يشرع، اليوم، الناجحون في امتحان شهادة البكالوريا الذين يتجاوز عددهم 340 ألف طالب، في التسجيل الأولي الذي خصصت له 3 أيام تحسبا للدخول الجامعي، على أن يتم التأكيد في اليومين المواليين، لتنطلق مباشرة عقب ذلك معالجة الرغبات والإعلان عن النتائج يوم 11 أوت الجاري.
يسير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي على نهج الإصلاحات متقدما بخطوات ثابتة، ظهرت بصمتها جليا في التحكم في تسيير الكم الهائل لعدد الطلبة في الجامعات الجزائرية والمدارس العليا، الذي قفز إلى حدود مليون و650 ألف طالب. كما برزت أيضا من خلال اتخاذ تدابير لفائدة الطلبة الجدد المقبلين، كما كرست تغييرات جذرية، بينها على سبيل المثال تقليص بطاقة الرغبات.
وقد تضمن مخطط عمل الحكومة المصادق عليه مؤخرا من قبل البرلمان بغرفتيه، جملة من التدابير والإجراءات المتعلقة بالقطاع عموما، ترمي وفق ما أوضح الوزير الطاهر حجار “إلى تطوير أداء المنظومة الجامعية وتحسين كفاءتها الداخلية والخارجية، للتمكن من تحقيق مهامها في التكوين والبحث وخدمة المجتمع عبر تكوين الموارد البشرية عالية التأهيل والمهارة”، وذلك بما يستجيب لاحتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وتراهن الوزارة الوصية، بعد نجاح الحزمة الأولى منها، على تعميق الإصلاحات لتعزيز قدرات منظومة التعليم والتكوين العالي، لضمان التكفل الجيد بالتدفق الهائل لعدد الطلبة المتزايد من سنة إلى أخرى، وبما يسمح بالاستغلال الأمثل للشبكة الجامعية ورفع مردود مؤسسات التعليم العالي والتقليص من استفحال ظاهرة الإخفاق والرسوب والتسرب، من خلال تحسين معدلات التأطير البيداغوجي والعلمي كمّا ونوعا، وتوسيع عروض التكوين ذات الطابع المهني، بالشراكة مع مختلف الفاعلين في المحيط الاقتصادي.
لعل أبرز الأمثلة على نجاح الإصلاحات، الجهود المبذولة في الرقمنة واعتماد نظام أثبت نجاعته وتقرر توسيعه إلى كافة مجالات التسيير الجامعي. إلى ذلك، يضاف بناء نظام الجودة الذي توليه الوزارة الوصية عناية وأهمية بالغة، لاسيما وأن المراجعة ترمي إلى تعزيز ثقافة التقويم وتعميم ممارسته في المنظومة الجامعية والارتقاء بأدائها.
يبقى الرهان اليوم، على تفعيل العلاقة بين الجامعات والمؤسسات ولن يتأتى ذلك إلا من خلال تكييف عروض التكوين مع الاحتياجات وعلى ضبط مدونة المهن، على أن تتوج بإبرام اتفاقيات تعاون وإقامة شراكات مع مختلف المؤسسات الاقتصادية.