طباعة هذه الصفحة

قالوا أنّهم استقرّوا بالأرض ويرفضون الطّرد منها ببلدية عبد المؤمن في المحمدية

البدو الرحل يطالبون بفتح تحقيق حول توزيع عقارات فلاحية على مستثمرين

معسكر: أم الخير ــ س

المصالح الفلاحية: العائلات المحتجّة تضغط للاستفادة من أراض أخرى

تناشد 60 عائلة من البدو الرحل المستقرة بدوار سيدي بن زرقة في بلدية سيدي عبد المومن بدائرة المحمدية، السلطات الولائية بمعسكر، تعجيل النظر في وضعها الحالي لوجودها مهدّدة بالطرد من الأراضي الفلاحية التي استقرت بها منذ سنوات الاستقلال، وتمّ منحها مؤخرا لمستثمرين خواص في إطار توزيع الأراضي الفائضة واستصلاحها من طرف الديوان الوطني للأراضي الفلاحية بمعسكر. هذا ما جاء في رسالة لممثلين عن هذه الفئة وجّهت لوزير الفلاحة والوالي محمد لبقى.
ويعود النّقاش الحاد حول الأراضي الفلاحية الفائضة إلى السنة الماضية حين تمّ اختيار ثلاث بلديات في إقليم المحمدية كأقاليم نموذجية لتوزيع الأراضي الفلاحية في إطار الاستثمار الفلاحي بعد استصلاحها، حيث أعطت السلطات الولائية الأولوية في تقسيم هذه الأراضي التابعة لأحد أقسام محمية المقطع أو بما يعرف بالمنطقة الرطبة للمستثمرين الكبار الذين أبدوا رغبة في استصلاح هذه الأراضي ذات التربة المالحة وغير القابلة للإنتاج الفلاحي إلا ما تعلق بالأشجار المثمرة.
لكن وقوع هذا القسم من الأراضي الفائضة ضمن الأراضي المحاذية للمنطقة الرطبة في الإقليم الذي استقرت به نحو 60 عائلة من البدو الرحل، وقرار منحها لمستثمرين خواص، أثار حفيظة سكان منطقة سيدي عبد المومن ودفع البدو الرحل الناشطين في شعبة تربية الأغنام إلى الاحتجاج عن تهميشهم من الاستفادة من الأراضي الفلاحية الفائضة، وبالتالي رفع من مخاوفهم حيال مصير مجهول يترصد بـ 7 آلاف رأس ماشية يمتلكونها.
جاء في رسالة البدو الرحل لوزير الفلاحة أنهم يستغلون هذه الأراضي منذ عقود من الزمن، وأنهم يطالبون بتحقيق في الكيفية التي تم بها توزيع الأراضي الفائضة، لكن في الجهة المقابلة، تملك المصالح الفلاحية للولاية بمن فيها الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، ما يكفي من الدلائل لإثبات أن هذه الفئة من سكان بلدية سيدي عبد المومن تمارس أحد أنواع الضغط على السلطات المحلية للاستفادة من مساحات إضافية من الأراضي الفائضة، بدليل أن العائلات المشتكية من الإقصاء قد استفادت بنحو 260 هكتار من الأراضي الفائضة بمعدل 10 هكتارات للمربي الواحد من أصل 25 مربيا من قبيلة «القبالة « أو البدو الرحل، حسب معلومات قدّمها رئيس القسم الفرعي للمصالح الفلاحية بالمحمدية لـ «الشعب»، مشيرا إلى أن المصالح الفلاحية قد حدّدت للسكان البدو الرحل المناطق الصالحة للرعي، غير أنّهم فضلوا الاستقرار في محيط الأراضي التي حددت للاستثمار وزرع الأشجار المثمرة، وذلك – حسب المتحدث – لم يمنع المصالح الفلاحية والسلطات الولائية من الاستجابة لمطلب عائلات البدو الرحل المتضمن بقائهم في موقع دوار سيدي بن زرقة مع منحهم حق الانتفاع الدائم من جزء كبير من الأراضي الفائضة هناك.
وأضاف رئيس القسم الفرعي، أن مساحة الأراضي الفائضة بين بلديات سيدي عبد المومن، مقطع دوز وبوهني، يعد بنحو 1600 هكتار، تم في شأنها إيداع ما عدده 1700 طلب استفادة منها في إطار الاستثمار والاستصلاح، مشيرا إلى أن ديوان الأراضي الفلاحية فصل في منح جزء من هذه الأراضي لمستثمرين فلاحين كبار وجزء للبدو الرحل، فيما ستعالج ملفات سكان المنطقة للحصول على باقي المساحة من الأراضي الفائضة مستقبلا، بعد اجتماع اللجنة الولائية المكلفة بذلك و التي يرأسها الوالي محمد لبقى.