طباعة هذه الصفحة

مسؤولو قطاع الشؤون الدينية بوهران لـ«الشعب»:

توظيف الخطاب المسجدي في محاربة التطرف والانحراف الفكري

وهران: براهمية مسعودة

653 مسجد شيد خلال 15 سنة

أشاد مسؤولو مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لوهران في لقاء جمعهم بـ «الشعب» على مستوى مقرها بحي سيدي الهواري العتيق، بالإقبال المتزايد على بناء بيوت الله وارتيادها، معتبرينها مؤشّرا قاطعا على الحالة الدينية في الجزائر عامّة، في سياق التحولات الخطيرة التي طرأت على أنماط التديّن عبر العالم، بسبب ثورة وسائل الإعلام والاتصال وغيرها من المستجدّات الأخرى.
عبّر مدير الشؤون الدينية والأوقاف مسعود عمروش عن امتنانه للتنافس الكبير بين أهل المدينة من المحسنين والمجتمع المدني على بناء المساجد والمدارس القرآنية، مشيرا إلى أنّ وهران عرفت بناء أكبر مسجد حاليا بالجزائر، المسمّى بالجامع القطب «عبد الحميد بن باديس»، الذي يعرف حسبه إقبالا كبيرا من داخل وخارج الوطن، باعتباره معلما دينيا، سياحيا وثقافيا.
قال عمروش لـ «الشعب» إنّ الدعاة وطلبة العلم والأئمة والخطباء يحرصون على استثمار هذه المنابر في محاربة الأفكار الضالة والغلو والتطرف ومعالجة قضايا الانحراف الفكري والعقدي وغيرها من السلوكيات التي بدأت تظهر أبرزها الوسائط الإلكترونية واستثمارها في الفراغ الذي يعيشه بعض الشباب.
عن الحركية الدينية التي تشهدها الولاية، قال عمروش إنّها «نابعة من أصالة الشعب الجزائري، باعتباره متديّنا بفطرته، يقدّس الدين وأهله، ولذلك تجد أنّ هذه العاطفة الجيّاشة تزيد في المناسبات الدينية»، مبرزا في الوقت ذاته أنّ «تجليات التدين تظهر جليّة من خلال عدّة مؤشرات ومن أبرزها الارتفاع المتزايد في عدد (المساجد والجوامع) ومدارس التعليم الديني».
وأضاف عمروش أن ظاهرة التدين الجديد ليست بالمخيفة بعاصمة الغرب الجزائري التي تعتبر من أفضل مناطق الجذب السياحي والقبلة الأولى للأجانب بمختلف معتقداتهم، مشدّدا أنّ «المساجد مراقبة ولا تمارس فيها مثل هذه التجاوزات الغريبة على المجتمع الجزائري عامّة».
ارتفاع عدد المساجد إلى 653 مسجد
رئيس مصلحة الأوقاف يوسفي محمّد أشاد بدوره بالتكامل بين المحسنين والسلطات ومختلف فعاليات المجتمع المدني في بناء بيوت الله التي ازدادت «بسرعة خلال 15 سنة الأخيرة بوهران.فقد ارتفع عددها من 300 مسجد سنة 2004 إلى أكثر من 653 مسجد حاليا، من بينها مسجد واحد رئيسي قطب و18 مسجدا وطنيا و500 محلي و54 مسجدا عبر الأحياء و4 مساجد تاريخيّة، إضافة إلى 37 مشروع مسجد، تتراوح نسبة الأشغال على مستواها ما بين 50 إلى 80 بالمائة.
تحوز وهران على 304 ملك وقفي منها 332 سكنات يقطنها الأئمة بغير إيجار يضيف محدثنا في إشارة منه إلى 7 قضايا محل نزاع على مستوى العدالة.
وتشير إحصائيات الثلاثي الأول 2017 إلى أنّ عدد التلاميذ قبل التمدرس من 4 إلى 5 سنوات بلغ 1134 طفل فيما وصل عدد التلاميذ من 6 إلى 15 إلى 2210 طفل، والأكبر من 15 سنة 434 مسجّل، إضافة إلى الطلبة المسافرين الذين فاق عددهم خلال نفس المدّة 270 طلب منهم 16 وافدا من الصحراء الغربية.
 بدوره رئيس مصلحة التكوين والتنشيط الثقافي بوخماشة المخفي، تطرّق إلى التظاهرات التي تحتضنها عاصمة الغرب الجزائري ، من خلال البرامج الدعوية والمحاضرات والخطب والمسابقات والدروس الوعظية وغيرها من الأنشطة الأخرى، وذلك من خلال رسالة المسجد الشاملة وأدواره المتعدّدة، لنشر القيم الإسلامية بعيدا عن التطرّف والتشدّد.
وأشار إلى الطبعة الثانية عشرة لسلسة الدروس المحمدية بالزاوية البلقائدية الهبرية التي اختتمت مؤخرا فعالياتها بعد أسبوعين من المحاضرات الفكرية والندوات الدينية التي تطرّقت إلى قضايا الأمة الإسلامية بعنوان «الشعور بنعم الله» تحت شعار الآية الكريمة «و ما بكم من نعمة فمن الله».
 جوائز قيّمة للفائزين في المسابقات الرمضانية
 كما لفت بوخماشة إلى الدور المحوري الذي يلعبه الجامع القطب «عبد الحميد بن باديس» منذ افتتاحه في أفريل 2015 بمناسبة يوم العلم وهو يؤدّي خدمات دينية، اجتماعية، تربوية، علمية وثقافية، بما فيها التعليم القرآني والدروس والكراسي العلمية وغيرها من نشاطات المديرية أو الفعاليات الأخرى، على غرار الندوات والأيام الدراسية والمسابقات بالشراكة مع مختلف المؤسسات والجمعيات، وهذا بمعدّل 3 إلى 4 تظاهرات شهريا.
وعلى ضوء ذلك تتواصل المسابقات الخاصة بأحسن قارئ وأحسن منشد، وهو نشاط ديني انطلق الجمعة الأولى من شهر الصيام بتنظيم من وزارة الشؤون الدينية تحت رعاية ولاية وهران، وهذا على مستوى هذا المركب الذي قصده عشرات العلماء والمفتين والمقرئين من مختلف الدول الإسلامية ولعلّ من أبرزهم الداعية الشيخ محمد راتب النابلسي وبعض الوفود الأوربية في إطار السياحة الدينية.
عرفت التجربة الأولى مشاركة أكثر من 50 شابا من فئة الذكور، يتبارون على الجوائز الثلاث الأولى في كل فرع، والتي سيتم الإعلان عنها سهرة النهائي الجمعة الأخيرة من الشهر الفضيل بحضور الأئمة والسلطات الولائية والمجتمع المدني ومجموع المصلّين، فيما سيحصل الفائز بالمركز الأوّل على مبلغ مالي قدره 300 ألف دج والثاني على 200 ألف دج و100 ألف دج للفائز الثالث، دون اشتراط الحفظ الذي خصّ بمسابقة أخرى.
كما سيتم اليوم الأربعاء 26 رمضان تكريم الثلاثة الأوائل من حفظة القرآن الكريم والتجويد بعمرة ومبلغ مالي قيّم، ناهيك عن جوائز خاصّة بأهل الحديث والبراعم والنساء الكبيرات في السن، مع تكريم عشرات المواطنين من الذين شاركوا في المسابقات التصفوية على مستوى الدوائر ثم الولاية، يضيف نفس المتحدّث، ليبرز الدور الحيوي للجزائر في مجال تشجيع حفظ القرآن وتلاوته وتجويده وإتقانه وتشجيع الفن الهادف الذي يخدم الوطن وينشر الكلمة الطيبة.