طباعة هذه الصفحة

في أمسية نشّطها بفضاء فنون وثقافة

القاص لعراجي يلتقي جمهوره ويقدّم إصداره الأخير “ماغسي”

حبيبة غريب

الكتابة تجارب متباينة تستفز المبدع وتمتع القارئ

احتضن فضاء فنون وثقافة بالجزائر العاصمة أول أمس أمسية أدبية نشّطها الأعلامي والقاص نور الدين لعراجي، تحدّث فيها عن تجربته القصصية مع إصداره الجديد “ماغسي”. وفي كلمة  الافتتاح ذكرت الشاعرة فوزية لرادي بأنّ ضيف الفضاء من بين الأسماء الفاعلة في المشهد الاعلامي والثقافي في الجزائر، إضافة إلى هذه التجربة فهو أحد الفاعلين أيضا في الحركة الثقافية منذ تسعينيات القرن الماضي مع رابطة إبداع الثقافية ثم حاليا مع اتحاد الكتاب الجزائريين بحكم عضويته في الامانة الوطنية مكلفا بالنشاط الثقافي، ومساهماته في الميدان الاعلامي معتبرة تجربته الصحفية إضافة حقيقية للساحة الأدبية، أو من خلال إشرافه على الملاحق الثقافية والصفحة الأدبية بوسائل الاعلام.
الموعد الذي حضرته بعض الوجوه الإعلامية وعشاق الأدب، اعتبره القاص لعراجي فرصة للقاء جمهور القراء والأصدقاء لطرح بعض النقاشات التي تشغل الساحة الثقافية وتبادل الآراء، خاصة أن مثل هذه المواعيد هي فرصة ليكون الاحتكاك مباشرة معهم مع إعطاء لمحة وتقديم إصداره الجديد “ماغسي”، الذي يحمل 38 نصا قصصيا، قام كل من الدكتور علاوة كوسة أستاذ الادب العربي بجامعة سطيف والبروفيسور حفيظة طعام أستاذة الأدب العربي بجامعة تيسمسيلت  بتقديمه للقرّاء، وباعتبارهما من الأسماء التي تنظر لهذا الجنس الادبي، كما تضمن أيضا لوحة فنية في غلاف المجموعة بعنوان “هذه حياتي” من تصميم الفنانة فاطمة الزهراء بوعوني، وإصدار دار الأوطان.
 أبرز ضيف الفضاء الادبي أهم المحطات في مساره الابداعي والإعلامي، بداية من تسعينيات القرن الماضي معتبرا مجموعته الاخيرة عبارة عن قصص قصيرة جدا تحمل عدة تجارب ومواضيع مختلفة، ناهيك انها مخاض مهم في حياته بعد انتقاله من الشعر الى فن القصة، قائلا إن هذا الجنس الأدبي الذي ربما لم تكتمل بعد دعائمه الدلالية كما هو موجود في فن القصة    التي تقوم على عناصر بنائها مثل المقدمة والحوار، الحبكة والشخصيات، العقدة، الخاتمة، إلا ان هذه الاخيرة تعتمد على أربعة خصائص وهي الدهشة والرغبة والتكثيف اللغوي، إلى جانب الاختزال معتبرا أن الكتابة هي عبارة عن تجارب متباينة تستفز المبدع وتمتع القارئ، ولا يمكن أن تضع فاصلا لتجربته الطويلة في الكتابة والإبداع، باعتبار الابداع هو التجاوز والخلق والاختزال.
في السياق ذاته اعتبر القاص لعراجي أن مجموعة من النماذج القصصية في هذا الجنس الادبي الذي اعتبره موازيا للعالم الرقمي، وكل ما له علاقة بالتجديد والتحديث في الادب، وإن كان في الجزائر مازال لم يشتهر بالشكل الكبير، إلا أن بعض الاعمال في هذا الصنف بدأت تجد ذاتها في عالم النشر، فعلى سبيل الذكر هنالك بعض الأسماء التي كتبت ذلك أمثال زين الدين بومرزوق، علاوة كوسة، الخير شوار، حفيظة طعام، نبهات الزين...وغيرهم.
من جانبه أثرى الحضور جانبا مهما من النقاش والتساؤلات حول كتابة هذا الفن السردي، ما أضفى على الندوة نوعا مهما من التجاوب مع هذه الكتابات ونقدها، ليختتم الضيف موعده مع محبّيه بقراءات تضمّنت بعض من فصول الحياة الاجتماعية التي جاء بها الاصدار.