طباعة هذه الصفحة

العد التنازلي للحملة الانتخابية

الأحزاب تخرج آخر أوراقها قبل موعد الحسم

حيــــاة. ك

بدأ العد التنازلي للحملة الانتخابية، التي تدخل أسبوعها الثالث والأخير، حيث تعد ولاية الجزائر آخر محطة للأحزاب السياسة المتسابقة إلى قصر زيغوت يوسف، لعرض برامجها ومحاولة إقناع مواطني العاصمة بخطابات تراها تحمل حلولا واقعية، لا تتوقف عند التشخيص والانتقاد.
كما جرت العادة في مثل هذه الاستحقاقات، فإن العاصمة، التي تعد أكبر الولايات من حيث الكثافة السكانية، آخر محطة للأحزاب السياسية لتنظيم تجمعات شعبية، وعرض آخر الأوراق الانتخابية لإقناع المواطنين بضرورة الإدلاء بأصواتهم في الاقتراع واستمالتهم لصالحها.
يبدو أن خطاب الحملة الانتخابية لن يتغير كثيرا، فالانشغال المتعلق بالعزوف قد يطرح بشدة أكثر في العاصمة، نظرا لخصوصية الولاية، خاصة أن بعض الاستطلاعات المتعلقة بالموضوع، أفضت إلى أن هناك نوعا من عدم الإدراك بأهمية هذا الموعد الانتخابي، بالنظر إلى التحديات والرهانات التي تواجه الجزائر، في ظل وضع داخلي وظرف إقليمي صعب، وهو الوتر الذي عزفت عليه كل الأحزاب باختلاف توجهاتها منذ بداية الحملة الانتخابية، مرافعة لكسر حالة التردد والادلاء بالورقة الانتخابية في موعد الحسم.
مايزال هذا الانشغال يشكل محور اهتمام الأحزاب السياسية ونقطة تلاقي بينها، وقد أقر جميعها بأن حلول المشاكل المطروحة في جميع الميادين موجودة. وقد أكدت على ضرورة طمأنة المواطنين بأن كل الظروف هيّئت لإنجاح هذا الاستحقاق، الذي وضعت له الآليات التشريعية والقانونية، أهمها الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات لضمان شفافية ونزاهة العملية الانتخابية.
كل ذلك من أجل تجنب عزوف الناخبين، الذي يعود إلى “خيبتهم” من عهدة تشريعية سابقة، حيث يشتكي مواطنون من نواب لم يُوَفّوا بالتزاماتهم ولم يكونوا في مستوى المسؤولية التي حمّلت لهم، لذلك أكدت الأحزاب المتنافسة على كفاءة الأسماء التي تضمنتها قوائم الترشح.
كما ركزت أغلب الخطابات في الحملة، على ضرورة محاربة التيئيس الذي تسعى بعض الأحزاب لزرعه في نفوس المواطنين والتأثير عليهم، للحيلولة دون أن يكونوا في الموعد يوم 4 ماي. ويرى المتتبعون أن مثل هذا النداء غالبا ما توجهه الأحزاب التي ليس لها وعاء انتخابي ووزن سياسي، تخشى ألا تفرزها النتائج، فتلوح بالمقاطعة.
عكس هذا، تحركت غالبية الأحزاب فيما تبقّى من أيام الحملة الانتخابية، وهي تردّد خطابات ورسائل تزرع الأمل وتبني الوحدة الوطنية التي لا يختلف فيها إثنان، بالإضافة إلى تجنّب تقديم وعود وهمية وخيالية.
في هذه الظروف، تجتهد من أجل إبراز أهمية هذا الموعد الانتخابي المصيري بالنسبة لبلد كالجزائر، الذي يعد قوة إقليمية، فهل ستنجح الأحزاب في هذا الامتحان الأولي، قبل أن تتربع على مقاعد الغرفة السفلى للبرلمان.