طباعة هذه الصفحة

أكثر من 30 مليون سائح منتظر هذه الصائفة

الباهية تطلق موسم الاصطياف اليوم بشاطئ الأندلس

وهران: براهمية مسعودة

مدير السياحة: 154 مشروع فندقي وحظائر تسلية وألعاب في أفق 2020

تشرف السلطات المحلية لوهران، اليوم على الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف لـ2017 بشاطئ الأندلسيات التابع لبلدية العنصر بدائرة عين الترك، مسخّرة كافة إمكانياتها المادية والبشرية من أجل استقبال الزوار والمصطافين في أحسن الظروف وإعطاء الصورة الحقيقية لمؤهلات الباهية، التي يتوقع أن يتوافد عليها أكثر من 20 مليون زائر وعرض منتوجات سياحية متنوّعة.هذا ما وقفنا عليه أمس بعين المكان.
أكد المدير الولائي للسياحة والصناعات التقليدية قايم بن عمر بلعباس لـ»الشعب» أن التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف 2017، تمت على أحسن حال تطبيقا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية رقم 004 المؤرخة في 13 جوان 2017 والتي تحث على عدّة معايير، أبرزها مجانية الشواطئ التي تم تفعيلها خلال 2015/ 2016 وغيرها من الإجراءات والتدابير المتّخذة في إطار الخرجات الميدانية التي تقوم بها اللجنة الولائية لمتابعة سير الموسم السياحي. وهي لجنة تتشكل من رؤساء الدوائر، المجالس البلديات الساحلية ومديري القطاعات المعنية، كالسياحة والصحة والتجارة والشباب والرياضة والموارد المائية والطاقة والنقل، بالإضافة لممثلي الأجهزة الأمنية من شرطة ودرك.
وينصب نشاط اللجنة، على رفع كل التحفظات التي سجّلت في الخرجتين الميدانيتين شهري فيفري وأفريل الماضيين لعلّ أهمها النظافة وتعزيز الجودة والنوعية في الخدمات المقدّمة من طرف أصحاب المؤسسات الفندقية عبر مختلف البلديات الساحلية، مع السهر على تطبيق تعليمة وزارة الداخلية المتعلّقة بمجانية الدخول إلى الشواطئ المسموحة للسباحة وإخضاع كل الأنشطة الممارسة على الشواطئ سواء كانت تجارية أو ترفيهية أو غيرها لرخص خاصة، وهذا في انتظار برمجة خرجة ثالثة من 15 جويلية إلى 20 أوت المقبل.

أجانب من جنسيات مختلفة يفضلون الاصطياف بالباهية

كشف مدير السياحة لنا أن 33 من أصل 34 شاطئا كانت محل مراقبة عينية وتحليلية، صالحة للسباحة، بينما الشاطئ المتبقي «المقطع» على مستوى بلدية مرسى الحجاج بدائرة بطيوة لا يتوفّر على بعض المعايير المنصوص عليها في القوانين المعمول بها، على غرار انعدام الممر المؤدي للشاطئ ومراكز الدرك الوطني والحماية المدنية وحظيرة للسيارات والتجهيزات الضرورية مثل الإنارة والماء وغيرها من النقائص التي جعلت اللجنة الولائية تصنّفه ضمن الشواطئ غير المسموحة للسباحة إلى غاية رفع كل التحفظات من طرف السلطات المعنية.
وقد سجّلت المديرية نموا في توافد عدد السياح الذين بلغ عددهم 19 مليون سائح خلال موسم 2015/2016، ويأتي الفرنسيون في مقدمة السياح الأجانب الذين تتعامل معهم بعض الوكالات السياحية ثم كوريا الجنوبية، الصين، أسترليا، وألمانيا.عربيا جاءت قطر، الإمارات وتونس في المراتب الأولى، بحكم الصالونات المتخصّصة وكذا الديناميكية التنموية الكبيرة التي ساهمت في تغيير ملامح المدينة.
أضاف مدير السياحة لـ « الشعب» أنّ وهران التي تعد ثاني أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة وإحدى أهم مدن البحر الأبيض المتوسط، حقّقت هذه الأرقام والنتائج الهامّة في جذب السياح من الجزائريين وأفراد الجالية المقيمة بالخارج والأجانب، مستغلة موقعها الجغرافي الإستراتيجي ومناظرها الطبيعية الجذابة وتضاريسها المتنوعة من شواطئ وجبال وغابات وعيون ومواقع أثرية وتراث حضاري أصيل يجسّد مختلف الفترات التاريخية للبلاد، بالإضافة إلى المشاريع السياحية التي رصدت لها اعتمادات مالية ضخمة وغيرها من الإجراءات التسهيلية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات في هذا المجال.

16 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة وأكبر مشروع للألعاب المائية بكريشتل

يجري حاليا إنجاز 154 مشروع سياحي، كالفنادق والإقامات والقرى ومراكز المعالجة بمياه البحر بطاقة إجمالية 23570 سرير وأكثر من 8922 منصب عمل مباشر. وتدخل هذه المشاريع التي تتراوح نسبة تقدم أشغالها بين 5 و95 بالمائة حيّز الاستغلال آفاق 2020 كما أوضح نفس المسؤول معلنا عن استلام 12 مؤسسة فندقية أخرى في السداسي الثاني من سنة 2017، تضاف إلى 4 مؤسسات فندقية من درجة 2 و3 نجمة تم استلامها خلال السداسي الأول من سنة 2017 بطاقة 800 سرير، مشيرا في نفس الوقت إلى أكبر مشروع في ميدان الألعاب المائية، ينجز حاليا على مساحة تفوق 2 هكتار بمنطقة كريشتل، معتبرا أنه إضافة نوعية وهامة لبلدية قديل الواقعة بالناحية الشرقية التي تعتبر حاليا من «أفقر» المناطق الساحلية من حيث المنتجعات السياحية إلى حين استلام هذا المشروع الذي فاقت الأشغال به 50 بالمائة على أن يسلم نهاية 2017.

شبكة مراكز التخييم لمتوسطي الدخل

كما توفر المدينة شبكة من مراكز التخييم بطاقة إيوائية تتراوح من 50 إلى 70 خيمة، وهذا بمجموع 5 مؤسسات تكفّلت خلال موسمين متتابعين بتنشيط مخيمات صيفية تعرف منذ تجسيدها سنة 2016 إقبالا كبيرا من متوسطي الدخل، على غرار مخيم الأندلس ومداغ وقديل والمخيم الصيفي على مستوى شاطئ مرسى الحجاج.
عن أسعار الفنادق أجاب محدّثنا أنّ «الأسعار تنافسية تخضع لاقتصاد السوق»، بحيث إذا ازداد العرض على الطلب انخفضت قيمتها، متوقعا أن تساهم التوسعات الفندقية الكبيرة في إتاحة خيارات للزوار.

مشاورات لفتح دكتوراه أو ماجستير في التسيير السياحي والفندقي

كشف مدير السياحة عن مشاورات مع جامعة وهران لفتح دكتوراه أو ماجستير في التسيير السياحي والفندقي، تضاف إلى الاتفاقيتين اللتين أبرمتهما المديرية مع قطاع التكوين المهني والتمهين القاضية بإدراج تخصصات التسيير الفندقي والتسيير السياحي في كل مراكزها على مستوى إقليم الولاية وكذا مع كلية التاريخ والعلوم الإنسانية «شعبة التاريخ» في إطار تكوين مرشدين سياحيين وإدراج بعض التخصصات السياحية، في وقت بلغت فيه نسبة الأشغال على مستوى مشروع المدرسة العليا للفندقة والسياحة بوهران التي تعد الثانية من نوعها بعد تلك المتواجدة بعين بنيان بالعاصمة 75 بالمائة، مع العلم أنها ستدخل حيّز الإستغلال في نهاية 2017 بطاقة 160 مقعد بيداغوجي تضم جميع التخصصات المتعلقة بالفندقة والسياحة وكذا الإطعام.

نحو انطلاق المرحلة الثانية من دراسة تهيئة 7 مناطق توسع سياحي

وبخصوص مناطق التوسع السياحي، ذكر ذات المسؤول أنها تحتاج إلى مخططات تهيئة سياحية، حتى تكون لها جاهزية استقطاب واستقبال مشاريع سياحية، وفي هذا الإطار تمت الموافقة على مخططين للتهيئة السياحية عين فرانين ومرسى الحجاج، وقد انتهت الدراسة بهما بنسبة 100 بالمائة، وهذا من مجموع مناطق التوسع السياحي الـ 9 التي تعدها الولاية على مساحة 1727 هكتار، على غرار ماداغ وماداغ 2 والرأس الأبيض ورأس فلكون والأندلسيات وعين فرانين، وكريشتل ورأس كربون، ومرسى الحجاج.
كما أكّد أن عقارات هامّة تم توزيعها بمنطقة عين فرانين لاستقبال بعض الإستثمارات على غرار الإقامات السياحية ومراكز المعالجة بمياه البحر والمياه المعدنية وغيرها من المشاريع التي ستنطلق الأشغال بها أواخر 2017، معلنا في الوقت نفسه عن انطلاق المرحلة الثانية من الدراسة الخاصة بمناطق التوسع السياحي المتبقية بعد المصادقة على المرحلة الأولى من طرف اللجنة الولائية.

الوكالات السياحية مطالبة بتطوير السياحة الداخلية

على ضوء ذلك أكّد مدير السياحة، أن هناك مساعي جادّة لتحسيس وكالات السياحة والأسفار بضرورة تعزيز تسويق وجهة وهران كقطب سياحي بامتياز، نظرا لما تزخر به من أنماط سياحية متنوعة، ناهيك عن طيبة أهلها المضيافين، مع التركيز على تطوير السياحة الداخلية وتركيب منتوجات سياحية محلية وطنية محضة، وفق مقاربة غايتها إشراك المهنيين في تنمية السياحة ووضع تصور لترويج ما تزخر به الباهية لدى السائح الأجنبي.
مع العلم أن عدد وكالات السياحة والأسفار ارتفعت من 62 وكالة في 2014 إلى 130 وكالة حاليا، مع تسجيل أكثر من 25 طلبا خلال السداسي الأول من سنة 2017.
جدير بالذكر أن حفل الافتتاح الذي سينظم أمسية اليوم الخميس تشارك فيه عديد المديريات والمؤسسات وفعاليات المجتمع المدني، على غرار مؤسّسة تسيير المياه والتطهير»سيور» التي تنظم يوما تحسيسيا حول ترشيد استعمال المياه وكذا مؤسّسة مراكز الردم التقني للنفايات حول ضرورة إشراك المواطن في عملية فرز النفايات المنزلية لتسهيل رسكلتها.
كما سطرت مديرية التجارة بالتنسيق مع مصالح البيطرة ومديرتي السياحة والصناعة برنامجا خاصا يتعلق بجملة من الحملات التحسيسية تحت شعار «موسم بدون تسمّمات غذائية».