طباعة هذه الصفحة

وزير الشؤون الدينية الأسبق أحمد مراني ضيف «الشعب»:

المرجعية الدينية الحقيقية هي القرآن والسنة

سهام بوعموشة

ما يقوم به داعش الإرهابي فكر مغلوط ومحرف

أكد أحمد مراني وزير الشؤون الدينية الأسبق، أن المرجعية الدينية الحقيقية هي القرآن والسنة، وأن التمسك بمذهب واحد منهي عنه في الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن السنة عند نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو الفعل وليس القول، وهذا الأخير ماعناه الحديث. وبحسب مراني، الذي نزل أمس ضيفا على جريدة «الشعب»، فإن المرجعية الفقهية كانت وباء على العالم، بحكم أنها تفرق بين المسلمين.
أوضح وزير الشؤون الدينية الأسبق، في مستهل مداخلته بعض المصطلحات الدينية التي يتداولها البعض دون إدراك لمعناها الحقيقي، والتي هي بعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف منها ثلاث كلمات وهي الإسلام، الإيمان، والكفر.
قائلا أننا قمنا بالإساءة في فهم هذه الكلمات، واحتكرها أتباع محمد صلى الله عليه وسلم في كلمة «الإسلام» كي يكونوا هم فقط المسلمين لله عدا النصارى واليهود وهذا خطأ، كون الإسلام هو دين الله وكل الأنبياء والرسل والبشرية جمعاء والباقي أديان شيطانية، مستدلا في ذلك بآيات من القرآن الكريم.
وأضاف مراني، فيما يخص كلمة «كافر» التي أطلقت على كل شخص ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم خطأ، والأصح هو أنها تطلق على كل من تأتيه البينة والدليل القرآني لكنه يرفض أن يؤمن برسالة نبينا الكريم، مشيرا إلى أن القرآن يخاطب المؤمنين وأهل الكتاب ويا أيها الناس أي الذين لم تصلهم البينة ليؤمنوا.
وبالمقابل، قال ضيف يومية «الشعب» أن المرجعية الفقهية كانت وباء على العالم الإسلامي لأنها تفرق بين المسلمين، وحسبه فإن فكرة الانتماء إلى المذهب المالكي أو غيره من المذاهب ظهرت خلال القرن 3 هجري من طرف بعض الجهلة الذين حاربوا ابن حزم حين انتقد المذهب المالكي، مؤكدا أن المرجعية الحقيقية هي القرآن والسنة وأن هذين العنصرين هما أصل الفقه، في حين الاجتهاد والقياس قام بهما البشر، كما أن التمسك بمذهب واحد منهى عليه في الدين الإسلامي.
قضية الفكر الإرهابي تحتاج جهد كل علماء الإسلام
وفي رده عن سؤالنا حول دور الأئمة في تحصين الشباب العربي من السموم البعيدة عن تعاليم ديننا الحنيف والتي تبثها بعض الأطراف المعادية لدين الإسلام والمسماة بداعش، أشار مراني إلى ضعف تكوين الأئمة بالجزائر، وحسبه فإن قضية الفكر الإرهابي تحتاج مجهودات كل علماء العالم الإسلامي الكبار، وتكون لهم الشجاعة الكافية لمراجعة التراث الإسلامي وانتقاده، قائلا:» يوجد في التراث الإسلامي ما يعتمد عليه الدواعش الارهابيون هو فكر مغلوط ومحرف».
وأوضح في هذا الإطار، أن الله حدد في القرآن كل المسائل منها المتعلقة بالقتل، بحيث تقول القاعدة أن من قاتلك قاتله وإذا سقط السلاح من عدوك يصبح أسيرا وهنا الاختيار في إطلاق سراحه أو يدفع جزية، موضحا أنه قبل الإسلام كانت النفس البشرية أرخس من أي شئ عند كل الشعوب، وبعد مجئ الإسلام جعل النفس البشرية مقدسة ولا يمكن قتلها إلا قصاصا بما فيها الحيوانات، إلا ما أحل الله، وأشار مراني إلى أن كل حديث مكذوب، حين ننظر إليه بدقة نجد فيه أخطاء.
وأبرز وزير الشؤون الدينية الأسبق، في هذا الشأن القيم السمحة التي يحتويها الدين الإسلامي من حقوق المواطن وواجبات الحاكم لكننا لا نجدها في الكتب الإسلامية، بسبب هيمنة السلطة وحسبه فإنه بعد سقوط الخلافة العثمانية لم تعد هناك سلطة لقمع الشعوب، مضيفا أن الكتب التي كتبها العلماء يجب أن تغربل كل ما يتعارض مع القرآن.
وموازاة مع ذلك أشار مراني إلى أنه، في سنة 1982 قام بسلسلة من الدروس اسمها «نقد أخطاء الحركة الإسلامية» والتي حسبه لم ترق للبعض، قائلا:»الإستمرار في الخطأ هو الضياع أما النقد البناء والمراجعة هي الحياة».