شرع فلاحو معسكر في حملة الحصاد للموسم الفلاحي الجاري وسط تذمر شديد ومخاوف من تراجع نسبة إنتاج الحبوب بسبب قلة التساقط وموجة الجفاف التي ضربت المنطقة خلال الشهرين الماضيين والتي تعد الفترة الأنسب لمرحلة النمو والإسبال حيث تعتمد مردودية الإنتاج محليا على تساقط الأمطار، وفي الوقت الذي تعتمد فيه مساحات لا تقل عن 9 ألاف هكتار على تقنيات السقي الحديث لتوفير الكمية الكافية من مياه السقي التكميلي، عمدت أغلبية الفلاحين بالمنطقة الذين يعتمدون على المغياثية إلى تحويل إنتاجهم الفلاحي من الحبوب إلى أعلاف للأبقار والمواشي.
أمام هذا الوضع يلح الفلاحون بولاية معسكر على مطلب رفع التجميد عن رخص حفر الآبار وتذليل الصعوبات الإدارية الخاصة بإجراءات الحصول على رخص حفر الأبار، إلى جانب تعميم الاستفادة من مشاريع المحيطات المسقية وتوسيع شبكات السقي الفلاحي ضمن مشاريع المحيطات الكبرى إلى الأراضي الفلاحية التي لم تشملها الدراسات التقنية لهذه المشاريع على غرار تلك المتاخمة لسهل غريس الذي جرت تهيأته والتعجيل بتسليم مشروع تهيئة محيط هبرة باعتبار أن منطقة المحمدية هي الأكثر تضررا هذا الموسم من شح مياه الأمطار التي أثرت على منتوج الحبوب أمام تراجع بنحو 60 بالمائة من هذا المنتوج.
و ذُكرت المصالح الفلاحية بمعسكر أن المساحة المزروعة بمختلف أنواع الحبوب للموسم الحالي 2016-2017 تقدر بـ 144 ألف هكتار منها أزيد عن 30 ألف هكتار قمح و42 ألف هكتار قمح لين و64 ألف هكتار شعير، كما تصل المساحة المزروعة “ خرطان” إلى 7 ألاف هكتار، بينما تتباين أرقام المصالح الفلاحية بمعسكر الخاصة بتوقعات تحصيل الإنتاج من أنواع الحبوب وتستقر عند تراجع بنسبة 31 بالمئة من إجمالي الإنتاج مقارنة بالمساحة المزروعة التي يتوقع أن تشملها حملة الحصاد والمقدرة بـ 107 هكتار فقط منها أي ما يعادل 75 بالمائة من المساحة المزروعة بالحبوب.
وأشار نفس التقرير أنه يتوقع أن تقدر كمية الإنتاج المحلي من الحبوب أكثر بقليل عن مليون قنطار وهي كمية إنتاج بعيدة عن التطلعات خاصة في مجال الإنتاج الفلاحي للزراعات الإستراتيجية كما تظل هذه النسبة كمية “ متوقعة “ ومرشحة للزيادة أو النقصان حسب ظروف حملة الحصاد التي انطلقت مبكرا في بعض المناطق النائية تحسبا للظروف المناخية الحارة وتجنبا لتزامنها مع شهر الصيام.
و في سياق ذلك تستعد الجهات الوصية على قطاع الفلاحة بمعسكر لموسم الحصاد باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوفير كل الظروف اللوجيستية والتنظيمية لضمان السير الحسن لحملة الحصاد وجمع المحصول من الفلاحين، مخصصة بذلك نحو 261 آلة حصاد و9913 آلة للحش إضافة إلى العتاد اللازم لنقل المحصول إلى نقاط التجميع والتخزين.