طباعة هذه الصفحة

أزمة عطش تضرب سطيف

إجـراءات استعجاليـة وتدابــير صارمة لتوفـير الماء الشــروب

سطيف: نور الدين بوطغان

 تعيش ولاية سطيف حالة عطش حقيقية بسبب الجفاف الذي مسّها إثر شح الأمطار وقلة تساقط الثلوج، اللّذين يعتبران المصدرين الرئيسيين للمياه بالولاية، وقد أثّر هذا الوضع سلبا على منسوب المياه الجوفية (الأنقاب)، وكذا سد عين زادة الذي يعتبر المورد الرئيسي الممون لمدن بوقاعة وعين أرنات وسطيف والعلمة وبلديات أخرى صغيرة.
تمّ تسجيل نضوب كلي، وانخفاض جزئي تقريبا لـ 18 نقبا بولاية سطيف، وكذا حقل تجميع المياه على مستوى الوادي البارد، الذي يعتبر المورد الثاني الممون لبلديات تيزي نبشار والواد البارد ووعموشة وأوريسيا وبلدية سطيف الجهة الغربية، بالإضافة إلى المجمّع المائي على مستوى منبع الدهامشة الذي عرف كذلك نقصا في منسوب المياه، والذي يموّن كلا من مدينتي العلمة وعين الكبيرة.
وفي ظل هذه الظّروف الصّعبة وتطبيقا لتعليمات والي سطيف للمصالح المعنية، قامت مؤسسة الجزائرية للمياه بعدة إجراءات استعجالية من أجل مواجهة هذه الإشكالية، منها ضبط برنامج توزيع على مستوى كل بلدية، على حسب المورد المائي والكميات المتوفرة لكل بلدية، حيث أنّ هناك بلديات تموّن يوميا، وأخرى تموّن يوما على إثنين ½ ويوما على ثلاثة 1 / 3.   
وتدخّل الوالي على مستوى وزارة الموارد المائية من أجل اقتناء مضخّة عائمة لضخ المياه الخام على مستوى سد عين زادة من أجل تحسين نوعية المياه وتسهيل عملية المعالجة، حيث تقوم بخلط المياه السطحية والمياه المتواجدة في عمق السد، ممّا يؤدّي إلى تحسين ملحوظ في نوعية المياه، وخير دليل على ذلك تسجيل انخفاض محسوس في استعمال المواد الكيماوية في المعالجة، فإنتقلت الكمية من 40 طن إلى 20 طنا في اليوم.
كما تدخّلت السّلطات المحلية من أجل وضع تحت تصرف الجزائرية للمياه وحدة سطيف 06 شاحنات محملة بصهاريج مائية، وكذا شاحنتين سخّرهما أحد المقاولين، زيادة على حظيرة الشاحنات المتواجدة بمراكز توزيع الجزائرية للمياه، من أجل التدخل لتغطية النقص المسجل على مستوى الأحياء والمداشر، سواء المسيّرة من طرف الجزائرية للمياه أو من طرف البلديات، إضافة إلى ذلك تمّ تجهيز بعض الأنقاب التي تمّ إنجازها من طرف مديرية الموارد المائية سابقا، وتمّ التخلي عنها بسبب ضعف منسوبها، على سبيل المثال نقب الحاسي، شرق عاصمة الولاية، ونقب ببلدية صالح باي (4 لترات في الثانية)، بعضها ساهم في تحسين عملية التوزيع وبالخصوص بلدية صالح باي.
كما تتعين الإشارة إلى تدخّل الوالي من أجل تسجيل عملية مستعجلة متعلقة بإنجاز أنقاب جديدة لتدعيم مياه الشرب، في كل من المدن الكبرى (سطيف، العلمة وعين ولمان).
ومن التدابير أيضا المتخذة اقتناء مضخات ذات خصائص مختلفة، بمبلغ يقارب 5 ملايين دينار، تحسّبا لأي طارئ قد ينجم في الفترة الصيفية، مع توفير لكل المواد الكيماوية اللازمة لمعالجة المياه خلال الفترة الصيفية، علاوة على إعادة تجديد محطات الضخ الرئيسية، من بينها سطيف وعين الكبيرة وبوعنداس، شمال الولاية، على عاتق الجزائرية للمياه بمبلغ يفوق 04 ملايين دينار.
كما تقرّر إنشاء خلية على مستوى مركز الاستقبال الهاتفي  العملياتي للوحدة لأخذ بعين الاعتبار، انشغالات المواطنين مباشرة، وكذا التنسيق مع خلية الإصغاء الموجودة على مستوى الولاية، وكذا خلية الإعلام للولاية، وكذا موقع التواصل الاجتماعي للجزائرية للمياه.
كما أنّ مؤسسة الجزائرية للمياه في صدد تجنيد أعوان المخبر من أجل إجراء تحاليل فيزيوكيميائية لمختلف الحنفيات العمومية، وكذا الآبار الخاصة، وهذا لتفادي أي خطر قد يتسبب في الأمراض المتنقلة عن طريق المياه.
ولهذا تناشد المؤسسة جميع المواطنين إعلامها بكل التسربات الموجودة على مستوى الشبكة من أجل التعاون، ومن جهة التبليغ عن الإيصالات غير الشرعية التي عادة ما تستهلك كميات كبيرة، وتؤثّر على عملية التوزيع وهذا من أجل إرساء ثقافة التعاون من أجل تسهيل عملية تسيير المرفق العمومي، كما خصّص يوم الثلاثاء من كل أسبوع للاستماع إلى انشغالات المواطنين.
فيما يخص الجهة الجنوبية، فمؤسسة الجزائرية للمياه تعمل بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية من أجل وضع حيز التشغيل المشاريع المسجلة على مستوى هذه الجهة، والتي هي في حالة تجارب وستدخل حيز الخدمة في الأيام القليلة القادمة (أنقاب خرزة يوسف وسكرين والشعبة الحمراء بعين أزال)، من أجل تموين بلديات الجهة الجنوبية. ودعت المؤسسة المذكورة المواطنين إلى ضرورة تنقية الخزانات الخاصة بهم سواء الأرضية أو الهوائية، ولو مرة في السنة، وهذا من أجل تفادي أي أمراض متنقّلة لأن المياه المخزّنة تشكّل خطرا.