طباعة هذه الصفحة

مراد شويحي مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري:

ضعف التكوين يعيق تطوير السينما الجزائرية

أسامة إفراح

احتضن المركز الثقافي عيسى مسعودي للإذاعة الجزائرية، أمس، عددا جديدا من برنامج «سجالات ومعنى» بالإذاعة الثقافية، الذي استضاف مراد شويحي مدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري. وتطرق شويحي إلى مختلف مهام المركز، ووضعية الصناعة السينمائية الجزائرية، كما أعطى ملامح عن التوّجهات الجديدة لوزارة الثقافة في قطاع السينما.
في بداية تدخله، فرّق مراد شويحي بين مؤسستين مكلفتين بالسينما، وهما المركز الوطني للسينما والسمعي البصري، التي يتولى إدارته، والمركز الجزائري لتطوير السينما وهو المؤسسة التي تقوم بالإنتاج وترميم القاعات التي تمّ استرجاعها من الهيئات المحلية. كما أكد بأنه سيتم قريبا الفصل في التداخل الموجود في المهام بين هذين المركزين السينمائيين.
أضاف شويحي بأنه مهمة مركزه الأولى هي المحافظة على التراث السينمائي الجزائري، ومن الناحية التنظيمية فهو يسهر مع وزارة الثقافة على التنظيم القانوني للسينما وله القدرة على متابعة المنتجين المستفيدين من دعم الوزارة من الناحية التقنية والتنظيمية والمالية.
أما عن النسخ السالبة للأفلام الجزائرية المحفوظة بالخارج، تحدث شويحي عن تواجدها في مخابر بإيطاليا، فرنسا، تشيكوسلوفاكيا (سابقا) وحتى في تونس. ويتعلق الأمر بقرابة 360 عنوانا، منها أفلام طويلة وقصيرة وحتى مادة توثيقية، ولاسترجاع هذا الأرشيف تعمل الوزارة على تخصيص «مجمّع» توضع فيه النسخ السالبة التي لها خصوصيات يجب مراعاتها في عملية الحفظ، ومن المنتظر أن ينجز المجمع في أولاد فايت بالعاصمة.

 أضاف بأن الوزارة خصصت غلافا ماليا في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لترميم ورقمنة بعض الأفلام، وكانت البداية برقمنة 15 فيلما قدّمت السنة الماضية للجمهور، كما تم اختيار بعض الأفلام لمخرجين مثل راشدي وحمينة ولمين مرباح وسليم رياض.
 من مهام المركز أيضا توزيع الأفلام في المدن والمناطق النائية باستعمال الشاشات العملاقة والمتنقلة، وقد تمت تغطية 39 ولاية السنة الماضية، شاهد جمهورها أفلاما كلاسيكية وجديدة وتفاعل معها خاصة مع استعمال الشاشات المطاطية (القابلة للنفخ)، إضافة إلى قوافل سينمائية على مستوى بعض الشواطئ. كما تحدث شويحي عن تجربة عرض أفلام بالمؤسسات التربوية (ثانويات ومتوسطات بالعاصمة) كل ثلاثاء بحضور نقاد ومنتجين ينشطون نقاشا مع التلاميذ، وتجربة بجامعة جيجل بالتنسيق مع المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، «لدينا مشروع توزيع وعرض أفلام سينمائية على الإقامات الجامعية وهو قيد الدراسة»، يضيف شويحي.
مع الاعتراف بوجود نقص في القاعات، اعتبر شويحي بأن المشكل الأكبر هو التوزيع، فالمنتج قبل بداية العمل يجب أن يبرم اتفاقيات حول التوزيع وهو المعمول به دوليا. واستدلّ بالإنتاجات المشتركة مع الدول الأجنبية على غرار «عطور الجزائر» الذي تم توزيعه بقاعات في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا، فيما لا تحتوي الجزائر سوى على موزعين.
اعتبر شويحي بأن السينما الجزائرية تعاني أيضا انعدام التكوين، إذ لا توجد معاهد في هذا الإطار تحيط بجميع التخصّصات، مع تسجيل انعدام التكوين في السكريبت، الإضاءة، الصوت، الماكياج، وغيرها.
 عاد شويحي إلى الاتفاقية الأخيرة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تضمنت إمكانية الإنتاج المشترك بين منتجين جزائريين والجانب الإيراني ممثلا في مؤسسة الفارابي، كما تتيح هذه الاتفاقية للمنتج الجزائري استعمال استديوهات وتقنيات ومخابر تحميض في إيران والعكس صحيح (تصوير أعمال إيرانية في الجزائر)، وتطرقت الاتفاقية إلى جانب التكوين، كما سيأتي مختصون إيرانيون لمعاينة قاعات السينما الجزائرية بغية تأهيلها وإمكانية تحويلها إلى مجمعات، وتحديد هذه القاعات موكل لمركز تطوير السينما.
 تطرق شويحي إلى ضرورة أن يكون للمركز مراقبون ومفتشون سينمائيون، ولكن تجميد التوظيف هو ما عطل المشروع. ويعمل هؤلاء المراقبون على متابعة القاعات السينمائية التي نجد منها من يبث أعمالا دون موافقة لجنة المشاهدة، أو أفلاما مقرصنة.
عن سؤالنا حول التدابير الجديدة في إطار ترشيد النفقات، أجاب شويحي بأن التقليص طال قرابة 50 بالمائة من ميزانية المركز. واعتبر بأن ترشيد النفقات لا يعني توقف دعم السينما، ولكن الدعم لن يكون كالسابق، بل بشكل جزئي.
أما عن سؤالنا بخصوص إتاحة الأفلام الكلاسيكية الجزائرية وبيعها في أقراص «دي في دي»، ما قد يساعد على تجاوز نقص قاعات العرض، ويسهل الاطلاع على أرشيف السينما الجزائرية، أكّد شويحي وجود مشروع أقراص الـ»دي في دي» و»البلوراي» ونسخ 35 ملم والـ»دي سي بي» باللغات الثلاث، والأفلام الـ15 ستوزع وتكون متوفرة لعامة الجزائريين. ومن هذه الأفلام ذكر شويحي «حسان الطاكسي» و»حسان النية» و»الطاكسي المخفي» وآخر الأفلام التي تمت رقمنتها، وفيلم «تحيا يا ديدو» ستصل نسخته المرقمنة من إيطاليا قريبا.