طباعة هذه الصفحة

الهلال الأحمر أكبر من العمليات التضامنية الظرفية

الاستجابة إلى 30 ألف عائلة معوّزة خلال شهر رمضان

آسيا مني

أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أمس، انه تم الاستجابة الى 30 ألف عائلة معوزة، خلال شهر رمضان، في إطار عمل تضامني، كاشفة عن إحصاء 250 ألف عائلة جزائرية محتاجة عبر القطر الوطني بعد اجتماع جمع الهلال الأحمر وأعيان ومشايخ والجمعيات المحلية لتحديد أحقية المحتاجين والعملية مستمرة.
 دعت بن حبيلس إلى ضرورة استرجاع ثقافة التضامن لدى المواطن الجزائري، انطلاقا من أن المجتمع المدني مكمل لمجهودات الدولة، فالدولة تقول بن حبيلس، على عاتقها سياسة التضامن بضمانها لمجانية التعليم والصحة واستحداثها مختلف الآليات الكفيلة بمكافحة البطالة والفوارق الاجتماعية على غرار، أونساج، التي تدخل في إطار سياسة تضامن مؤسسات الدولة مع المواطن الجزائري.
 هذه السياسة، تضيف رئيسة الهلال الأحمر،»لا يمكن أن تحقق هدفها في ظل غياب ثقافة التضامن التي بدأت تختفي لدى المجتمع الجزائري، ومن هذا المنطلق، قالت بن حبيلس إنها تسعى من خلال مؤسستها الى إعادة تحريك هذا الجانب الإنساني لدى الجزائريين من خلال استرجاع أصالتنا وقيمنا بالتفكير في بعضنا البعض والتقرب من مختلف أفراد العائلة وتقديم المساعدة للمحتاجين منهم.
  أفادت بن حبيلس أن العمليات التضامنية تشهد ارتفاعا من سنة إلى أخرى وهذا بفضل الشفافية التي تم إضفاؤها على كل العمليات التضامنية غير أنها تأسفت لغياب بطاقية وطنية تحدد العائلات المعوزة.
  من هذا الباب، نظم الهلال الأحمر، اجتماعا خلال إعداده القوائم الخاصة بتقديم المساعدات في الشهر الفضيل، شارك فيه أئمة، شيوخ الزاوية الجمعيات المحلية، الأعيان، تم خلالها إعطاء قائمة خاصة بالعائلات المعوزة وهو عمل تطلب جدية وقناعة على حد تصريحاتها، أسفر عن إحصاء 250 ألف عائلة عبر القطر الوطني والعملية ما تزال مستمرة.
اعتبرت بن حبيلس لدى استضافتها بمنتدى «الشعب»، أن الهلال الأحمر أكبر من قفة رمضان ومطاعم الرحمة، فهذه المؤسسة التي أنشئت في 1956 لرفع صوت معاناة الشعب الجزائري في المحافل الدولية الإنسانية وهي تعد الجمعية الوحيدة التي رسمت بمرسوم رئاسي سنة 1963.
أعطت الدولة هذه الأهمية لهذا الفضاء من اجل جعله «الذراع الأمني عن طريق الفضاء الإنساني» بحكم تواجده في أعماق الجزائر وأعالي قمم الجبال وأعماق الصحراء وهو محتك بالواقع، يلفت انتباه السلطات لأي تطورات خطيرة قد تمس بأمن واستقرار الوطن، وهو صدى لكل من يحاول المس بالسياسة الإنسانية للجزائر على غرار القضية الأخيرة للمغرب والنيجر.
عرجت بن حبيلس للحديث عن دور وعمل الهلال الأحمر في العواصف الثلجية، حيث كان متواجدا في أعلى قمم جرجرة والمدية، حيث تم تنصيب الخيم، المولدات الكهربائية ومنح المواد الغذائية، بعيدا عن مساعدات خزينة الدولة وهذا بفضل الشفافية التي شجعت المانحين في تقديم المساعدات.
 استشهدت ضيفة «الشعب» بأحد المتطوعين الذي قدم خلال هذا رمضان 3500 طرد غذائي، قيمة الطرد 7 آلاف دينار جزائري، تم إرسالها من طرف الشخص نفسه الذي تكفل بعملية نقلها الى عدد من ولايات الوطن، مباشرة إلى العائلات المحتاجة، وهو ما يؤكد الشفافية في العمل الإنساني.
كشفت بن حبيلس عن شراكة مع 13 جمعية من الجالية الجزائرية المتواجدة في فرنسا تمثل 6 مناطق، حيث تم استقطاب طاقات هؤلاء وبناء علاقات متينة مع جاليتنا بالخارج في العمل الإنساني حيث سهلت دخول المساعدات إلى الجزائر، وإشراكها في عملية توزيعها وقد تم من خلالهم خلق شبكة إنسانية هدفها تقريب الجالية الجزائرية من وطنها الأم.
  أوضحت بن حبيلس فيما يخص مطاعم الرحمة انه وفي إطار ترشيد المساعدات، أن هذه الفضاءات الإنسانية مفتوحة للمحتاجين والمهاجرين وليس لعابري السبيل من الأشخاص غير المحتاجين.
 أكد بن حبيلس أن ما يؤلمها، الأشخاص الذين لهم مأوى، لافتة إلى اجتماع جمعها بوزير الشؤون الدينية، وقدمت خلاله مقترح لإنشاء لجنتين الأولى تحصيهم والثانية تتكفل بهم حالة بحالة، منهم كبار السن، والمصابون بأمراض عقلية، وفئة الشباب.
 جددت بن حبيلس رفضها للحلول السهلة الترقيعية، التي لا تمت بصلة للعادات المتجذرة في المجتمع الجزائري القائمة على التضامن، مؤكدة أن الهلال الأحمر يركز على الجانب التضامني والأخلاقي، ومن هذا المنطلق بناء مراكز للأشخاص دون مأوى وللعجزة ليس حلا، مقترحة التكفل بهم على مستوى عائلاتهم وأقاربهم، وتوفير الشغل للشباب والرعاية الصحية للمرضى.