طباعة هذه الصفحة

بعد افتكاكها المرتبة الثالثة في التشريعيات الأخيرة

«حمس» تستعد لعقد مؤتمر استثنائي لترسيم المرحلة التوافقية مع «التغيير»

فريال بوشوية

تتجه حركة مجتمع السلم، التي سجلت عودة قوية نسبيا، قياسا إلى النتائج المحققة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بافتكاكها المرتبة الثالثة، نحو عقد مؤتمر استثنائي في غضون الأشهر المقبلة، يرسم المرحلة التوافقية التي يكرسها التحالف بينها وبين جبهة التغيير، وذلك استعدادا للمؤتمر السادس في طبعته العادية، المرتقب في العام 2018 .
بافتكاك المرتبة الثالثة بالمجلس الشعبي الوطني، والأولى في المعارضة في اقتراع الرابع ماي، تكون «حمس» بقيادة عبد الرزاق مقري، قد نجحت في رفع تحد ليس بالهين، يكسبه ثقلا بعد أن فاز مجددا في جولة تنافس مع الرئيس السابق للحركة أبو جرة سلطاني، الذي لم يهضم رفض مشاركة التشكيلة في الحكومة رغم النتائج المحققة.
وكان رئيس الحركة مقري الذي أعد العدة لخوض المعترك الانتخابي، ممثلا في التشريعيات بإعداد برنامج شامل يحسب للحركة، ويصنفها في خانة الأحزاب القليلة التي تعرض برامج على الناخبين، قد أكد في تصريح خص به «الشعب» قبل الاستحقاقات الأخيرة، عقد مؤتمر استثنائي لتسوية وضعية الحركة، بعد اندماج حركة التغيير بقيادة رئيسها عبد المجيد مناصرة، وذلك تحسبا للمؤتمر السادس المقرر في غضون العام المقبل.
«حمس» بقيادة مقري، و»التغيير» بقيادة مناصرة، لم تنجحا فقط في امتحان التشريعيات، الذي يعتبر مصيريا بعد تراجع كبير في طبعة 2012، التي خاضتها «حمس» تحت لواء تكتل الجزائر الخضراء، بل النجاح أيضا كان في التنافس والخلاف الخفي ـ الظاهر، بينهما وبين أبو جرة سلطاني، الذي كان سببا مباشرا، في انسحاب عدة وجوه بارزة ناضلت إلى جانب الشيخ الراحل محفوظ نحناح، بينهم عبد المجيد مناصرة وعمر غول، أسسا حزبين وهما على التوالي جبهة التغيير وتجمع أمل الجزائر ـ تاج.
وتكتسي المرحلة المقبلة بالغ الأهمية، ذلك أن استقرار الحركة ـ التي نجحت لحد الآن في ضبط توازنها، وتفادي تبعات الهزات الناجمة عن الخلافات الداخلية مرتبط بها، ونجاحها في ضبط الجانب التنظيمي لدى تحقيق اندماج التشكيلتين، أمر جوهري تحسبا للمرحلة المقبلة، لاسيما وأنه وبعد عقد المؤتمر الاستثنائي الذي يرسم الحالة التوافقية، التي تستمر سنة على الأكثر ـ وفق ما أكد مقري لـ«الشعب» ـ سيتم عقد المؤتمر السادس، الذي قد يشهد ترشح سلطاني مجددا للمنصب.
ويبقى الأمر الأكيد أن «حمس» التي تربعت بفضل النتائج المحققة، على عرش الأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامي، تعتزم العودة بقوة، وقد كان رئيسها من بين السباقين إلى تهنئة الوزير الأول عبد المجيد تبون، شأنه شأن حزب آخر في المعارضة، ويتعلق الأمر بحزب العمال الذي هنأت أمينته العامة الوزير الأول، ما يؤشر على بدء مرحلة جديدة.