طباعة هذه الصفحة

مديرة متحف الفنون بالمدية:

المؤسسة المتحفية ولدت حديثا

م ــ أمين ــ عباس

كشفت عادلة طالبي مديرة متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالمدية نهاية الأسبوع  بقاعة المحاضرات بمؤسستها عن المهام الموكلة لعمال المتاحف الوطنية و التصميم العلمي الخاص بها، ضمن  البرنامج الأكاديمي لتظاهرة شهر التراث، واصفة هذه المبادرة بأنها فرصة  سانحة لإبراز أهمية للمتاحف الوطنية والتعريف بنفسها أمام الجمهور، متسائلة في ذات الوقت عن مدى معرفة هذا الجمهور  للمتاحف، وما هي المهام الحقيقية للمتحف؟
ـجالت مديرة المتحف في هذه المحاضرة الأولى بإسماع الحضور عن تاريخ نشأة المتاحف مند الحضارات القديمة، مشيرة في هذا الصدد بقولها بأن المتحف بمفهومه الحقيقي ولد خلال مرحلة حديثة جدا، فهو اليوم عمومي مفتوح لكافة شرائح المجتمع، بينما كان في البدء مخصصا لنخبة الأثرياء والنبلاء، معرجة إلى أنواع المتحف خلال فترة الاستعمار الفرنسي بالجزائر، كاشفة أن أغلبها دشّنت سنة 1930 بمناسبة الذكرى المئوية للاستعمار الفرنسي، تليها متاحف أسست خلال فترة الاستقلال مع بداية القرن الواحد والعشرون ليصل عددها إلى حدود ثلاثة وعشرون متحفا متوزعة على ثلاثة عشر ولاية، كما أنها متنوعة حسب طبيعتها من متاحف طبيعية وأثرية وإسلامية،اثنوغرافية، والتي تلعب دورا هاما في  نفض الغبار عن حضارتنا  وإعادة الروح فيها من خلال حمايتها وصيانتها من الاندثار، فيما أخذت عينة عن متحف المدية والذي حسبها فتح أبوابه خلال 2011 حيث استطاع المسيرون آنذاك جمع بعض المقتنيات الأثرية إلا أنها  تعد قليلة، كما أن المهمة الأساسية تضيف عادلة طالبي حاليا تقوم على اقتناء التحف للحفاظ عليها، علاوة على أن تسيير التحفة تمر بمراحل عديدة حتى تصل إلى قاعة العرض بدءا من جردها  وتسجيلها في سجل الجرد، إذ تتطلب هذه العملية بحثا دقيقا يقوم به متخصصون في علم الآثار.
  هذا وقد طرحت عديد التساؤلات حول الكيفية المثلى لاستقطاب الجمهور للمتاحف وترسيخ الثقافة المتحفية، كاشفة عن آليات التكمن في نوعية العرض على أن لا يكون عبارة عن لوحة جميلة فقط، حيث أن المتحف هو مدرسة كاشفة مرة أخرى على وجوب تجديد المعرض حتى  يجذب إليه الزوار، مقترحة طريقة المعرض الدائم والمؤقت بهدف استقطاب الجمهور واكتشاف الجديد معرجة في ذات السياق إلى  الطرق الحديثة والمتمثلة في حركة المجموعات ، إلى جانب وجود برامج خاصة بهذه العملية أي أن التحفة تكون تارة في قاعة العرض وتارة أخرى في المخزن، وهكذا تعمل المتاحف الكبيرة في العالم.
يذكر أن متحف الفنون والتقاليد الشعبية بالمدية شهد قفزة نوعية، وذلك من خلال عديد الأنشطة التي يقوم بها منها إشراك المجتمع المدني في إحياء المناسبات الدينية والوطنية إلى جانب إبرام اتفاقيات  مع قطاع الثقافة ومديرية التربية والجامعة، كما أن للأطفال نصيب كبير في المتحف و ذلك من خلال فتح ورشات دائمة فيها مكتبة خاصة بهم، مع أن المتحف يقوم طوال أيام السنة بتنظيم برنامج ثري ومتنوع لفائدة الأطفال وذلك بهدف ترسيخ الثقافة المتحفية لديهم، فيما كشفت مديرة المتحف خلال مداخلتها عن تنقل المتحف إلى المدارس بالحقيبة المتحفية، وهي طريقة جديدة يهدف إليها المتحف لترسيخ الثقافة المتحفية وتحبيب الجمهور للوقوف على تراثنا المادي واللامادي.
   للعلم بأن هذا المتحف خصص برنامجا ثريا بمناسبة شهر التراث ومن المنتظر أن يتم تنظيم رحلة علمية إلى أشير الإسلامية أين يتم إلقاء مداخلات وشروحات من قبل دكاترة في التاريخ ومهندسين معماريين حول تاريخ تأسيس المدينة و فنون العمارة التي تزخر بها مدينة زيري بن مناد الصنهاجي.