ووري ظهيرة اليوم الأربعاء بمقبرة عين البيضاء بوهران جثمان رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني المجاهد الراحل محمد بوحفصي.
وقد حضر مراسيم تشييع جنازة الراحل بوحفصي كل من وزير المجاهدين الطيب زيتوني والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين سعيد عبادو والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغاني هامل وقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي إلى جانب السلطات المحلية للولاية.
كما حضر جمع غفير من المشيعين على غرار المجاهدين وكذا فئة معطوبي حرب التحرير الوطني.
وأثنى وزير المجاهدين بالمناسبة على خصال المجاهد بوحفصي لا سيما مساره النضالي مبرزا أن الراحل يعد من "الأوائل الذين لبوا نداء الوطن وضحوا بكل ما لديهم من أجل تحقيق النصر واسترجاع السيادة الوطنية".
وقد تم أيضا تلاوة كلمة تأبينية باسم المنظمة الوطنية للمجاهدين على مستوى مربع الشهداء للمقبرة أين كانت أول محطة لتشييع جنازة المجاهد بوحفصي حيث تم من خلالها إبراز نضاله الثوري حيث وصف الفقيد ب"رمز في التضحية الوطنية".
يذكر أن المجاهد محمد بوحفصي توفي فجر الاثنين الماضي بمستشفى بباريس (فرنسا) عن عمر يناهز 81 سنة وذلك على اثر مرض عضال ألزمه الفراش لفترة من الزمن.
وقد وصل جثمان المجاهد الراحل مساء أمس الثلاثاء إلى مطار وهران الدولي "أحمد بن بلة" أين تواجد في عين المكان رفقاءه في النضال والسلطات الولائية المدنية والعسكرية.
ويعد الفقيد من الرعيل الأول الذي التحق بصفوف الكفاح الثوري منذ تفجير ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة حيث قام بعدة عمليات فدائية ضد العدو الاستعماري الغاشم في عقر داره (فرنسا) قبل أن تطارده المخابرات والشرطة الفرنسية مما جعل قيادة الثورة تقرر تحويله نحو منطقة بالقرب من الحدود الجزائرية المغربية مرورا بألمانيا ثم اسبانيا.
وفي إحدى المعارك ضد قوات المستعمر الفرنسي بترت أحد رجلي المجاهد الراحل بوحفصي من جراء لغم وأصيبت الثانية بوابل من الرصاص.
وباعتباره واحد من هذه الشريحة التي ضحت بأغلى ما لديها في سبيل تحقيق استقلال الوطن عمل الفقيد على تأسيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني سنة 1991 حيث اعتنت بهذه الفئة وحققت الكثير من المكاسب لها إلى جانب دور هذه المنظمة المتواجد مقرها بوهران في المساهمة في إحياء الذاكرة التاريخية الوطنية من خلال الملتقيات والندوات الوطنية.