طباعة هذه الصفحة

بعد حملة واسعة لمراقبة المطاعم المدرسية بسيدي بلعباس:

6800 تلميذ يتناولون وجبات باردة والنظافة الغائب الأكبر

سيدي بلعباس: غ شعدو

 رفعت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة التابعة للمجلس الشعبي الولائي لسيدي بلعباس جملة من التوصيات بعد وقوفها على نقائص كبيرة تشوب التغذية المدرسية، باعتبار المطعم المدرسي أصبح هيئة مكملة للمدرسة ومرافقا لها في إطار التضامن، كما يعد فضاءً تربويا يمارس فيه التلاميذ سلوكات تربوية تساهم في تكوين شخصيتهم التعليمية والأخلاقية.

وطالبت اللجنة بالإسراع في إنجاز المطاعم المدرسية في كل المدارس التي ينعدم بها هذا المرفق الضروري، والسعي لدى الجهات المعنية لتعيين عمال مؤهلين في الطبخ الجماعي مع تنصيبهم، كما طالبت بالقضاء نهائيا على الوجبات الباردة كونها من النقاط السوداء التي تشوب التغذية المدرسية، وكذا السعي لدى وزارة التربية للرفع من ثمن الوجبة الغذائية والزيادة في تدعيم الوجبات من طرف الولاية نظرا لإرتفاع أسعار المواد الغذائية للتمكن من توفير وجبة غذائية متوازنة وصحية.فضلا عن توفير كوب الحليب لكل تلميذ في المدارس الإبتدائية مع مساهمة الولاية بمبلغ خاص في ميزانيتها السنوية يخصص لإقتناء مادة الحليب وتحضيره بالمطبخ المدرسي. كما أكدت اللجنة على ضرورة الحفاظ على نظافة المطاعم والمعدات المستعملة في الطبخ من خلال تزويد البلدية لهذه المطاعم بمواد التنظيف بانتظام وطيلة السنة الدراسية.
عرفت شبكة المطاعم المدرسية على مستوى ولاية سيدي بلعباس تطورا خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغت نسبة التغطية الإجمالية 78 بالمائة بعد إستفادة 63 ألف تلميذ من التغذية المدرسية من جملة قرابة 70 ألف متمدرس، وهي النسبة التي تتفاوت من دائرة لأخرى حيث بلغت المائة بالمائة بدوائر تسالة، رأس الماء ومولاي سليسن جنوبا وفاقت 98 بالمائة بكل من دوائر تنيرة، مصطفى بن براهيم، المرحوم، تلاغ ومرين، كما تراوحت بين 81 و95 بالمائة بكل من دوائر بن باديس، سيدي لحسن، سيدي علي بن يوب، سيدي علي بوسدي، سفيزف وعين البرد، في حين لم تتعد هذه النسبة 49 بالمائة بعاصمة الولاية. هذا وأشارت ذات الإحصائيات إلى تطور شبكة التغذية من خلال إرتفاع عدد المطاعم من 122 مطعم سنة 2001 إلى 193 مطعم سنة 2016، وعدد المستفيدين من 26 ألف تلميذ إلى 63 ألف، هذا وتتطلع اللجنة إلى الرفع من عدد هذه المطاعم بداية السنة الدراسية القادمة إلى 200 مطعم مدرسي فور إستيلام الهياكل التي هي طور الإنجاز ما سينتج عنه الرفع من عدد التلاميذ المستفيدين من الإطعام إلى 65 ألف متمدرس لترتفع النسبة الإجمالية للتغذية المدرسية إلى 87 بالمائة.

 


أحصت اللجنة وخلال تنظيمها لزيارات ميدانية عبر كامل مدارس الولاية 15 مطعما مدرسيا يقدم وجبات باردة لحوالي 6800 متمدرس ومن ذلك 8 مطاعم موجودة على مستوى عاصمة الولاية، 4 مطاعم ببلدية تلاغ، مطعمين ببلدية سيدي علي بوسدي وآخر ببلدية سيدي لحسن،وقد حصرت اللجنة الأسباب في تقديم الوجبات الباردة لعدم استيلام عدد من المطاعم بسبب عدم إيصال شبكات الماء والغاز كما هو الحال لمطعم مدرسة مزواري عبد القادر بسيدي بلعباس والذي إنتهت الأشغال به منذ أربعة سنوات، انعدام التجهيزات بمطاعم أخرى انعدام غرف التبريد كمطعم مدرسة العقيد لطفي بسيدي بلعباس، عدم تعيين العمال وقدم وإهتراء البناية بالنسبة لمطعم مدرستي الأمير عبد القادر بسيدي بلعباس ومدرسة بن سليمان أحمد ببلدية عين قادة. هذا وعلى الرغم من المجهودات التي تقوم بها مديرية التربية والمجالس الشعبية البلدية، فإن العديد من المطاعم المدرسية في الطور الإبتدائي لا تزال تقدم وجبات باردة خاصة تلك المتواجدة في المناطق النائية التي تستقطب تلاميذ القرى والمداشر الذين يعتمدون على هذه الوجبة طيلة اليوم الدراسي وهو ما يفرض تعويضها بوجبات ساخنة توفر القيمة الغذائية الصحيحة لهؤلاء التلاميذ. حيث أن الوجبة الباردة حتى ولو كانت معتبرة من حيث الكم والنوع إلا أنها لا تعد غذاءا كاملا كما أنها تؤثر في توازن في النظام الغذائي للطفل.
أسفرت المراقبة المستمرة لأعوان الصحة العمومية والتابعين لمصلحة الوقاية لمؤسسات الصحة الجوارية السبع الموجودة على مستوى الولاية والمكاتب البلدية لحفظ الصحة وكذا مفتشي المديرية الولائية للتجارة عن تسجيل عديد النقائص في النظافة سواءً تعلّق الأمر بالمطبخ عموما أو الأواني المستعملة للطهي، ولدى زيارتها لعديد المؤسسات التربوية بعاصمة الولاية وقفت اللجنة على مخالفات كثيرة، حيث قامت بتسجيل جملة من الملاحظات بعد مراقبة المطاعم بكل من مدرستي ألفريد محمد، تالوتي عبد القادر، متوسطة مالك حداد، ثانويات النجاح، الحواس، عزة عبد القادر وزدور إبراهيم ،حيث إنصبت جميع الملاحظات في انعدام الملفات الطبية للعمال، عدم إحترام شروط الحفظ  خاصة بالنسبة للمواد السريعة التلف كمادة البيض، الياغورت والجبن، نقص معدات التبريد، قدم الأواني ومختلف معدات الطبخ،عدم احترام شروط النظافة بوسائل ومعدات الطبخ والمبردات وكذا قاعات تقديم الطعام، نقص التهوية بقاعات تحضير الوجبات.
ما استدعى تدخل مديرية التجارة التي راسلت المجالس البلدية للتدخل ومعالجة النقائص المسجلة لتمكين التلاميذ من تناول وجبات صحية في مطاعم ملائمة تفاديا لحوادث التسممات ومختلف الأمراض الناجمة عن إنعدام النظافة.