طباعة هذه الصفحة

منتقدا الحالة الكارثية لقصر المعارض «صافاكس»

جدير بنا استقبال الضيوف في مكان أحسن مما هو عليه الآن

أسامة إفراح

لم يخف حميدو مسعودي، محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب، امتعاضه من وضعية الفضاء الذي يحتضن كل سنة هذه التظاهرة، وجدد ضيف «منتدى الشعب» دعوته إلى إعادة هيكلة قصر المعارض وتهيئته بما يتلاءم والتظاهرات الدولية التي تحتضنها الجزائر. كما كشف عن احتفاء «سيلا» بالكتاب الأفريقي، باستضافة ضيوف أفارقة على رأسهم وزير الثقافة الغيني، واختيار جنوب أفريقيا ضيف شرف الدورة، وفي ذلك تأكيد على البُعد الأفريقي للجزائر.
ليست المرة الأولى التي يتطرق فيها حميدو مسعودي إلى وضعية قصر المعارض، الذي يحتضن كل سنة صالون الجزائر الدولي للكتاب، والذي يتطلب «إعادة هيكلة» حسب ضيف فوروم «الشعب»: «أتأسف لوضعية المكان الذي تجري فيه فعاليات الصالون الدولي للكتاب، هذا المكان يعود إلى 1969، وكان قد دشنه حينها الرئيس الراحل هواري بومدين، ولكن لم يتغير شيء فيه مذ ذاك، بل على العكس تراجعت وضعيته»، يقول مسعودي الذي أعطى مثالا بالسلالم الكهربائية التي هي «معطلة لأكثر من سنتين، وهذا يؤثر على الناشرين في الطابق الأول»، لأنه قد يثني الوافدين على المعرض من الصعود إلى الطابق، وهذا مجرد مثال عن إعادة الهيكلة والتهيئة التي يجب أن يستفيد منها قصر المعارض، الذي خصص منه ما يزيد عن 15 ألف كم مربع كمساحة للعرض.
وجدّد حميدو مسعودي أمنيته بأن يحتضن قصر المعارض يوما ما صالون الجزائر الدولي للكتاب في جناح كبير واحد يسع الجميع، ليكون كل العارضين تحت سقف واحد، بدل الجدل الذي تخلقه كل مرة رغبة العارضين في التواجد بالجناح المركزي. كما تطرق محافظ الصالون الدولي للكتاب إلى جناح الطفل الذي سيبقى حاضرا في جناح الأهقار، وسيكون كتاب الطفل والكتاب شبه المدرسي حاضرين ككل سنة.
وسيكون للطبعة الثانية والعشرين من صالون الكتاب صبغة أفريقية، فإلى جانب نزول جنوب أفريقيا ضيف شرف عليه، سيكون وزير الثقافة الغيني ومدير المكتبة الوطنية الغينية حاضرين، بحكم كون كوناكري عاصمة الكتاب 2017.
وتحدث حميدو مسعودي عن السعي إلى إعادة الاعتبار لأفريقيا وتواجدها في الصالون، على غرار إجابته عن سؤالنا بشأن موقع فضاء «روح الباناف» الذي تحوّل إلى فضاء قارّ بالمعرض، حيث اعتبر مسعودي بأن عدم تواجد هذا الفضاء في المقر الرئيسي لا يعني أبدا بأنه خارج المعرض، بل خصص له جناح خاص به يسمح ببرمجة لقاءات ونشاطات بأريحية أكبر.
وعن العناوين التي مُنعت من المشاركة في هذه الطبعة، قال مسعودي إنه لم يستلم بعد محاضر جلسات لجنة القراءة المكونة من عدة أطراف بما في ذلك ممثلين عن وزارات الداخلية والثقافة والشؤون الدينية. ومع ذلك، كشف مسعودي عن التحفظ على أكثر من 130 عنوان إلى حد الآن، بالمقابل، يتجاوز عدد العناوين المعروضة 120 ألف عنوان. «أطمئنكم بأن لجنة القراءة ستكون متواجدة بالصالون الدولي للكتاب ككل المعارض الأخرى، وسنحاول الوقوف عند الهفوات الممكنة».
سألنا مسعودي عن الشعار الذي يرفعه الصالون هذه السنة، فأجاب بكل تحفظ أن الاقتراح الذي تقدمت به المحافظة هو شعار «الكتاب كنز لا يفنى»، وهو ما تحفظ عليه وزير الثقافة وقد يتمّ تغييره في الأيام القادمة.
كما سألناه عن ظاهرة لاحظناها في طبعات سابقة، وهي اعتماد بعض العارضين، حين بيعهم الكتب المحددة أسعارها بالدولار، إلى اعتماد سعر صرف السوق السوداء وليس سعر الصرف الرسمي، وأجاب مسعودي بأنه سيتم التعامل مع العديد من التجاوزات، خاصة وأن «القرارات التي اتخذها اتحاد الناشرين العرب ستوزع على المشاركين في الصالون»، مؤكدا مرة أخرى أنه «لا وجود لأي مشكل بين إدارة المعرض واتحاد الناشرين العرب أو بعض الناشرين العرب».
وبخصوص دعم الدولة للكتاب، ذكّر مسعودي بأنه، على الرغم من رفع سعر المتر المربع الواحد من 4000 إلى 5000 دج، فإنه ما يزال مدعما، لأن سعره الحقيقي يفترض أن يتجاوز الـ7 آلاف دينار جزائري.
للتذكير فقد تمّ تغيير تاريخ اختتام الصالون من السبت 4 نوفمبر إلى الأحد 5 نوفمبر المقبل، وعلّل حميدو مسعودي ذلك بأسباب ثلاثة: الأول هو السماح للمحافظة السامية للأمازيغية بإتمام برنامجها الاحتفائي بمائوية مولود معمري، والثاني هو النزول عند رغبة الناشرين، أما الثالث فهو اختتام التظاهرة في هدوء أكبر خاصة وأن الأحد يوم عمل، على عكس يوم السبت أي عطلة آخر الأسبوع التي تشهد توافدا كبيرا للجمهور.