تعرف أسواق المواشي بسوق أهراس منذ شهر تذبذبا، مع ترقب من طرف المواطنين آملين انخفاضا في أسعار الأضاحي أياما قبل العيد.
«الشعب» اختارت النزول عند أهم أسواق الماشية، لرصد توجهات أسعار أضحية العيد لهذا العام في ظل تصاعد الأصوات حول غلاء سوق المواشي، حيث أجمع أغلب المواطنين على أن أضحية العيد لهذا العام تزيد عن أضحية العيد للعام الفارط بمتوسط 10 آلاف دينار تقريبا .
بالسوق البلدي لسوق أهراس تراوحت أسعار أضحية العيد بين 100 ألف دينار إلى 50 ألف دينار، بينما الأضحية المتوسطة فهي لا تنزل تحت سقف 40 ألف دينار .
أرجع أغلب من التقينا بهم على مستوى 3 أسواق بلدية مرخصة بسدراتة، سوق أهراس، لمراهنة، من جملة ثمانية أسواق هذا الغلاء إلى جشع التجار أو ما يعرف بـ «البزناسة « الوسطاء الذين يربط الموالين بالمواطنين.
الأضحية تباع حسب عمي صالح وهو كهل في الخمسينيات ثلاث مرات حتى تصل إلى المواطن المستفيد، مع هامش ربح يتجاوز 10 آلاف دينار، بطبيعة الحال يسدده المواطن.
عبد الله موظف في التعليم قال إن ضعف الرقابة دفع هذه الفئة من التجار إلى الاستثمار في الأعياد وتحقيق ربح سهل على حساب القدرة الشرائية للمواطن.
ارتفاع أسعار الأعلاف وشراء المياه مشاكل الموالين هذا العام
بالسوق الأسبوعية ببلدية لمراهنة أكد موالون، أن الأسعار لا تختلف عن الأعوام الفارطة على مستواهم كمربين، ناهيك عن الظروف الصعبة التي صاحبت تربية المواشي من غلاء للأعلاف.
في هذا الإطار قال عبد الله موال من بلدية الحنانشة أن أسعار الأعلاف تراوحت بين 4000 دج و 5000 دج للقنطار الواحد، زيادة على ارتفاع أسعار التبن و التبن المجفف، كما أن هناك تكاليف ترافق تربية الكباش تتمثل في المرافقة البيطرية والأدوية وهذه كلها تدخل في التكاليف السنوية ناهيك عن الأتعاب الشخصية والتي أغلب الموالين لا يحتسبونها بحكم أنهم يشرفون على تربية مواشيهم بصفة شخصية .
أضاف «محمد» أحد الموالين أيضا أن هذا العام هناك تذبذب في التزود بالمياه خاصة مع جفاف أغلب المنابع الطبيعية التي كانوا يعتمدون عليها في الشرب للمواشي، الأمر الذي دفعهم إلى شراء يوميا صهاريج الماء من طرف الخواص بسعر للصهريج الواحد يتجاوز 1000 دج، وهذا الأمر أيضا رفع من تكاليف تربية المواشي لدينا كموالين تضاف إلى تكلفة التربية والمتابعة.
المفتشية البيطرية تحذر من نقاط البيع العشوائية
أكد المفتش الولائي للبيطرة محمد مقيطع أن أسواق الأسبوعية البلدية للماشية 08 على مستوى سوق أهراس مراقبة ومرخصة ومتابعة بصورة دورية، مؤكدا عدم تسجيل أي مخالفات في هذا الإطار أو أمراض تذكر، من خلال وضع برنامج قامت به المديرية منذ 15 أوت الجاري يقضي بمتابعة المواشي المعروضة على مستوى هذه الأسواق، أو تلك التي يتم نقلها من ولايات أخرى إلى الأسواق الولائية .
حذر مقيطع في ذات السياق من التعامل مع نقاط البيع العشوائية غير المرخصة، والتي تأخذ منحى تصاعديا خاصة والأيام الأخيرة ويوم العيد، كما أن الفئة الكبيرة من العائلات السوق أهراسية تفضل الأسبوع الأخير بغرض شراء أضحية العيد، موجها نداء إلى كافة المواطنين بالعزوف عن هذه النقاط العشوائية غير المرخصة، لأنها خارج المتابعة البيطرية والبرنامج الذي تم تسطيره يغطي أغلب الأسواق البلدية المرخصة .
...و مربو المواشي في وهران متذمرون من السماسرة
قال موالون، أمس، بعديد أسواق الماشية في وهران لـ «الشعب» إن أسعار الأضاحي منطقية ومتوازنة، بغض النظر عن مجهود وكلفة تربية هذه الثروة الحيوانية التي تفوق أحيانا قدراتهم، مندّدين في الوقت نفسه بظاهرة المضاربة وتعدد الوسطاء والتجار الموسميين، وبالتالي زيادة هامش الربح وإحداث تباين في الأسعار.
في هذا الإطار اشتكى «مير مجدوب» في عقده السابع وأفنى حياته في تربية المواشي من ظاهرة السمسرة في كباش العيد والموّالين «المزيفين» الذين ينافسون المهنيين دون جهد أوعناء.
بحسب «مجدوب»، تعرف أسعار المواشي استقرارا مقارنة بالسنوات الفارطة، حيث تراوح سعر الأضحية صبيحة أمس الأحد ما بين 25 و75 ألف دينار للرأس، فيما تراوحت أسعار الخرفان في سن 7 إلى 8 أشهر ما بين 28 و30 ألف ومن سنة إلى سنة ونصف ناهزت 45 و 50 ألف، فيما بلغ سعر الكباش كبيرة الحجم 70 ألف دج وأكثر.
قال «مير الشيخ» ووالده مخلوف اللذين صادفناهما بنقطة البيع في حي الشهيد عبد القادر بن عايدة ببلدية مسرغين إنه توارث المهنة أبا عن جد، موضحا أنّ عائلته خطت اسمها بالبنط العريض في هذا المجال، فهناك عائلات كاملة من مربي الثروة الحيوانية أخذوا بالابتعاد تدريجيا عن المهنة ومعظمهم نزحوا إلى المناطق الحضارية، وقاموا ببيع مواشيهم وأبقارهم نظرا لغلاء الأعلاف وعدم وجود من هو متفرغ لزراعتها كالشعير، إضافة للجهد والوقت الذي تحتاجه عملية الحرث والبذر والحصاد.
هو ما أكّده زكاري النوار، مربي مواشي، بحظيرة تربية على مستوى حي الوئام التابع لنفس البلدية، والذي بدا متذمرا حيث قال لـ»الشعب» تقلص الثروة الحيوانية من المواشي لدى مزارعي الجزائر عامّة، يرجع إلى تراجع عدد الموالين المهنيين وكبر سنهم، ناهيك عن انعدام المساحات الخاصية بالرعي والتربية.
أوضح زكاري لـ»الشعب» أن قانون العرض والطلب، هو من يتحكم في الأسعار والتي بدورها تخضع لارتفاع تكاليف الإنتاج من حيث أسعار الأعلاف والغذاء الحيواني الموجه للماشية وعلى رأسها مادة الذرة المستوردة، في ظل اشتداد حدّة المضاربة لاسيما في النخالة، إضافة إلى عدم توفر المراعي وانتشار ظاهرة سرقة المواشي، لاسيما فترة عيد الأضحى المبارك.
اشتكى محدّثنا من ظاهرة سرقة المواشي التي تعتبر مصدر رزق الموال الأساسي وهذه الظاهرة التي مست عديد من الناشطين في المجال، من ضمنهم السيد زكاري النوار الذي تعرضت زريبته الموسم المنصرم إلى عملية سرقة أكثر من 20 رأس غنم، تعبت من أجلها كل العائلة سواء كان ذلك بالمرعى أو العلف أو السقي.
وهران: براهمية مسعودة