طباعة هذه الصفحة

حاملة أصالة وهوية وتعد الوجه الآخر للسياحة

الصّناعة التّقليدية تستقطب الجمهور بمعرض القصبة

 دعا حرفيون في مجال الصناعة التقليدية بالعاصمة إلى إعادة فتح أبواب مجموعة المحلات المغلقة الخاصة بالحرف المتواجدة على مستوى حي القصبة العريق لتشجيع الحرفي المحلي وإحياء مختلف  الحرف والمهن اليدوية وإنقاذها من الإندثار.
 وأوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية رضا يايسي في تصريح لـ «وأج» على هامش افتتاح الطبعة الـ 5 لمعرض الصناعات التقليدية المنظم تحت شعار «الحرفي رمز من التراث القصبة» على مستوى شارع القصبة «باب جديد»، أن العديد من الحرفيين يناشدون المصالح الولائية بإعادة فتح المحلات المغلقة بحي القصبة ومنحها للحرفيين من أجل بعث مختلف الحرف التقليدية واستغلالها للترويج للصناعة المحلية من أجل تشجيع السياحة.
 وأضاف أن حي القصبة التاريخي يستقطب فضول السياح الأجانب، وطالما يقفون منبهرين أمام ما تعرضه المحلات القليلة المفتوحة على مستوى تجزئة سيدي رمضان بالقصبة من نماذج متنوعة للصناعة التقليدية بعناصرها الجمالية والفنية البديعة التي تعكس المخزون الثقافي الجزائري الثري.
 ويهدف صالون الصناعة التقليدية الذي تنظمه الفيدرالية الوطنية للحرف والصناعات التقليدية بالتعاون مع مؤسسة القصبة بمناسبة الاحتفال بشهر التراث حسب يايسي إلى «تكوين ورسكلة الحرفيين ولفت الإنتباه لهذا الموروث والترويج له وتشجيع السياحة الداخلية»، معتبرا أن هذه التظاهرة تعد «فرصة للحرفيين لتبادل المهارات والتجارب بغية عصرنة المنتوج التقليدي، ومنحه بصمة محلية بروح حداثية خاصة أمام منافسة المنتوج الأجنبي».
 كما يسعى القائمون على الصالون الذي يشارك فيه أزيد من 20 حرفيا من الجزائر العاصمة وولايات أخرى على غرار تيسمسيلت وتيزي وزو والبويرة يعرضون منتوجات من النحاس واللباس التقليدي والحلي والجلود والخشب إلى تسويق المنتوج  التقليدي، وتشجيع الحرفيين من خلال المواظبة على تنظيم مثل هذه المعارض على  المستوى الوطني.
 وقال يايسي أنه أمام غلاء المادة الأولية للصناعة التقليدية ولتفادي عزوف الحرفي «اقترحنا منذ فترة فكرة المخزن الاستراتيجي لفائدة الحرفي ليتمكن من اقتناء المادة الأولية بأسعار معقولة ومدعمة من طرف الدولة لبعث الصناعة والحرف، وفتح الورشات من أجل تشجيع السياحة باعتبارها مورد للدخل القومي».
 وكشف عن تنظيم الفيدرالية خلال الفترة ما بين 28 - 30 أفريل الجاري لمعرض للمنتوج المحلي بمدينة مرسيليا، وكذا المشاركة في المعرض الدولي بمدينة بوردو الفرنسية يوم 20 ماي القادم لتقديم بانوراما ثرية من الصناعات التقليدية المحلية لإبراز التراث الجزائري والتعريف بالجزائر وتراثها التقليدي كوجهة سياحية بامتياز.
 من جهته، أكّد المختص في النجارة الفنية محيوت خالد وهو من الحرفيين القلائل الذين يواصل مزاولة مهنته بمحله بالقصبة، أنه من الضروري إعادة فتح مجموع المحلات المغلقة المتواجدة على طول مسلك سيدي رمضان بالقصبة من أجل بعث الحياة في القصبة حتى تتحول لورشة مفتوحة للحفاظ على مكونات الصناعة التقليدية. ولفت إلى أنّ مثل هذه النشاطات الحرفية كفيلة بجعل  القصبة «وجهة سياحية بامتياز»، وتساهم في الترويج وإعادة بعث هذه الحرف التي تندثر شيئا فشيئا.
 وأشار إلى أنّ السياح تستقطبهم صوت الآلة التقليدية «الإزميل» التي يمارس بها فن النحت على الخشب، ويقفون مشدودين أمام مختلف الرسوم التي يتزين بها خشب النوافذ الموريسكية والمشربيات. وأكّد أنّ غلاء المادة الأولية وهي الخشب ذو الجودة العالية المستورد يهدد بزوال هذه الحرفة التقليدية، مطالبا بدعمها كونها جزء من ذاكرة المكان ورائحة التاريخ.  
 وفي ذات الصدد، تؤكّد عائشة العايب حرفية في مجال السلالة من ولاية تيسمسيلت، أن منتوجاتها تعرف رواجا كبيرا خاصة أن تحفها (كالقفة والسجادة والمضلة وغيرها مصنوعة من مادة طبيعية)، وسجّلت أنّ الجزائريّين خاصة بالعاصمة يقبلون كثيرا على اقتناء القفة المصنوعة بالدوم تقليديا بدل تلك المصنوعة من مادة البلاستيك.
 وتشرف المتحدثة في إطار جهود الحفاظ على الصناعة التقليدية على ورشة  تكوينية تضم أزيد من 25 فتاة تتلقى تقنيات حياكة السلالة بطريقتها التقليدية  الأصيلة.
 وأجمعت باقي آراء الحرفيين المشاركين لـ «وأج» من حرفيي صناعة الحلي التقليدي والجلود والسيراميك والرسم على الزجاج والنحاس وغيرها على أهمية مثل هذه المعارض للتسويق لمنتوجاتهم الحرفية التقليدية الفنية. وجدّدوا بالمناسبة دعوتهم للحصول على الدعم أمام ارتفاع أسعار المادة الأولية التي تهدد بعزوف الكثير من الحرفيّين عن مواصلة ممارسة الصناعة التقليدية.