طباعة هذه الصفحة

رئيس جمعية السواقي الثّقافية، رابح بلعباس لـ «الشعب»:

قوانين لردع الاعتداء على المعالم الأثرية

بومرداس: ز ــ كمال

أشار رئيس جمعية السواقي الثقافية لولاية بومرداس وعضو الجمعية الوطنية «إرث الجزائر» رابح بلعباس في حديثه لـ «الشعب»، أنّ منطقة بومرداس وكل بلدية بالولاية تختزن كنوزا ثمينة من التراث المادي واللامادي، بعضها تم تثمينه وتصنيفه وطنيا على غرار هيئة الحكومة المؤقتة وموقع زموري البحري، وأخرى مسجّلة للتصنيف مستقبلا، فيما تبقى مواقع كثيرة عرضة للإهمال وبعيدة عن الاهتمام نتيجة غياب الوعي والثقافة السياحية.
عرض رئيس جمعية السواقي في هذا اللقاء تجربته في مجال الاهتمام بالتراث الثقافي للولاية ومحاولة رد الاعتبار للعديد من المواقع الأثرية المهددة بالتنسيق مع الهيئات والمؤسسات الثقافية المحلية كمديرية الثقافة ودار الثقافة رشيد ميموني، وعلّق بالقول: «أنشط في هذا الميدان منذ 32 سنة بهدف التحسيس بأهمية الحفاظ على المعالم الأثرية والتاريخية المتواجدة عبر كافة مناطق بومرداس ترمز لحقب مختلفة، منها ما تجسّدت على أرض الواقع وتمّ تصنيفها مؤخرا على غرار مقر الهيئة التنفيذية للحكومة المؤقتة المتواجد بجامعة امحمد بوقرة، الذي تمّ تصنيفه كمعلم تاريخي وطني مؤخرا بتاريخ 3 ديسمبر 2015، وكذا الموقع الأثري لزموري البحري «روسوبيكاري» الذي صنف هو الآخر بتاريخ 28 أفريل 2016، فيما ينتظر تصنيف عدد من المعالم الآخر قريبا منها المسجد العتيق والمدرسة القرآنية سيدي عمار بدلس.
عن واقع باقي المعالم الأثرية التي تعاني الإهمال وغياب الاهتمام، كشف رابح بلعباس «عن وجود مجهودات لرد الاعتبار للمعالم الحضارية والتاريخية بولاية بومرداس لكنها تبقى غير كافية، مشيرا أيضا
«أنّ عملية الجرد الإضافي لسنة 2007 مكّنت من تحديد وتسجيل عدد من المواقع التي تمّ اقتراحها للتصنيف وطنيا منها منارة بن غوث بدلس، ضريح الباي محمد بن علي بتيجلابين، زاوية أولاد بومرداس السفلانية والفوقانية، وزاوية سيدي أحمد بلعباس، في انتظار عملية التصنيف الوطنية التي بدأت بموقع زموري البحري ومقر الحكومة المؤقتة.
في سؤال عن طبيعة وأهمية الموقع الأثري روسوبيكاري لزموري البحري، الذي أثير حوله الكثير من الجدل بسبب الإهمال وتعرّضه مرارا للتخريب والنهب، أكّد رئيس جمعية السواقي «أنّ المعلم التاريخي يمثل مدينة زموري البحري قديما أي روسوبيكاري أو مرسى الدجاج التي مرت بها عدة حضارات كالنوميديين، الحضارة الرومانية ثم الحضارة الإسلامية، وقد كاد المعلم أن يتعرض للتخريب التام من طرف إحدى المقاولات التي استفادت من مشروع سكني بعد انطلاق عملية الأشغال الأرضية، لكن بتضافر جهود الجميع ومنها جمعية السواقي بالتنسيق مع مديرية ودار الثقافة والباحثين المهتمين بالتراث توقّفت الأشغال، وتمّ تسييج المكان في انتظار القيام بدراسة شاملة ومعمّقة للموقع من قبل المختصين ثم تصنيفه لاحقا، إلا أنّ إشكالية غياب ثقافة الحفاظ على المعالم التاريخية لدى المواطن قد عرض الموقع للكثير من الاعتداءات.
في الأخير دعا رئيس الجمعية الثقافية وعضو الجمعية الوطنية إرث الجزئر السلطات العمومية «بأهمية سن قوانين ردعية لحماية المواقع الأثرية من كل أشكال التجاوزات ومعاقبة المخالفين بالخصوص منهم أصحاب المقاولات والأشغال العمومية، الذين لا يزال الكثير منهم يفتقد إلى ثقافة حماية التراث والتبليغ عنه خلال عملية القيام بأشغال مشاريع مثلما شهده معلم زموري البحري.
يذكر أنّ جمعية السواقي لزموري بالتنسيق مع الهيئات الثقافية المحلية، نظّمت أول أمس السبت الملتقى الأول حول مدينة «روسو بيكاري»، نشّطه عدد من الأساتذة الباحثين المختصين في مجال التراث، مع برمجة لقاء آخر يومي 26 و27 أفريل الجاري تتعلق بالأيام التكوينية الأولى لتكوين المرشد السياحي الثقافي تدعيما لهذا المسعى وإعطاء قطاع السياحة ديناميكية جديدة.