طباعة هذه الصفحة

أحزاب الأغلبية بالبرلمان

الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية قائم...والتّحالف في هيئة غير مطروح

فريال بوشوية

بمبادرته بلقاء جمعه برؤساء الأحزاب والمجموعات البرلمانية التي تمثل الأغلبية بالمجلس الشعبي الوطني، يكون الوزير الأول أحمد أويحيى قد أسّس لطريقة عمل جديدة تقوم على التنسيق بين الجهاز التنفيذي والبرلماني في ظل دستور كرس ممارسة جديدة في السياق، وفي نفس الوقت رسم معالم تحالف جديد، يجمع الأحزاب المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية موسع لأحزاب جديدة، وإن لن يتم على الأرجح تجسيده في هيئة على شاكلة التحالف الرئاسي.
التفاف الأحزاب السياسية حول برنامج رئيس الجمهورية ليس بجديد، وقد أخذ في سنوات مضت شكل تحالف رئاسي ضم 3 أحزاب سياسية، ويتعلق الأمر بجبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي وكذا حركة مجتمع السلم، وقد عاد هذه المرة موسّعا ليضم 4 تشكيلات بعد التحاق حزب تجمع أمل الجزائر «تاج» والحركة الشعبية الجزائرية.
وقد ذكرت خطوة أويحيى الأخيرة، ممثلة في الاجتماع الذي دعا إليه رؤساء هذه الأحزاب إلى جانب رؤساء التشكيلات السياسية، عشية مناقشة مخطط عمل الحكومة على مستوى البرلمان، بالتحالف الرئاسي على اعتبار أن اللقاء ضم الأحزاب التي تساند برنامج رئيس الجمهورية، في خطوة هي الأولى من نوعها تؤشر على أن الجهاز التنفيذي فضل أن يكون مرفوقا في خطواته بالبرلمان.
 لكن على الأرجح، فإنه ورغم التنسيق بين الأحزاب الأربعة، لن يتوّج هذا الالتفاف بهيئة جامعة مجدّدا، وهو ما أكّدته قيادة الحزب العتيد والتجمع، الذي تعتبر بأنّ التنسيق لا يحتاج لهيئة تحتويه، لاسيما وأنّ التحالف لا يعني بأي حال من الأحوال الانصهار، ولا يلغي بأي شكل من الأشكال التنافس بين التشكيلات، خلال مختلف الاستحقاقات الانتخابية لاسيما منها التشريعية والمحلية.
وتكون قيادتا «الأفلان» و»الأرندي» قد رفضتا خوض تجربة التحالف بالشكل الأول مجددا، نظرا لتجربتهما على الأرجح التي شهدت في نهاية المطاف، انسحاب حركة مجتمع السلم بقيادة أبو جرة سلطاني آنذاك، الذي رفض أن يبقى التحالف أفقيا وطالب بتعميقه في الميدان، إلا أن زميليه في ذلك الوقت أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم، رفضا المقترح انطلاقا من أن التحالف يقتصر على الالتفاف حول برنامج رئيس الجمهورية، ولا يمتد إلى نشاط الأحزاب.
هذا الطّرح يؤكّد بأنّ الالتفاف ممكن، دونما اللجوء إلى هيئة تحالف يؤطره، يجمع الأحزاب التي تلتقي في تيار واحد وتتشارك الرؤى، ولعل الأمر الأكيد أن تجربة التحالفات فتية في الجزائر، تظهر في كل مرة على غرار التحالف الرئاسي، ولاحقا تكتل الجزائر الخضراء، وآخرهم كان الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، لكن على الأرجح طبيعة العمل السياسي والتنافس بين الأحزاب يحول دون نجاحها، إلاّ عندما يتعلق الأمر بالتنسيق في العمل مثلما هو الشأن بالنسبة لـ «الأفلان» و»الأرندي» وتجمع أمل الجزائر «تاج»، والحركة الشعبية الجزائرية، أحزاب يجمع بينها الالتفاف حول برنامج الرئيس، ويفرق بينها العمل والطموح السياسي الحزبي، الذي يجعل المنافسة بينها على أوجها في الاستحقاقات الانتخابية.