طباعة هذه الصفحة

عبر عن معاناة الجزائري و صموده في وجه فرنسا الاستعمارية

مولود فرعون المقاوم الذي تخطت موهبته حدود الوطن

حبيبة غريب

إحياء ذكرى اغتياله بمكتبة «شايب دزاير»

عادت ذكرى اغتيال الكاتب الجزائري الشهير مولود فروعون على يد المعمرين الفرنسيين في يوم 15 مارس 1962 وعادت معها  لقاءات استذكار نضاله و تسخير قلمه و موهبته في التعبير  و حمل رسالة الشعب الجزائري المضطهد من قبل الاستعمار الفرنسي وإبلاغ صوته للعالم.
إنه مولود فرعون ابن تيزي هيبل  بمنطقة تيزي وزو الذي جعلت منه ظروفه القاسية وفقر عائلته المفقع وبعده عنها وكذا وحشية الاستعمار الفرنسي ومحاولته طمس الهوية الجزائرية بكل السبل، شابا يعي مبكرا معنى الصمود والتحدي و يجعل من موهبته في الكتابة والتعبير بكل بساطة و عفوية وذكاء وكذا من لغة الآخر، أي المستعمر سلاحا قوية ساند به الثورة نوفمبر 1954، فكانت لكتبه و رسائله وقع القنابل على فرنسا الاستعمارية.
قد استرجعت مكتبة «شايب دزاير» التابعة للوكالة الوطنية للنشر و الإشهار، أول أمس، بالجزائر العاصمة ، ذكرى اغتيال الشهيد مولود فرعون و حياته و معاناته في إبلاغ صوته للعالم و تخطي الأسوار و العوائق التي وضعت في وجه المثقف الجزائري والعراقيل التي واجهت إصدار مؤلفاته، هذا من خلال المحاضرة التي قدمها ابنه علي الكاتب و رئيس مؤسسة مولود فرعون.
كشف علي فرعون أن والده عانى كثيرا من الأوضاع المزرية التي كان يعيشها الشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، الذي فرض على الجزائيين عيشة الذل والفقر و جردهم من أراضيهم و حقوقهم و حاول طمس هويتهم. لكنه صمد بقوة ووظف معاناته في خدمة الموهبة الكبيرة التي حضي بها، وجعلها محركا لغضبه فأخرج للعالم وللأدب روائع خالدة، كابن الفقير، الدروب الصاعدة، اليومية و «عيد الميلاد « و غيرها  جعلت منه الكاتب العالمي الذي تدرس اليوم كتاباته في كبريات الجامعات الدولية والتي ترجمت إلى عديد اللغات.
ولم يكتف مولود فرعون بحمل رسالة الجزائري، فكتبه و عكس ما يحاول البعض الترويج له لا تختزل في منطقة القبائل بل تعكس بكل صدقه و إنسانيته معاناة شعب بأكمله، كما أرخ للثورة الجزائرية في كتاب اليومية، والذي حمل من خلاله للعالم الأوضاع الرهيبة التي كان يعيشها الجزائري، يوميا من رعب، إقصاء، تعذيب، سجن و اضطهاد، موت وكذا صمود وتحدي وبطولات، كما جاء في  المحاضرة المطولة التي قدمتها بالمناسبة السيدة جوهر أمحيس.