تنظم كلية اللغة والأدب العربي والفنون بجامعة باتنة 1، في الـ15 والـ16 نوفمبر المقبل، الملتقى الدولي «المعرفة والخطاب في تاريخ الثقافة الجزائرية: تكوين العقل الثقافي الجزائري في اللغة والأدب والفنون». يبحث الملتقى في الموجِّهات المعرفية الأساسية للثقافة الجزائرية والنواظم الفكرية المولّدة للخطابات، وعلاقاتها بسواها من ثقافة الشرق والغرب. وعلى الراغبين في المشاركة في الملتقى إرسال ملخصات مداخلاتهم في أجل أقصاه الـ25 سبتمبر الجاري.
يطرح الملتقى مجموعة إشكاليات، منها ما يتعلق بالموجِّهات المعرفية الأساسية للثقافة الجزائرية، وكذا النواظم الفكرية المسؤولة عن توالد الخطابات وتحوِّلها، والتشكيلات الخطابية التي تفرعت عن تلك الموجِّهات والنواظم، وخصوصياتها، وعلاقاتها في ذاتها وعلاقاتها بسواها من ثقافة الشرق والغرب.
وللإجابة عن هذه الإشكاليات، يتوجب «العودة ليس فقط إلى الفتوحات الإسلامية وتاريخ دخول اللغة العربية إلى الجزائر، بل يتطلب البحث عميقا في التاريخ الجزائري القديم بحثا عن أنماط التفكير وأشكال الإبداع وأساليب الممارسة الحياتية، ويتطلب بعدها التوقف عند مرحلة التمازج بين ذلك القديم والمحدث المتمثل في الثقافة العربية المهاجرة دينا ولغة، وتشكُّل الثقافة الجزائرية بعد ذلك».
كما يحاول الملتقى طرح أسئلة أخرى عن أشكال الخطاب الذي عبر عن تلك المعرفة في الحكايات الشعبية، والرسوم، والمرويات الشفهية، والسلوكات، والنصوص المكتوبة شعرا وسردا.
وللإجابة عن هذه الإشكالية، حدد منظمو الملتقى مجموعة محاور، أولها حول مرجعيات الثقافة الجزائرية وأشكال تأصيلها المعرفي (التاريخ واللغة والدين والفكر)، وثانيها عن سوسيولوجيا المعرفة الجزائرية، وثالثها يخص انتظام الثقافة الجزائرية الأمازيغية في المجال التداولي للثقافية العربية الإسلامية، ورابعها يتعلق بأشكال الخطابات الجزائرية قديما وحديثا وقضايا تشكيل الهوية، وخامسها يدور حول استراتيجيات التفاعل الثقافي الإنساني وخصوصية الثقافة الجزائرية، أما المحور السادس والأخير فيتعلق بحضور الثقافة الجزائرية في التواصل الرقمي.
ومن خلال تنظيمها هذه التظاهرة العلمية، تسعى كلية الآداب واللغة العربية والفنون بجامعة باتنة 1 إلى إقامة ملتقى دولي ينعقد سنويا تحت شعار شامل هو: المعرفة والخطاب في تاريخ الثقافة الجزائرية، ويناقش في كل دورة موضوعا من موضوعات الثقافة الجزائرية عبر تاريخها. وقد رأت أن تقيم أول ملتقى تحت عنوان: تكوين العقل الثقافي الجزائري في اللغة والأدب والفنون، على أن تتغير العناوين الفرعية كل عام، ويظل الشعار الأساسي قائما. فالمعرفة قائمة على جدل دائم بينها وبين الخطاب، وبينما ينتج العقل مختلف المعارف يقوم الخطاب بتشكيلها وتنظيمها وحملها إلى المتلقي لإخباره أو إقناعه بصور متعددة، وكما أن المعرفة تشترط خطابا معينا تتمثل من خلاله فإن الخطاب يتمظهر بأشكال متعددة وفق المعرفة التي يعكسها. ولا يمكن فهم تلك الخطابات وتفسيرها وتأويلها إلا في سياقاتها المعرفية التي ينبغي الحفر في مصادرها ومرجعياتها، ثمة ضرورة إذن لإعادة بناء السياقات الثقافية والتاريخية التي تمثل رحم تلك المعرفة، والتي لا تفهم الخطابات إلا من خلال فهم شروطها التاريخية وتناقضاتها الذاتية وتحولاتها الفكرية.
من أجل المساهمة في الملتقى، يتوجب إرسال استمارة المشاركة مرفقة بملخص البحث من 200 كلمة وسيرة علمية مختصرة في صفحة واحدة قبل 25 سبتمبر الجاري، وفي حالة قبول الملخص يجب أن يرسل البحث كاملا قبل 25 أكتوبر المقبل، عن طريق البريد الإلكتروني، مع ملء استمارة التسجيل بدقة في حالة القبول النهائي. ويؤكد منظمو الملتقى الدولي أن هذا الأخير مجاني لا يشترط دفع رسوم مالية.