طباعة هذه الصفحة

دعوا إلى تطهير الجامعة من الطفيليين

أساتذة يحذرون من انتشار العنف والتساهل مع القتل

حكيم بوغرارة

 دعوات للتحرك من أجل العدالة والكرامة وضد اغتيال العقل

شهدت الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة تفشيا رهيبا لظاهرة العنف عكسته الاعتداءات المتكررة على الأساتذة داخل الحرم الجامعي وخارجه، فبعد ابن عكنون وباتنة والمسيلة ودالي إبراهيم جاء الدور على خميس مليانة حيث تم الانتقال من العنف إلى الاغتيال..اغتيال الأستاذ سرحان قروي، وقد ندد جامعيون بالانتشار المفرط للعنف في الوسط الجامعي بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة متسائلين عن سر جنوح الجزائريين إلى ارتكاب جريمة القتل بدم بارد.
قال الدكتور ابراهيم براهيمي في تصريح لـ«الشعب» إن ظاهرة العنف في الجامعة الجزائرية لها جذور طويلة المدى حيث تم التحذير منذ سنوات الثمانينات من دخول طفيليين إلى الجامعة حيث وصلوا إلى المناصب والجامعة عن طريق الغش وتزوير الشهادات وعليه فما نعيشه اليوم هو ثمرة سنوات طويلة من استهداف الجامعة.
أكد براهيمي أن ما حدث مع الأستاذ المغتال سرحان قروي أمر  خطير جدا يجب التوقف عنده ومحاسبة من ارتكبه لأن هذا يعكس بان المجتمع الجزائري بات مجتمعا يميل للعنف والقتل بطريقة أكثر من سهلة ويستدعي هذا دق ناقوس الخطر.
وعاد براهيمي الذي أسندت له مهام رئيس المدرسة العليا للصحافة عند إطلاقها، إلى ظاهرة العنف التي باتت عالمية حسبه داعيا إلى التمعن في ما يحدث في العالم من عمليات قتل ومدى انتشار هذه الثقافة لدى الجميع فالفرد أصبح لا يأمن على نفسه حتى داخل بيته.
وقال في سياق متصل أن محاربة   ظاهرة العنف  ضرورة  لعودة إلى النظام المدرسي والقيام بإجراءات تهدف إلى بناء مجتمع سوي متحضر من خلال تلقين سبل الحياة وتقبل الآخر وتفادي العنف.وبالمقابل ناد براهيمي بضرورة مواصلة إصلاحات العدالة وتجسيد الاستقلالية إلى تتحدث عنها مختلف التشريعات لأن العنف الذي يزداد انتشارا في المجتمع بات يهدد الجميع.
وتحدث براهيمي عن أهمية تطهير الجامعة من الغش والغشاشين حيث عمل هؤلاء على نشر الرداءة حتى يتستروا عن أعمالهم المسيئة لكل ما هو متعلق بالبحث العلمي.
وتأسف للمستوى الذي وصلت إليه الجامعة الجزائرية بهذه السلوكات، داعيا إلى ردع كل التصرفات التي لا تنم بأية صلة بالحرم الجامعي الذي يجب أن يكون قدوة ومنبرا حرا يعمل لفائدة المجتمع والصالح العام.
وشجب الدكتور محمد سرير من قسم الأدب العربي ما حدث مع الأستاذ المغتال سرحان قروي، معتبرا العملية بالجريمة الشنعاء وبالمأساة التي أصابت كل الأسرة الجامعية، داعيا إلى ضرورة فتح تحقيق شامل في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي لمعاجلة هذه الظاهرة التي ذهب ضحيتها العديد من الأساتذة خاصة في الفترة الأخيرة.
ويرى نفس الأستاذ أن رد الاعتبار للجامعة يجب أن يمر عبر الردع ووضع ميثاق لأخلاقيات الجامعة لأن التساهل وترك الأمور تجري بدون عقاب سيجعل قضية العنف تأخذ منحنيات خطيرة.
وتأسفت الدكتورة وردة حمدي لما حدث للأستاذ الجامعي سرحان قروي البارحة مؤكدة «... تقتل كرامة الأستاذ واليوم تزهق روحه فيا ترى ماذا عن غد « وهي عبارة تؤكد مدى القلق الذي يوجد عليه الأساتذة الجامعيون الذين أكدوا في العديد من المرات عن ضرورة تطهير الجامعة من العنف والتخلص من كل ما من شأنه أن يعرقل تطور هذا الصرح الذي يجب أن يكون قدوة للمجتمع.