طباعة هذه الصفحة

تصعيـد خطـير فـي إسبانيـا

الآلاف في شوارع كتالونيا احتجاجا على توقيفات ومداهمات في الإقليم

نزل آلاف من سكان كتالونيا إلى الشارع، أمس، بعد توقيف حوالي 13 عضوا في حكومة إقليم كتالونيا الواقع شمال شرق أسبانيا الذي يريد تنظيم استفتاء حول الاستقلال حظره القضاء، فيما اتهم رئيس الإقليم مدريد بفرض حالة الطوارئ بحكم الأمر الواقع.

تجمع آلاف الأشخاص في وسط برشلونة للاحتجاج على هذه التوقيفات وردد بعض المتظاهرين في برشلونة “قوات الاحتلال إلى الخارج!” وكتب على يافطات “سنصوت من أجل أن نكون أحرارا”.
وكان رئيس كتالونيا اتهم في كلمة ألقاها، أمس الأربعاء، الحكومة الإسبانية بأنها “استبدادية” وبفرض حالة طوارئ في الإقليم، بعدما اتخذت سلسلة إجراءات، بينها تجميد أمواله وتوقيف 13 من كبار مسؤوليه لمنع إجراء استفتاء حول الاستقلال المرتقب في الأسبوع المقبل.
وقال كارليس بيغديمونت، إن الحكومة الإسبانية “علقت بحكم الأمر الواقع الحكم الذاتي في كتالونيا وطبقت بحكم الأمر الواقع حالة طوارئ” وذلك بعد هذه التوقيفات، متهما حكومة ماريانو راخوي بأنها “استبدادية” وبانتهاك “الحقوق الأساسية”.
وأكد الحرس الوطني الإسباني، أمس، أنه أوقف 13 من كبار مسؤولي الحكومة الانفصالية في كتالونيا. وقالت ناطقة باسمه “تم توقيف 13 مسؤولا كبيرا في حكومة كتالونيا والقيام بـ22 مداهمة”، فيما تتكثف عمليات الشرطة لمنع تنظيم الاستفتاء.
من جهته قال ناطق باسم حكومة كتالونيا إن التوقيفات على صلة “بالمواقع الإلكترونية المرتبطة بالاستفتاء”. وقد دعا راخوي في وقت سابق إلى الهدوء مع خروج متظاهرين إلى الشوارع في برشلونة احتجاجا على هذه التوقيفات التي لم تعرف أسبابها بشكل واضح، رغم أن السلطات سبق أن حذرت من أن المسؤولين الذين يساهمون في تنظيم الاستفتاء المرتقب في 1 أكتوبر يمكن أن يواجهوا ملاحقات قضائية.
ودعا رئيس الوزراء الإسباني إلى “العودة إلى الوضع الطبيعي والتعقل لأن هذا الاستفتاء لا يمكن أن يحصل”.
واتهم راخوي أيضا قادة كتالونيا الانفصاليين بخرق القانون ومخالفة الدستور الإسباني. وتزايد التوتر في كتالونيا مع مضي قادة الإقليم في التحضيرات للاستفتاء حول الاستقلال رغم أن مدريد حظرته واعتبره القضاء غير دستوري.
واتخذت مدريد عدة خطوات أخرى لمنع إجراء الاستفتاء بينها التهديد باعتقال رؤساء بلديات الإقليم الذين يسهلون التحضيرات للاستفتاء.
ويطالب إقليم كتالونيا في إسبانيا بالانفصال عن الحكومة المركزية، ويتمتع الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه 7.5 ملايين نسمة، بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليمًا تتمتع بحكم ذاتي في البلاد.
وتبلغ مساحة الإقليم 32.1 ألف كلم2، ويضم 947 بلدية موزعة على أربع مقاطعات هي: برشلونة وجرندة ولاردة وطرغونة.