الإعلام، سيبقى شرفي من الأوائل الذين تقدموا باقتراحات هامة لترقية القطاع العام والخاص، وقد ترك خلفه بصمة كبيرة يذكر بها، وعلى رأسها قانون السمعي البصري».
ثم استحضر»ماحي» آخر لقاء جمعه بالفقيد الذي كان خلال الأيام الإعلامية، التي نظمتها وزارة الإتصال بوهران، حين قال: الجميع يعرف خصال الإعلامي المناظل ميلود شرفي، وقد أوصانا المرحوم شرفي بالأخلاق المهنية والأمانة  والصدق والدقة في نقل المعلومات والأخبار، خدمة للوطن والمصلحة العامة.