طباعة هذه الصفحة

جمهـور قـوي بقاعــة الزينيـت” بقسنطينـة

إبــن باديـــس نجــاح باهر والحضـور يستحسـن المبـــادرة

قسنطينة : مفيدة طريفي

أشرف وزير الثقافة “عز الدين ميهوبي” مساء أمس، على  افتتاح فعاليات العرض الأول لفيلم “ابن باديس” بالقاعة الكبرى “أحمد باي” بقسنطينة، بحضور كلا من المخرج السوري “باسل الخطيب” والسيناريست الجزائري المبدع “رابح ظريف” والموسيقي “سليم دادا” وكوكبة من الفنانين الذين شاركوا في إنتاج هذا الفيلم السينمائي للعلامة ابن باديس على غرار “يوسف سحيري”، “سارة لعلامة”، “محمد زاوي”، “سهيلة معلم”، وغيرهم من المبدعين ، هذا العمل السينمائي الذي نال اهتمام العام والخاص سيما منهم سكان الصخر العتيق الذين كانوا متعطشين لمشاهدة هذا المولود السينمائي الأول من نوعه من حيث التقنية والتمثيل وحتى العرض.
هذا وقد أكد “عز الدين ميهوبي” خلال الندوة الصحفية التي عقدت قبيل العرض السينمائي أن الفيلم هو عمل روائي محض وبعيد كل البعد عن الوثائقية، يرتكز على أهم المحطات القوية التي تحمل دلالات عن مسيرة العلامة ابن باديس بدءا من دوره في تطوير الحركة الإصلاحية وفي بروز الخطاب الوطني والمطالبة بالحرية والاستقلال، مضيفا على أنه ليس من الضروري التوقف عند كل التفاصيل الشخصية في فيلم سينمائي روائي مدته الطبيعية 45 ساعة.
مؤكدا في ذات السياق  أن الفيلم يعتبر فاتحة كبير للسينما الجزائرية التي لم تسبق لها أن تناولتها، مؤكدا على أن المخرج قام بعمل كبير فيما يخص  كيفية الدخول في رواية فيلم لشخصية تاريخية صعبة باعتباره كان مفتاح الثورة التحريرية الجزائرية وليس رجل دين وفقط بل كان شخصية فاعلة في مسار الحركة الوطنية،  مؤكدا في رده على أسئلة الصحفيين فيما يخص نجاح الفيلم
على أن التجاوب من طرف الجمهور بالصمت والمتابعة حتى نهاية الفيلم لدليل قاطع على النجاح الكبير للفيلم الذي يعتبر هدية قسنطينة مدينة العلم والعلماء، حيث أنه نجح في نقل النقاش حول شخصية العلامة إلى عموم الرأي العام، مشيدا في ذات الشأن بجمالية العمل السينمائي وكذا قدرة الممثلين الجزائريين في معايشة الأحداث والشخصيات.
من جهته أكد كاتب السيناريو “رابح ظريف” أن الفيلم مختلف تماما عما ألفه الجزائريون في مشاهدة الأفلام التاريخية وكما أكدت في محطات  سابقة، فإنه لا يمكن أن تظهر قوة رموزنا التاريخية إلا من خلال لحظات التمزق الوجداني والصراع
والتحديات، هذا ما يظهر من خلال الفيلم، ننطلق من رؤية سينمائية جديدة في معالجة شخوص ورموز وطنية موجهة أساسا لجيل اليوم من المشاهدين والمهتمين ممن هم بحاجة إلى الاقتراب من هذه الرموز، اعتمدنا لغة بسيطة يمكن أن يفهمها شباب اليوم، ينقل من خلالها العلامة ابن باديس من عالم المثاليات المستحيل إلى عالم الواقع الممكن.
هذا وقد أكد المخرج السوري “باسل الخطيب”  أن رصيده في إنجاز مثل هذه الأعمال التاريخية سابقا على غرار فيلم جمال عبد الناصر ونزار القباني، أعطاه قوة وحماية للعمل بهذه الشخصية العظيمة والقوية والحساسة لدى الشعب الجزائري وهي حسبه مسؤولية كبيرة، مؤكدا انه بعد عرض الفيلم على الجمهور الحاضر بالقاعة الكبرى تيقن بنجاح الفيلم الذي فرض جوا معينا عند الجمهور وهو في حد ذاته إنجاز ونجاح كبير.
 العمل السينمائي التاريخي المخلد لكبريات العلماء بالجزائر وبالعالم العربي عرف حضور قوي بقاعة كبرى تتسع ل 3000 متفرج جاءوا من عدد من ولايات شرقية مجاورة على غرار ولاية ميلة، فمع نهاية العرض عبر الجمهور عن سعادته بتصفيقات حارة للممثلين الجزائريين وللمخرج والكاتب السيناريو معبرين عن سعادتهم بفيلم الشيخ العلامة ابن باديس ابن مدينة قسنطينة، حيث أكد المخرج “عمار عيساوي”  فرحه وفخره بهذا الإنتاج الضخم بتقنياته وإمكانياته الكبيرة مؤكدا على أن تصور المخرج ونظرته الإيحائية للنص كان متميز فضلا عن جودة السيناريو هذا في ظل توفر الإمكانيات الفنية والتقنية ، معبرا عن فخره بالسينما الجزائرية وفي سنة 2017 أصبح لديها فيلم بهذه النوعية، مطالبا في ذات السياق الوزارة الوصية على تقديم نفس الإمكانيات للمخرجين الجزائريين الأمر الذي سيمكنهم من تقديم سينما جزائرية ممتازة.