طباعة هذه الصفحة

إزعاج يومي للعائلات بشاطئ الليدو

أطفـال يتحوّلـون إلى حـرّاس لحظائـر الأرصفـة

جمال أوكيلي

ما أن تتوقّف المركبات أمام حظائر الأرصفة بشاطئ الليدو حتى يظهر أطفال في سن التمدرس لا يتجاوزون الـ ١٤ عاما من عمرهم، حاملين معهم البعض من النقود لإعطاء الانطباع بأنّهم المشرفون على ذلك المكان المملوء بالسيارات، يشرعون مباشرة في إصدار كلمات اعتدناها في كل زوايا العاصمة وهي «واش تستسيوني»، وبدون إذن أحد يتحوّلون إلى حراس الحظيرة، ثم ما أن ينتهي الشخص الوافد على المكان من ضبط توقّفه حتى يطالبونه بمقابل قيمته ٥٠ دينارا أمام عيون شباب آخرين يرصدون كل تحرّكات أصحاب المركبات في تصرفاتهم دون أن يتدخّلوا خوفا من تورّطهم وإبلاغ بهم الشرطة.
لكن مع قراءة المشهد العام وملاحظة الجو السّائد، تشعر بأنّ هناك علاقة وطيدة بين الأطفال وهؤلاء «المعاليم»، الذين يشترطون منهم قيمة مالية معيّنة خلال تلك الليلة، أما الباقي فيقسّم بين المكلّفين بهذه المهمّة القذرة.
وقد وقفنا على مشهد، حيث رفض أحد المواطنين منحهم أي سنتيم قائلا لهم بأنه سيبلغ مصالح الشرطة على كل ما يقومون به من إزعاج يومي للمواطنين، مطالبا بإظهار وثائق رسمية تثبت هذا النشاط ليلا أي من العاشرة ليلا إلى فما فوق.
هذا الكلام الموجّه إليهم أربكهم وبدا عليهم خوف كبير ثم تفرّقوا كل واحد أخذ مسلكه، معتقدين بأنّه تم إبلاغ الشرطة في الوقت الذي توارى فيه «الكبار» عن الأنظار، وكأنّ الأمر لا يعنيهم وهم الذين يستعملونهم ويحموهم من كل اعتداء أو مشاجرات.
هذا السيناريو يتكرّر يوميا للأسف، والشكاوى عبر العديد من الوسائل لا تعد ولا تحصى، لكن للأسف دار لقمان ماتزال على حالها بالرغم من وجود أفراد الأمن وسعيهم الدؤوب لتنظيم حركة المرور والتوقف، إلا أن هؤلاء الأطفال والشباب وجدوا  ضالتهم في سلب جيوب الناس دون وجه حق، يتعنترون على الجميع مستعرضين عضلاتهم أمام العائلات للأسف والذي يكون رفقة عائلته يتحفظ في الاشتباك معهم احتراما لأبنائه، وتفاديا لأي مكروه مقابل ٥٠ دينارا يريدون أخذها من الناس دون أي جهد يذكر حتى أنهم غير مصرّحين لدى الأمن من قبل البلدية لتزويدهم بالشارات القانونية.
ومثل هذه الحالات تزداد سوءا في شاطئ الليدو بسبب استيلاء الشباب على الأرصفة وتحويلها إلى مصدر ثراء كل واحد منهم يأخذ المسافة بدءا من مدخل الطريق إلى مخرجه أي عند نهايته.
هذا المحور يسيطر عليه أناس باسم الحظيرة يمنعون كل من يرفض الدفع حتى الذين يأتون في حالات مستعجلة لعيادة «البرج» يشترط عليهم الدفع، ناهيك الذين يأتون من أجل الاستجمام وشم رائحة البحر والتمتع بنسيم الهواء الطلق خلال هذه الحرارة، فإلى متى هذه المعاناة؟
ونسجّل هنا إلى أنّ أعوان الشرطة لهم حضور ملحوظ حتى في الشاطئ حفاظا على الجو العام للعائلات الكثيرة التي تأتي ليلا وتبقى هناك إلى مطلع الفجر، علما أن أصحاب لوازم وعتاد البحر (شمسيات، طاولات، كراسي) يلتزمون التزاما بكل تعليمة وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بعدم احتلال مساحة الشاطئ، ووضع تلك الأجهزة إلا في حالة طلبها من المصطاف وهو المعمول به حاليا.