طباعة هذه الصفحة

دعت للتحلي بالرّوح المسؤولة بالأخلاق

العرض الأول لـ «هجروا لمكان» بقاعة داسين بعاصمة الأهقار

تمنراست: بن حود محمد الصالح

عاش مساء أمس عشّاق الفن الرابع بعاصمة الأهقار أمسية ممتعة ومميزة، بعد حضورهم للعرض الشرفي الأول لمسرحية «هجروا لمكان» بقاعة داسين لدار الثقافة، من تقديم الجمعية الثقافية للفنون الدرامية صرخة الركح بالتعاون مع دار الثقافة، المسرحية تدخل في إطار الأمسيات الفنية للدراما والفكاهة، أين حاول فريق العمل تجسيد حياة الفرد قبل يوم الحساب، وهذا بمحاسبة الفرد لنفسه قبل محاسبته في الحياة الأخرى، وما كان يقدم ويفعل في حياته، إلى أن تجرد من المحبة والوفاء والصدق.
العمل الفني المقدّم من إخراج وسينوغرافيا، عبد القادر عزوز، ونص دحدوح عبد الهادي، يحكي من خلال العرض المسرحي حياة الإنسان قبل موته، وضرورة محاسبته لنفسه، وكيف أنه كان حي ميت، إلى هجرت منه المحبة والخير والصدق والوفاء، في قالب فني مسرحي يحاكي واقع مدينة تمنراست، وضرورة مساهمة المجتمع في تطويرها والنهوض بها في شتى المجالات، وهذا من خلال تحلي كل فرد بالقيم التي تربى عليها، من خلال تمثيل العالم الواقعي والعالم الأخر، أين لعبت الممثلة وهيبة باعلي دور (خوخو) في العالم الآخر، هذه الشخصية التي هجروا منها الحواس النبيلة التي يتميز بها الشخص، كالصدق والمحبة والوفاء والحق والبراءة، المجسّدين من طرف فريق العمل كل واحد بحاسة، في وقت نفسه تبرز المسرحية الفئة الأخرى، التي تسعى إلى تغيير المكان من خلال دور الشخص الزاهد الصوفي الذي يسعى إلى تقديم الإضافة والتغيير من خلال اللجوء إلى شيء روحاني وزيارة الأضرحة والأولياء الصالحين، أين يمتزج العرض بموسيقى حية لألة القمبري في محاولة لإعطاء أجواء للمكان، في رسالة إلى الجمهور بضرورة التحلي بروح المسؤولية والمساهمة في تقديم الأفضل، إنطلاقا من القيم الإنسانية التي يتحلى بها كل فرد.
ولقى العرض الأول لـ «هجروا لمكان» الذي كان خاتمة الأمسيات الفنية للدراما والفكاهة، التي شهدت تكريما رمزيا للمشاركين خلالها، من طرف مدير دار الثقافة (هنية محمد البركة)، تفاعل كبير من الجمهور الذي صفّق طويلا على الممثلين الذين أبدعوا في أدائهم الراقي فوق خشبة المسرح.