طباعة هذه الصفحة

ردّا على اعتقال 20 من ناشطي «الحراك الشعبي»

الاحتقان يحتدم بالحسيمة و الاحتجاجات تتحول إلى صدامات عنيفة

اندلعت صدامات عنيفة بعد صلاة التراويح ليلة السبت الى الأحد بين الشرطة المغربية ومتظاهرين في مدينة الحسيمة، حيث تم اعتقال عشرين شخصا بتهم- يعتبرها كثيرون ملفقة- بينها  ارتكاب جنايات وجنح تمس أمن الدولة والتمويل من الخارج.
فرقت قوات الأمن مظاهرات ليلية في أحياء عدة بمدينة الحسيمة، كما ذكرت مصادر حقوقية أن المئات من المتظاهرين تجمعوا في عدد من الساحات في المدينة استجابة لدعوات للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على اعتقال عدد من النشطاء.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن طلبت من المتظاهرين العودة إلى بيوتهم عبر مكبرات الصوت بحجة أن المظاهرات غير مرخصة، لكن رفض المتظاهرين دفع بقوات الأمن إلى تفريق المظاهرات ومطاردة المحتجين في الأزقة الجانبية.
وجاءت المظاهرات هذه المرة على خلفية قرار توقيف زعيم حراك الريف ناصر الزفزافي، الذي لا يزال متواريا عن الأنظار، والقبض على عشرين شخصا من ناشطي «الحراك الشعبي» بالحسيمة وعدد من مدن الريف شمالي شرقي البلاد بتهمة «المس بالسلامة الداخلية للدولة ووحدتها» و»التمويل من الخارج».
و كان الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة شمال المغرب أعلن السبت  اعتقال عشرين ناشطا بتهم تتعلق بـ»استلام أموال من الخارج من أجل المس بوحدة المملكة».
وقال الوكيل العام إن «الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أوقفت عشرين شخصا للاشتباه في ارتكابهم جنايات وجنحا تمس بالسلامة الداخلية للدولة، إضافة إلى أفعال أخرى تشكل جرائم بمقتضى القانون».
وذكرت النيابة العامة في بيان أن «المعطيات الأولية أفضت إلى توفر شبهة استلام المشتبه فيهم تحويلات مالية ودعما لوجستيا من الخارج، بغرض القيام بأنشطة من شأنها المساس بوحدة المملكة، وزعزعة ولاء المواطنين للدولة المغربية ولمؤسسات الشعب المغربي، فضلا عن إهانة ومعاداة رموز المملكة في تجمعات عامة».
ووفقا لما أوردته السلطات المغربية فإن الأموال التي يتهم المعتقلون بتلقيها وصلتهم قبل سبعة أشهر، أي منذ انطلاق الحراك الذي تشهده الحسيمة والذي يرفع المشاركون فيه مطالب بتنمية منطقتهم التي يرون أنها مهمشة.
ونقل مصدر محلي قوله إن من بين المعتقلين الناشط محمد جلول الذي أفرج عنه مؤخرا، واعتقل «في شكل عنيف قرب منزله وأمام عائلته».

مطالب المحتجين مشروعة

هذا ،وردد المتظاهرون وفق ما تم بثه من نقل مباشر لاحتجاجاتهم على حسابات النشطاء بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك  ، شعارات تطالب بالإفراج عن الموقوفين وبرفع ما وصفوه بالتهميش و»العسكرة» ضد محافظاتهم.
وبحسب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد شهدت مدن أخرى في الإقليم، ولا سيما إمزورن، محاولات تظاهر مماثلة ليل السبت الى الاحد  تصدت لها قوات الأمن بالقوة.
ويشهد إقليم الحسيمة في منطقة الريف مظاهرات منذ أن قُتل في نهاية أكتوبر الماضي بائع سمك سحقا داخل شاحنة نفايات حينما كان يحاول استرداد بضاعته التي احتجزتها الشرطة.
ومع الوقت اتخذت الحركة الاحتجاجية التي يقوم بها ناشطون محليون بعدا اجتماعيا وسياسيا مع المطالبة بتنمية منطقة الريف المهمشة، حسب قولهم.
ولا يزال ناصر الزفزافي الذي يقود الحركة الاحتجاجية هاربا بعدما صدرت مذكرة توقيف بحقه مساء الجمعة بعيد تهجمه على إمام مسجد أثناء إلقائه خطبة الجمعة.