طباعة هذه الصفحة

أفراح الحرية دوّت في عيد الاستقلال

أوبرا الجزائر تشدو بألحان “سمفونية الأمل”

أوبرا الجزائر: أسامة إفراح

احتضنت أوبرا الجزائر سهرة الثلاثاء الحفل الفني “سمفونية الأمل” بمناسبة العيد الخامس والخمسين للاستقلال والشباب، أحيته أوركسترا أوبرا الجزائر بمعية الحرس الجمهوري وأوركسترا الشباب وجمعية “شمس”. جمع الحفل، الذي أداره فنيا المايسترو أمين قويدر وتواصل في يومه الثاني أمس الأربعاء، بين جمال الموسيقى العالمية وروعة الأناشيد الوطنية، وصدحت فيه الحناجر بألحان الكفاح والوطنية، وتعالت فيه الزغاريد مذكّرة بزغاريد تشييع الشهداء، وأفراح الحرية والانعتاق.
غصّت قاعة أوبرا الجزائر بجمهورها، وكان من بين الحضور الرسميين وزير الداخلية نور الدين بدوي، المستشار برئاسة الجمهورية سعد الدين نويوات، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، والي العاصمة، وكذا جمع من السفراء والدبلوماسيين الأجانب، جاءوا كلهم للاستمتاع بالحفل الذي شارك فيه كل من فرقة المزود، وموسيقيون والكورال التابعون للحرس الجمهوري، وأوركسترا الشباب بأوبرا الجزائر، وكورال والأوركسترا السمفونية لأوبرا الجزائر، وكورال جمعية “شمس”، إلى جانب مشاركة متميزة للفنان حسان كشاش.
وفي كلمة ألقاها في افتتاح الحفل، قال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي إنّه وضع الثّقة في المايسترو أمين قويدر الذي يفاجئنا دائما بأعمال جديدة، وجاء العمل هذه المرة مشتركا بين الأوركسترا السمفونية لأوبرا الجزائر والحرس الجمهوري “الذي نعتز به كواجهة للموسيقى العسكرية والجزائرية الأصيلة”، كما وجّه شكره لقيادة الحرس الجمهوري على الاستجابة السّريعة.
وتحدّث الوزير عن إنشاء أوركسترا للشباب، قائلا: “رأينا أن نشكّل مجموعة تكون رديفا لمجموعة الكبار، حتى يكون هناك تواصل بين الأجيال”. وأشاد بكورال جمعية “شمس” واصفا إيّاها بأنّها “فلتة فنية رائعة، أشهد بهذا لأنّ الحفل الذي حضرته بقصر الثقافة لا يُنسى، وهي نموذج رائع في تحويل الإيقاعات الجميلة إلى علاج لحالات نفسية..دورنا ليس فقط أن نستمتع بل أن نربّي الأجيال على الذوق الجميل”.
وعن مناسبة هذا الحفل، وهو عيد الاستقلال والشباب، قال ميهوبي: “نحتفي ونفتخر بهذا البلد وبالشّهداء الذين لولاهم لما نعمنا بالحرية..دامت الجزائر قوية صامدة”.
افتتح الحفل فرقة المزود التابعة للحرس الجمهوري، التي أدت وصلات موسيقية بدأتها بالمقطوعة العالمية “الموهيكاني الأخير”، وأتبعتها بوصلات شهيرة من الموسيقى الجزائرية الأصيلة.
تلا ذلك إلقاء متميز للفنان حسان كشاش، الذي تلا، على خلفية عزف أمين قويدر على البيانو موسيقى “عليك مني سلام”، مقطعين من إلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا، المقطع الأول كان “جزائر يا مطلع المعجزات، ويا حجّة الله في الكائنات”، أما المقطع الثاني فكان “جزائر يا بدعة الفاطر”، إلى غاية قوله “شغلنا الورى وملأنا الدنا بشعر نرتّله كالصّلاة..تسابيحه من حنايا الجزائر”، وهي اللازمة التي ردّدها معه حضور أوبرا الجزائر.
تواصل الحفل بعزف أوركسترا شباب أوبرا الجزائر الحركة الأولى من السمفونية الخامسة لبتهوفن، ثم كونسيرتو باخ لكمانين، مع عزف منفرد لكل من علي يحيى نزيم وأنيس الأمين، أعقب ذلك الفالس الشهير لدميتري تشوستاكوفيتش.
ليأتي دور اللوحة الرابعة من الحفل مع الأوركسترا السمفونية لأوبرا الجزائر، التي رافقت أطفال كورال جمعية “شمس” في أدائهم لمقطوعات من “جوهرة”، “بلادي هي الجزاير”، “من غيرك يا دزاير”، “يا محمد مبروك عليك” للمرحوم عبد الرحمن عزيز، و«فرحة وزهوة”.
ثم أدت الأوركسترا نسخة “مجزأرة” من “لادانس باكانال” للموسيقار سان سانس. وبصعود الستار الخلفي، كان دور كورال الحرس الجمهوري وأوركسترا وكورال أوبرا الجزائر في أداء أناشيد “من أجلك يا وطني”، “جزائرنا”، “يا شهيد”، “من جبالنا”. أما وصلة “رحلة” فاشتملت كالعادة على “يا الرايح”، “اشظح اطّاوس”، “غوماري” و«يا الزينة”. لتختتم النسخة المعرّبة لـ “كارمينا بورانا” لكارل أورف هذا الحفل الذي كان ناجحا إلى حدّ بعيد.