طباعة هذه الصفحة

رئيس مكتب جمعية السلامة المرورية لـ “الشعب”:

المسيلة تتصدّر حوادث الطريق رغم حملات التحسيس

المسيلة: عامر ناجح

المراقبة الصارمة للمركبات وصيانة الممرات للتقليل من الخطر
شهدت ولاية المسيلة منذ بداية السنة الجارية ارتفاعا رهيبا في حوادث المرور خلّفت العشرات من القتلى والجرحى، وجعلها تتصدر الولايات في قائمة حوادث المرور رغم المساعي الكبيرة التي تقوم بها مختلف المصالح الفاعلة من درك وشرطة وحماية مدنية وجمعيات ناشطة من خلال العديد من الحملات التحسيسية والتوعوية بهدف لتقليل من حوادث المرور، إلا أن الأمر يتفاقم يوما بعد يوم وللتعرف أكثر على الأسباب الحقيقية للمشكل تحدث “الشعب” إلى عدة فاعلين في مجال السلامة المرورية.

لا يكاد يمرّ يوم  بالمسيلة من دون حادث مرور به قتلى أوجرحى كان آخرها الحادث الذي وقع نهاية الأسبوع  بمنطقة الخنق بالطريق الوطني رقم 46 النقطة الكيلومترية رقم 124 ببلدية سليم بدائرة جبل أمساعد الذي أسفر عن مقتل ثلاث أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 23 و33 سنة، وكذا حادث آخر وقع على مستوى منطقة المعاريف خلف مقتل شخص.
لمعرفه الأسباب الحقيقة للارتفاع الرهيب لحوادث المرور التي باتت تتكرّر يوميا وأصبحت واقعا شبه مألوف للمواطن الذي احتج في الكثير من المرات لمطالبة السلطات المعنية بالنظر في المنعرجات الخطيرة والمطالبة بوضع الممهلات وازدواجية بعض الطرقات والقضاء على النقاط  السوداء عبر الطرقات، تحدثت “الشعب” إلى رئيس مكتب جمعية السلامة المرورية بالمسيلة ساعد لميش والذي أرجع  ذلك إلى عدة أسباب بشرية وتقنية ومادية وعلى رأسها عدم التقيد بفترة زمنية محددة بمدارس السياقة، فيما يتعلّق بالحصول على رخص السياقة.
 ويرى لميش أنه من الواجب تحديد مدة زمنية طويلة ليستطيع الفرد اكتساب مهارات حقيقية وفعالة في قيادة السيارة والاطلاع أكثر على قوانين المرور وتطبيقها على أرض الواقع، ناهيك عن نوعية المركبات التي تستعمل عبر مختلف الطرق فأغلبها مستورد من الصين والتي لا تمتاز بالمعايير اللازمة والضرورية من ناحية قوة تحمل قطع الغيار التي غالبا ما تكون مقلّدة وسريعة التلف، وخاصة وأنه يتم تصنيعها بمواد غير الواجب انجازها بها ولا تستطيع تحمل قسوة الطرقات، كما أنها تعتبر ـ حسبه ـ ملوثة للبيئة ولها عدة أضرار على حياة المواطن، وأشار المتحدث إلى أن العديد من المركبات لا تملك معايير السلامة المرورية، خاصة منها  ذات الصلة  بالجانب الوقائي.
 بالإضافة إلى ذلك حسب المتحدث وجود العديد من النقاط السوداء بطرقات الولاية على غرار المنعرجات الخطيرة التي غالبا ما تكون السبب الرئيس في حوادث المرور من بينها المنعرج الخطير المتواجد بين بلدية سيدي عامر وبوسعادة والمعروف بمنعرج الصبع والذي احتج بشأنه العشرات من المواطنين بحر الأسبوع الماضي، وطالبوا بإعادة النظر فيه على اثر حادث مرور خلّف مقتل فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات وكذا منعرج  قرية البرابرة التابعة لبلدية أولاد عدي لقباله ومنعرج الفيض الأحمر، وعدة منعرجات خطيرة ما تزال تشكّل النقطة السوداء في ارتفاع حوادث السير.
 وأرجع المتحدث بشكل أساسي تصدر المسيلة قائمة الولايات الأكثر وقوعا لحوادث المرور إلى عدم وجود دراسات حقيقة وواقعية لمختلف الطرقات ونقاط  الموت التي تشكل خطرا حقيقا لارتفاع حوادث المرور، مستشهدا بذلك بالطريق الرابط بين بلدية حمام الضلعة والمسيلة الذي حصد ـ حسبه ـ العشرات من المواطنين والذي يجب توسيعه لأنه ضيق جدا وخطير، وكذا منطقة الذكارة وثنية الزيت المتواجد ببلدية مقرة والذي أودى حادث مرور وقع بها بحر الأسبوع إلى مقتل شخص وجرح خمسة آخرين بإصابات خطيرة على اثر اصطدام حافلة نقل المسافرين بشاحنة صغيرة.
وطالب رئيس مكتبه جمعية السلامة المرورية ساعد لميش من السلطات بضرورة تفعيل عمل اللجنة الولائية للسلامة المرورية للقيام بدورها وبرمجة صيانة دورية للطرقات وتشكيل لجنة دورية لمراقبة أصحاب المدارس التقنية لتعليم السياقة في أماكن العمل ونشر الثقافة المرورية في أوسط الأطفال والمجتمع بصفة عامة والتنسيق بين الشركاء الاجتماعين الدرك والشرطة والحماية المدنية وإشراك الإعلام في  الحملات التوعوية والتحسيسية وكذا تشديد الرقابة على صيانة والمراقبة التقنية للمركبات.
 وفي ذات السياق، أرجعت مصالح الحماية المدنية في وقت سابق الأسباب الرئيسية إلى الارتفاع الكبير الذي تعرفه ولاية المسيلة إلى عدة اعتبارات على رأسها أن المسيلة تعتبر همزة وصل بين الشرق والغرب وكذا الشمال والجنوب، خاصة وأن بها شبكة هامة من الطرقات تتكون من 44 طريقا بمسافة تقدر بـ:4022 كم موزعة على تسعة طرق وطنية بمسافة تقدر بـ 924 كلم و14 طريق ولائي بمسافة تقدر بـ 798 كلم و21 طريق بلدي بمسافة تقدر 2300 كلم، حيث تشهد طرقات المسيلة منذ ساعات الصباح الباكر حركة كبيرة من قبل سائقات الشاحنات بحكم أن المسيلة تعتبر قطبا صناعيا في مواد البناء على غرار نقل الرمال ومواد التصنيع من منطقة بوسعادة إلى عدة مناطق عبر تراب الوطن   وزيادة على كذلك هو استعمال طرقات الولاية بشكل كبير من قبل حافلات نقل المسافرين ما بين الولايات، وما يؤدي إلى زيادة عدد الحوادث المميتة حسب نفس المصالح  هو طبيعة طرقات الولاية التي تعتبر مستوية وتساعد على زيادة سرعة المركبات التي غالبا ما تؤدي إلى حوادث مميتة.