طباعة هذه الصفحة

المجتمع المدني الأورو - متوسطي يسلم جائزة الحوار للرئيس بوتفليقة

مساهل: المنطقة بحاجة إلى تعزيز التقارب بين شعوب الضفتين

حمزة محصول

سلمت الشبكة الجزائرية والمؤتمر العالمي للحوار جنوب - شمال، أمس، جائزة المجتمع المدني الأورو - متوسيطي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، نظير التزامه بنشر الحوار وترسيخ قيم التسامح بالمنطقة.

تسلم الجائزة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، خلال ندوة وطنية بمقر أكاديمية المجتمع المدني الجزائري، حضرها رئيس المؤتمر العالمي للحوار جنوب- شمال شارل فرديناند نوتومب.
أكد مساهل دعمه لجهود مؤسسة المجتمع المدني الأورو- متوسطي، لترسيخ قيم الحوار بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مشددا على أن المنطقة تحتاج، أكثر من أي وقت مضى، “تعزيز التقارب والتفاعل الإيجابي، التسامح والتضامن بين شعبي شمال وجنوب المتوسط”.
وقال الوزير، إن مؤتمر الجزائر الذي أسس للحوار جنوب - شمال، سنة 2006، لازال يحقق الكثير من المصالح المتبادلة، خاصة في تطبيق “الأسس الأولى لهذا الحوار حول مواضيع أساسية كالتربية، التكوين، الشغل والهجرة”.
وأشار إلى وجود نظرة سديدة للقائمين على المبادرة، بدليل اتخاذها من الحوار، السلم والتنمية ركائز حيوية تضمن صلابة المقاربة.
وأكد الوزير، أن قيم الحوار “دائما ما شكلت عنصرا بناءً ومركزا للسياسة التي ينتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي لا يدخر جهدا في دعم حركة تتوجه بوضوح نحو انفتاح أكبر وتفاهم أوسع بين كل مجتمع على ثقافة وحضارة المجتمعات الأخرى”.
وذكر مساهل بالإنجازات التي حققتها الجزائر بقيادة الرئيس بوتفليقة، خاصة فيما يتعلق بنجاعة المؤسسات الديمقراطية، دولة الحق والقانون وترقية دور المرأة في المجتمع ومكانة الشباب في إحداث التغيير البناء للمجتمع.
ولفت إلى تعزيز مكانة المجتمع المدني في الجزائر، في نص دستور 2016، مؤكدا أنها ستظل من التركيبات الأساسية إلى جانب السلطات العمومية.
في المقابل، أكد مساهل أن المنطقة تواجه تحديات عديدة، على غرار “استمرار الممارسات العنصرية ونبذ الآخر والتي تعكس عدم الفهم لمواثيق وقوانين كرامة الأشخاص”، واعتبر أنها سلوكات خاطئة تتعارض والمبادئ التي تغذي الحوار الحضاري، لافتا إلى إمكانية كسرها للروابط بين الضفتين.
وأشار إلى أن ذلك لا يمثل عامل إحباط، “فعلى العكس، هناك توجه جديد نحو التقارب بين شعوب الضفتين يؤكد التزاما متجددا لثقافة السلم والحوار بين الحضارات”، مفيدا بأهمية تعزيز جسور التبادل بين جنوب وشمال المتوسط.
وأكد الوزير، أن الحرب على الإرهاب التي تجنّدت لها المجموعة الدولية، لا يمكن أن تؤتي ثمارها دون “الاعتماد على مسارات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بين المواطنين والتضامن الحقيقي بين الشعوب وكذا الانتصار على الفقر ومعاناة المحرومين”.
في السياق، اعتبر مساهل “أن ثقافة الحوار والتقارب بين شعوب الضفتين هو رفض لثقافة الحقد والكراهية وتأكيد على توجه حضاري مشرف للدول”، مضيفا “أن شعبنا عاش كثيرا من العنف والاعتداء الخارجي على مدى تاريخه وقادر على إبراز القيم الإيجابية للحوار والتسامح”.
الأطراف الليبية متفقة على مبادئ الحل السياسي
أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، اتفاق الفرقاء الليبيين على مبادئ الحل السياسي. وقال في تصريح هامشي، “إن الأطراف الليبية متفقة حول المبادئ المؤسسة للحل السياسي”، مشيرا إلى “إجماعها على التمسك بالوحدة والسيادة الوطنيتين والحوار كوسيلة للخروج من الأزمة”.
وأوضح مساهل، أن “الجزائر تعمل على جمع الفرقاء الليبيين حول الحوار الوطني، ومتيقنة بأن الحل السياسي في ليبيا الشقيقة لن يتم إلا بالحوار بين كافة الأطراف”.
وذكر أنه استقبل، أمس، “وفدا هاما من سياسيين ليبيين، كلهم أعضاء في لجنة الحوار الوطني، وتم التطرق إلى التجربة الجزائرية في المصالحة الوطنية والوئام والحل السياسي للأزمات”.
وأفاد بأن دور الدبلوماسية الجزائرية “يتمثل في التقريب ما بين الفرقاء وكل الأطراف التي زارتنا تؤمن بالمبادئ ونحن نرافقهم ونؤمن بالحوار كحل وحيد”.
وعلق على الأحداث الأخيرة التي عرفتها العاصمة طرابلس، قائلا: “هناك مشاكل. هذا واقع معروف. لكن الجهود المبذولة تهدف إلى جمعهم حول الحوار الذي يأخذ وقتا”.
في سياق آخر، قال مساهل إن الذكرى 41 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية، تعتبر يوما هاما للشعب الصحراوي وتاريخه النضالي التحريري.
وتوقع أن يأتي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة بأفكار ومقترحات لحل النزاع، مذكرا بموقف الجزائر المساند للتسوية في إطار الشرعية الدولية وتطبيق لوائح الأمم المتحدة وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
وقال مساهل، “نعيش مرحلة جديدة وغوتيراس له تجربة كبيرة في المنطقة وله تجربة ونتمنى أن يكون التقرير المقبل الذي سيقدمه المبعوث الأممي لمجلس الأمن يتضمن أفكارا جديدة”.