أكثر من 95 بالمائة من الطلبة في الجزائر يختارون اختصاصا آخر
تباحث أكثر من 700 مشارك في 32 ورشة عمل في الملتقى الوطني الخامس للطب العام وطب الأسرة الذي اختتمت فعالياته، أمس، بوهران، حول المهارات العالمية 12 للطب العام في إطار مسعى التخصص في الطب العام وطب الأسرة.
كشف الدكتور حجيج رضوان، رئيس الجمعية الجزائرية للطب العام في تصريح لـ«الشعب» عن 12 مهارة عالمية للطب العام، معتبرا أنّ الإشكال المطروح حاليا يكمن في «كيفية حصول الأطباء الحاملين لشهادة دكتوراه طب على «اختصاص في طب الأسرة أو الطب العام».
أكّد حجيج على «ضرورة التعاون من أجل تبني مقترح التكوين المهني المتواصل بالتنسيق مع مختلف كليات الطب كغاية ووسيلة لتحقيق مستوى واحد من طبيب عام اختصاصي» في وقت فاق فيه معدل الممارسين في الجزائر 36 ألف طبيب.
كما أشار إلى أنّ أكثر من 95 بالمائة من الطلبة في الجزائر يختارون اختصاصا آخر، كونهم يجهلون مهمة الطب العام ومهمته، في وقت تحول فيه هذا المجال بعديد الدول إلى اختصاص تحكمه 12 كفاءة وضعتها المنظمة الدولية لطب الأسرة والطب العام، يضيف نفس المتحدّث أن اكتساب هذه المعايير واعتمادها يساهم في تطوير نجاعة الطبيب وتقليل التكلفة الطبية ناهيك عن الكشف عن الأوبئة والأمراض، لاسيما وأنّ 80 بالمائة من المعالجة تمر عبر الطبيب العام فيما تستقبل المستشفيات والأطباء المختصون من 10 إلى 15 بالمائة.
وحسب محدثنا دائما فإنّ «الطب العام هو إحد التخصصات الطبية التي تعتمد في مسارها التعليمي بالجزائر على الجانب الإستشفائي التقني بمجموع 9 مهارات، فيما غيّبت منهجية التكوين الجانب التواصلي والاتصالي مع المريض وغيرها من المهارات الأخرى والتي تتعلق أساسا بتشجيع الطبيب العام على البحث العلمي واكتساب المهارات الجديدة على غرار الكفاءات التي تدخل في إطار منظومة التعاقد المستحدثة مؤخرا مع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء.
بدوره شدّد بوكعومة علاوة طبيب عام ينشط في مجال طب الأسرة منذ 35 سنة على أهمية التفكير الجدي في تعزيز ثقافة الطب الأسري وتطوير مستوى الطب العام.
كما تطرّق الدكتور بوكعومة في تصريح لـ»الشعب» على هامش الملتقى الوطني للطب العام وطب الأسرة في طبعته الخامسة وطنيا والثالثة مغاربيا إلى أهمية مثل هذه التظاهرات المختصة في مسايرة التطورات الحاصلة في ممارسة الطب العام، معتبرا إياه أساس القاعدة الطبية في جميع دول العالم.
كما لفت إلى مساعيهم الجادة من خلال مشاركتهم في مختلف اللقاءات ذات الصلة لتحقيق جملة التوصيات المتفق عليها، لاسيما في شقها المتعلق بتحسين مستوى الأطباء العامين في الجزائر من خلال مواكبة التطورات التكنولوجية وتجديد معارفهم ومعلوماتهم وتطوير تقنيات عملهم لتقديم أحسن الخدمات للمرضى وبالتالي تعزيز الثقة بين الطبيب والمريض في إطار ما يعرف بـ «طبيب العائلة» الذي يشمل اختصاصه جميع الفئات العمرية.