طباعة هذه الصفحة

مدشنا الطبعة 50 لمعرض الجزائر الدولي

سلال٬: المؤسسة الجزائرية مطالبة بالشراكة لكسب رهان التصدير

قصر المعارض : سعاد بوعبوش

النوعيـة شـرط لاقتحــام السوق الافريقيــة

 رفـــــع الاندمـــاج إلى 40٪ في صناعـة السيـارات وتجــاوز التركــيب

أشرف، الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، على افتتاح الطبعة الـ 50 لمعرض الجزائر الدولي المنظم تحت شعار «خمسين سنة في خدمة الاقتصاد الجزائري»  بقصر المعارض الصنوبر البحري بالعاصمة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وبمشاركة قياسية وصلت إلى ألف مشارك بين عارض وطني وأجنبي.
البداية كانت من الجناح المركزي حيث توقف الوزير الأول مرفوقا بالوفد الوزاري والسلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر، عند المشاركة الجزائرية الممثلة بـ 411 عارضا من بين 79 من القطاع العمومي و332 مؤسسة من القطاع الخاص في شتى المجالات الصناعية في مقدمتها قطاع الشراكة 93 عارضا   و الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية، الصناعات الغذائية، الخدمات الصناعة الميكانيكية والحديد  و الصلب، الالكترونية والكهرومنزلية الصناعات المصنعة وقطاع الأشغال العمومية والبناء.
ركز سلال في كل تدخلاته على ضرورة تقوية المؤسسة الجزائرية ونسج علاقات شراكة بين المؤسسات الجزائرية والأجنبية كإستراتيجية وطنية لترقية الشراكة ورفع نسبة الاندماج لضمان التطور الاقتصادي المطلوب إلى جانب إنشاء مناخ جيد للمناولة وتوسيع استعمال الرقمنة لمواكبة كل ما هو جديد ورفع نسبة الإدماج الوطني.
 فعند  جناح «صيدال» حث سلال القائمين على المجمع على ضرورة الاعتماد على المواد الأولية محلية الصنع في عملية تغليف الأدوية ومختلف المنتجات الصيدلانية، و اعتماد واحترام معايير الجودة والنوعية للتوجه نحو التصدير الذي يعكس توجه الجزائر خاصة وأنها تتبنى إستراتيجية الانفتاح على السوق الإفريقية بحكم أنها البديل المتاح جغرافيا غير المستغل بالشكل المطلوب.
نفس التوجيهات المتعلقة بتحسين النوعية وجهها لدى توقفه بجناج مجمع النقل واللوجيستيك والجوية الجزائرية التي يعول عليها في أن تكون في تصدير المواد الفلاحية إلى افريقيا لاسيما تلك المنتجة بالهضاب العليا على غرار سطيف وبسكرة، وفي المقابل جناج مؤسسة «إريس» للمنتجات الإلكترونية أشار بضرورة توجيهها إلى قطاع التربية للاستفادة من هكذا تكنولوجيات حديثة في مجال التعليم.
وبجناح «أوني سولير»المعروفة بنوعية منتجاتها والمشهود لها حتى عند الجزائريين، شدد الوزير الأول على ضرورة الإسراع في الانخراط في توجه الحكومة المتعلق بالطاقة المتجددة، مشيرا إلى أن الطاقة الإنتاجية 52 ميغاواط ضعيفة، ولا يمكن تغطية الطلب المحلي.
 الاستثمار في البقر الحلوب تحد لابد من كسبه
 و بمجمع «لعشب»حث الوزير الأول على الاستثمار في شعبة الحليب لاسيما البقر الحلوب، احترام مواعيد الاستثمار للتقليل من استيراد الغبرة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتغيير نظرتنا الفلاحية والخروج من النمطية التقليدية، و الاستفادة من الشراكات المبرمة لاسيما الأمريكية منها لان الجزائر قادرة على بلوغ هذا التحدي.
 إنشاء مؤسسات لتخزين المنتجات والمواد الفلاحية وحفظها
نفس الأمر بالنسبة لشعبة البطاطا أكد على ضرورة تحقيق الوفرة في الإنتاج والنوعية المطلوبة للتوجه نحو التصدير، و التفكير في إنشاء مؤسسات لتخزين المنتجات والمواد الفلاحية وحفظها.
ولدى توقفه عند المشاركة الأجنبية وتحديدا الجناح المخصص لضيف الطبعة «روسيا»،حظي باستقبال نوعي يعبر عن العلاقات الإستراتيجية الممتازة بين البلدية، و هي التي تشارك في هذه التظاهرة بـ 30 مؤسسة على مساحة عرض تقدر بـ 700 م2 ، تستعرض فيها مختلف القطاعات التي تنشط بها في مقدمتها القطاع الصناعي والتكنولوجي، إلى جانب مشاركة نوعية لبعض الهيئات على غرار وزارة التجارة والصناعة، مركز الصادرات ومجلس الأعمال العربي الروسي.
حظيت روسيا صفة ضيف شرف معرض الجزائر الدولي في طبعته الخمسين في سبيل ربط جسور التعاون بين البلدين  بالنظر للعلاقات الإستراتيجية الممتازة، خاصة وأن الطرفين احتفلا مؤخرا بالذكرى 55 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز التشاور السياسي في شتى المستويات وإعطاء دفع للتعاون الاقتصادي والثقافي والمؤسساتي الحجم والمستوى الملائم.
ولدى توقفه عند المؤسسة الروسية «سشيولكوفو آغروشيمي»، شدد الوزير الأول على ضرورة التأكد من سلامة المنتجات الكيماوية وعدم تأثيرها على صحة الإنسان،و هو ما أكده مسؤول الشركة، الذي أكد أن المنتجات تضمن منتوجا وافرا ومجربة.
الاستثمار في صناعة السيارات بدل التركيب
بجناح اليابان حث سلال على انعاش القطاعات الصناعية، أما بجناج بولونيا فشدد على ضرورة الرفع من نسبة الاندماج إلى 40 في صناعة السيارات وعدم الاكتفاء بالتركيب فقط تطبيقا لدفتر الشروط، حتى تكون الدورة السادسة من الإنتاج موجهة للتصدير وهو الهدف المنشود.
كما توقف عند جناح المملكة الأردنية الهاشمية التي تأتي في صدارة الدول العربية المشاركة بفضاء عرض قدر بـ 234 م2 وبمشاركة 26 مؤسسة، حث سلال على ضرورة الخروج من الاستثمار فقط في الحلوى ومادة البلاستيك وتقدم نشاطات لقطاعات أخرى لأن الجزائر سوق مفتوحة ومليئة بالفرص.
كما توقف عند العديد من الأجنحة كالجناح الليبي الذي أكد بخصوص مشاركتها أنها مؤشر على أن الدولة ما تزال قائمة، ونفس الأمر بالنسبة لسوريا، في حين تم تسجيل غياب للمشاركين الفلسطينيين الذين بقيت أجنحتهم فارغة.
و ينتظر أن تمثل هذه التظاهرة المنعقدة على مدار ستة أيام أن تكون فرصة هامة لتبادل الخبرات وعقد علاقات شراكة وميلاد أفكار عديدة لمشاريع شراكة صناعية وتجارية، خاصة وأن هذا المعرض سيلعب مرة أخرى دوره الاستراتيجي كواجهة للاقتصاد الوطني من خلال عرض إمكانيات الاقتصاد الجزائري للشركاء الأجانب من جهة والسماح للمتعاملين الجزائريين الاستفادة من الفرص المتاحة بحضور نظرائهم الأجانب.