طباعة هذه الصفحة

مفرغات عشوائية في كل مكان

النّفايـات تشـوّه صورة العمران ببجايـة

بجاية: بن النوي توهامي

السّلوك الحضري الغائب الأكبر والمواطن في قفص الاتّهام

إذا كان بديهيا للكثير منّا أنّ صيانة وتنظيف الأحياء من مسؤولية الجماعات المحلية التي تتكفل بتنسيق أنشطة كل المواطنين، فكثيرا ما ننسى أنّ الأفراد الذين لا يترددون في استعمال الشوارع للرمي العشوائي، ما أدّى إلى خلق مشكلة تراكم النفايات.
في هذا الصدد تقول سميرة لـ “الشعب”: “بالرغم من الإجراءات المتخذة من قبل مصالح النظافة، للحد من هذه الظاهرة وتشجيع المواطنين على تبني مسؤولية سلوكية تجاه البيئة، إلا أن بعض العادات السيئة ترفض الهجرة، حيث من المحيّر أن يكون رمي النفايات أرضا، بالنسبة للعديد من المواطنين مجرّد تصرف عديم الضرر، فهنا مناديل وحفاظات أطفال، وقشور موز، وهناك علب مشروبات وقارورات مياه، وأكياس بلاستيكية وأعقاب سجائر.
وهي نفايات تلقى يوميا في أحيائنا وأرصفتنا وتشوّه شواطئنا وحتى حدائقنا العمومية، وإن كان بعض المواطنين قد استأصلوا مشكلة التلوث من أذهانهم بشكل نهائي كما لو كانت لا تعنيهم، فالبعض الآخر أصبح يرمي النفايات في الطبيعة كأنه فعل ميكانيكيا، أو حتى ردة فعل طبيعية، وما من شك أن السبب الأول الكامن وراء هذا النوع من التصرفات، يتمثل في الحاجة إلى التخلص من كل ما يكون معيقا بأي شكل من الأشكال”.
وفي نفس السياق، يعقب جمال: “ليس لقارورة المياه فائدة إلا وهي ممتلئة، ولمجرد ما أن تفرغ من محتواها حتى تتحول إلى شيئا مزعج ينبغي التخلص منه في أسرع ما يكون، ولعل عدم توفر أماكن القمامة في كل زاوية يجعل من رمي القمامة على الأرض الحل الأسرع والأنسب.
وهو تصرّف مؤسف ومخز، خاصة أنه كثيرا ما يُرفق بظاهرة التهرب من المسؤولية، فغالبا ما نسمع: وماذا بالنسبة للآخرين؟ إن كانوا يقومون بهذا، فذلك يعني أن الأمر ليس بهذه الخطورة والأهمية، وفي كل الأحوال، لا يتقاضى عمال النظافة راتبا إلا من أجل التكفل بأشغال التنظيف، وهذا تفكير متخلّف وسلبي، يساهم لدرجة كبيرة في تفاقم ظاهرة التلوث، حيث كلّما كان مكان ما موسّخا، كلّما قل اعتناء الأشخاص به وحفزهم ذلك على رمي نفاياتهم به من دون أي اعتبار ولا ضمير.
ومن المحزن القول أنّ التلوث قد أصبح مشكلة حاضرة في كل مكان حولنا، مشكلة واضحة وظاهرة لدرجة أنه لا يمكن تجاهلها، نرمي نفاياتنا في الطبيعة وكلّنا يقين أن ذلك يسبّب أضرارا يتعذّر إصلاحها، فيتسبّب في ظروف غير صحية وروائح كريهة وأمراض وغيرها من الأمور، التي تقضي على المحيط الذي نعيش فيه وترتد سلبا على صحتنا.
ولكن لا يزال باستطاعتنا التصرف لتغيير ذلك، وما من شك أن أفضل حلّ لبلوغ هذا التغيير، يبقى التوجه نحو استعمال وسائل جمع النفايات التي كثيرا ما تكون على مقربة منا على نطاق واسع، حيث صُمّمت أساسا لتحوي النفايات، وإن كنا غير قادرين على رمي نفاياتنا في هذه الأماكن، فيجدر بنا الاحتفاظ بها في حقائبنا أو جيوبنا والتخلص منها عند بلوغ ديارنا”.