طباعة هذه الصفحة

أجواء حميمية ميزت الاحتفال ببجاية

“تمشرط “ لترسيخ روح التعاون والتلاحم بين المواطنين

بجاية: بن النوي توهامي

 مازال سكان بجاية على غرار الولايات الأخرى من الوطن، يحافظون على العادات والتقاليد الخاصة بعيد الفطر المبارك رغم رياح العصرنة، حيث تميزت الاحتفالات بهذه المناسبة بمظاهر الفرح الجماعي التآخي والتآزر بين أفراد المجتمع.
قد توجّه جموع المصلين في اليوم الأول من عيد الفطر إلى المساجد لتأدية صلاة العيد، واستمعوا إلى الأئمة الذين أكدوا على ضرورة التحلي بروح التسامح وبثّ المحبة وترك الخصومات والشحناء، مبرزين المكانة الكبيرة التي تحتلها صلة الرحم في الإسلام، واغتنام الفرصة للتراحم والتكاثف مع كافة فئات المجتمع.
ومن جهتهم خرج الأطفال رفقة أوليائهم وهم يرتدون أحلى الحلل حاملين ألعابهم المختلفة، حيث كانت وجهتهم زيارة الأقارب لتوطيد العلاقات وتجسد صلة الرحم، كما اغتنموا الفرصة من خلال أخذ صور تذكارية للأطفال وهم يتباهون بكسوة العيد، و ذلك في أجواء حميمية ممزوجة بنفحات العيد.
نفس الأجواء عاشتها القرى التي يحتفظ سكانها خلال الأعياد الدينية، بإحياء بعض العادات والتقاليد المورثة عن الآباء والأجداد، والتي تعكس معاني الأخوة والتراحم بين المواطنين وتمتن العلاقة الأخوية بينهم، ومنها نحر الماشية وتقسيم لحمها على سكان القرية بالتساوي دون تمييز بين الفقراء والأغنياء منهم، حيث يتم إحصاء عدد العائلات من طرف أعضاء لجنة القرية لاقتناء عدد المواشي، ويتم نحرها وتقطيع لحمها وتوزيعه في شكل حصص مرقمة، ويأخذ كل ربّ عائلة حصته، وهذا في جو تسوده المحبة والتلاحم وتزيد من روابط الأخوة، وتمكن الفقراء منهم من الحصول على نصيبهم من اللحم كباقي السكان.
و في هذا الصدد يقول يحياوي من عرش ‘أيت بمون’، لـ’الشعب’، ‘ما زالت أغلب العائلات البجاوية كباقي ولايات الوطن، تحافظ على إحياء عاداتها الخاصة بالمناسبات الدينية، وذلك بهدف ترسيخها في أبناء الجيل الجديد وخاصة أمام زحف مختلف التيارات المعاصرة، التي تسعى إلى جرف كل ما هو تراثي عريق عاكس للهوية، كعادة “تمشرط “ إحياء لتقاليد سكان المنطقة، والتي ترسخ روح التعاون والتلاحم بين المواطنين، ويشكل الاحتفال بعید الفطر المبارك فرصة للسكان لإبراز فرحتھم بإتمام الركن الرابع من الإسلام، وتأكید تمسكھم الدائم بالعادات والتقالید الأصیلة التي تمیزهم في مثل ھذه المناسبات، ومنها توجھ المصلین منذ الصباح الباكر إلى المساجد لتأدیة صلاة العید مھللین ومكبرین، والاستماع إلى خطبتي العید التین التي يؤكد فیھا الأئمة على ضرورة التلاحم، وتطبیق تعالیم الدین الإسلامي السمحاء الداعیة للمحبة والتسامح والتكافل، بالإضافة إلى تبادل الزیارات بينیالأھهل والأقارب والأصدقاء.