طباعة هذه الصفحة

موجة الحر أتلفت الكوابل وتسبّبت في الانقطاعات

مؤسسات توزيع الكهرباء والغاز في استنفار لمواجهة أي طارئ

فريال بوشوية

سجل استهلاك الكهرباء مستويين قياسيين في ظرف يومين فقط؛ أمر متوقع وطبيعي في ظل ارتفاع درجة الحرارة التي سجلت بدورها مستويات قياسية، زادتها حدة حرائق الغابات التي اندلعت في مختلف الولايات. ورغم ذلك لم يحدث انقطاع متعمّد. باستثناء الانقطاعات المترتبة عن تمدد الكوابل التي تسببت فيها الظروف المناخية من حرارة ورطوبة، والتي كانت مؤسسات التوزيع تتكفل بها في أقرب الآجال.

لم يسجل هذه الصائفة انقطاع متعمد في التيار الكهربائي، رغم تسجيل استهلاك قياسي مرتين متتاليتين. قياسا بالعام الماضي. وذلك في ظرف أسبوع، بلغ حجم الأول 13881 ميغاواط يوم الأحد الماضي، وسجل الثاني في اليوم الموالي، أي الأثنين، قفز خلاله الاستهلاك إلى 14821. ويعود الفضل في ذلك إلى الاستثمارات التي قامت بها «سونلغاز» في الأعوام الأخيرة وكذا مواكبة مديريات التوزيع للاحتياجات المسجلة ومرافقتها بمحولات كهربائية، مثلما هو الشأن بالنسبة لمديرية التوزيع بجسر قسنطينة، التي تعززت بأكثر من 200 محول.
الاستثمارات التي رصدتها الدولة في السنوات الأخيرة للاستثمار في الكهرباء، برزت نتائجها جليا هذه الصائفة التي تكون على الأرجح الأحر، حيث سجلت مستويات قياسية في درجات الحرارة التي تجاوزت 45 درجة.
لعل ما يؤكد هذا الطرح، عدم اللجوء إلى الانقطاع العمدي؛ خيار كان يطرح بحدة قبل أعوام لعدم كفاية الإنتاج المتوفر، إلا أن المشاريع الضخمة وحجم الاستثمارات المخصصة لها من قبل الدولة، عالجت الإشكال، رغم بلوغ الاستهلاك الذروة وتسجيل مستويين قياسيين، إلا أنه لم يتم اللجوء إلى القطع المتعمد.
غير أن كل الجهود التي تمت وكذا تحسين الخدمات المقدمة من قبل مؤسسات توزيع الكهرباء والغاز التابعة للشركة الأم «سونلغاز»، لم تمنع من وقوع انقطاعات من المستحيل تفاديها، وفق ما أكد بعض الخبراء لـ «الشعب»، لأنها مرتبطة بعوامل مناخية ممثلة في الحرارة والرطوبة، التي تتسبب في تلف الكوابل بمجرد تجاوزها نسباً محددة، ليحدث انقطاع التيار تلقائيا بفضل نظام الأمان.
وتعمل فرق تدخل خاصة 24 على 24 ساعة وتتدخل سريعا لمعالجة أي مشكل أو عطب والقيام بأعمال الصيانة، بمجرد تلقي شكاوى أو طلبات تدخل من قبل المواطنين على الرقم 33/03، كما أن المؤسسة تقوم في هذه الحالة بإخبار المواطنين بأوقات الانقطاع والمدة الزمنية التي تستغرقها الأشغال وعملية الصيانة.
معالجة مشكل الانقطاعات يعود الفضل فيه، علاوة على الفرق الساهرة ليلا نهار على صيانة العتاد، إلى الاستثمارات التي رصد جزء منها لاقتناء محولات كهربائية، تساهم في ضمان تزويد المواطنين بالكهرباء. وقد قامت مؤسسة توزيع الغاز والكهرباء بجسر قسنطينة، على سبيل المثال، بوضع 200 محول جديد، استجابة للحاجيات المتزايدة بفعل التوسع العمراني من جهة، وفي إطار الصيانة من جهة أخرى.
ولا تقتصر أسباب الانقطاع على العوامل المناخية، إنما يتسبب فيه التعدي على الممتلكات بالحفر، الذي تقوم به بعض المؤسسات، دون أن تكلف نفسها عناء إبلاغ مؤسسات التوزيع للتكفل بإصلاح الانقطاع الذي تسببت فيه، كما أن الغش وسرقة الكهرباء يعد أحد الأسباب الرئيسة في حدوثها، وإلى ذلك الاستهلاك غير العقلاني، أمر تلفت إليه المؤسسة في كل مرة انتباه المواطنين لتفادي مسببات الانقطاع.